في Monday 11 May, 2020

كارثة صحية في اليمن.. مليشيا الحوثي تتكتم على أعداد المصابين بكورونا

كتب : سعيد العلي

كارثة صحية تتسبب فيها مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، حيث تتكتم على عدد ضحايا وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

كما تتعامل المليشيا الإرهابية مع الوباء باستخدام "سياسة المراوغة" التي تقوم على الخداع والكذب، وفق معتقد ديني لدى جماعات الشيعة الاثنى عشرية، والذي يعرف بـ"التقية".

وقال أطباء يمنيون في الطوارئ إن الوضع في صنعاء كارثي، وأن الوباء يتفشى بشكل مخيف منذ مطلع مايو/ أيار الجاري، لكن المليشيا تواصل التكتم على عدد الحالات المصابة والوفيات".

وأوضح 5 أطباء يعملون في مستشفيات حكومية بمدينة صنعاء، أن عدد حالات الاشتباه بفيروس كورونا بلغت نحو 822 حالة، وأن الإصابات المؤكدة نحو 140 إصابة بينها 15 وفاة.

وتعرف "التقية" بأنها الحيطة والحذر من الضرر والتوقي منه، أو أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد لتدفع الضرر عن نفسك أو أموالك، وبمعنى آخر استخدام المراوغة لتحقيق المصلحة المستهدفة.

وعلى الرغم من عدم الاعتراف بتفشي وباء كورونا، والتكتم على عدد الإصابات الحقيقية بالفيروس، لم يتوقف الحوثيين عن طلب الدعم الدولي لمواجهة الوباء، وطالبوا مؤخرا المنظمات الدولية بتقديم ألف جهاز تنفس عاجل للمستشفيات في صنعاء.

ويرفض الحوثيون الإعلان عن عدد الإصابات ويواصلون سياسة التعتيم، ولا تزال الأسواق ومراكز التسوق مفتوحة وتعج الشوارع باليمنيين الذين يمارسون حياتهم بشكل روتيني.

واعتبر محللون، أن جائحة كورونا هي أحد أهم الأمثلة على استخدام الانقلابيين لمبدأ "التقية"، من خلال التعتيم على عدد حالات الإصابة وترك الأسواق مفتوحة بهدف استمرار مواردها المالية، دون اكثراث بالناس.

وأوضح أسامة الروحاني، الباحث اليمني في مركز صنعاء للدراسات (مستقل)، أن تخوف جماعة الحوثي من الإعلان عن الإصابات بكورونا يهدف إلى حماية مواردهم المالية التي ستتوقف بتوقف حركة التجارة في حال إعلان الحظر.

وقال الروحاني:"تعتمد موارد الحوثيين على جباية الضرائب والحركة الاقتصادية والسوق السوداء للنفط، وتوقف الحركة يعني توقف مصادر دخلها، لذا لا يعنيهم حياة الناس".

وأعلن الحوثيون عن حالتي إصابة بفيروس كورونا، أحدها لمقيم يحمل الجنسية الصومالية، قالوا إنه توفي في أحد فنادق صنعاء وأن نتيجة فحص كورونا بعد وفاته كانت إيجابية.

وقالت مؤسسة ACAPS، وهي مركز بريطاني مستقل متخصص بتحليل وتقييم الأزمات، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تميل إلى التقليل من المخاطر المرتبطة بـ "كورونا" باعتبار الحرب خطرهم الوجودي الرئيسي.

وأوضح المركز البريطاني أن المليشيا الإرهابية تتبنى خطابًا ولغة مماثلة لشركائها الإقليميين، إيران وحزب الله، وأنها تواجه كورونا بـ"التقاليد الدينية" واعتبار أن الوباء "عدوان" كالحرب.

وفي تقرير صدر يوم 6 مايو/ أيار الجاري، قالت المؤسسة البريطانية: إن "تحليل الخطاب الحوثي، يوضح أن المليشيا تعتزم تأطير الوباء من الناحية السياسية والعسكرية، واعتبار التدخل الطبي دور ثانوي وأن تدابير الوقاية الصحية ليست أولوية قصوى".

وقال التقرير أيضاً إن عبد الملك الحوثي قدم تفسيرا دينيا لجائحة كورونا، زاعما أن "معظم الكوارث والأوبئة والمصائب هي نتيجة فعل الإنسان، وفساد البشر وأفعالهم الخاطئة، وأن مواجهة الفيروس تتطلب العودة إلى الله وطريق الهداية".

وفي نفس الوقت يتهم زعيم الحوثيين، أمريكا بانتاج الوباء في مختبرات لضرب الصين، ويرى ضرورة أن تتم مواجهة سياسيا وعسكريا، وأن يتم التعامل مع كورونا كسلاح بيد العدو.

وتزعم مليشيا الحوثي أن الولايات المتحدة وحلفائها سينشرون الفيروس شمالي اليمن، بوسائل منها المساعدات الإنسانية الملوثة من الغذاء والدواء، أو عبر الموانئ والمنافذ.

وبحسب التقرير، أنشأت المليشيا الانقلابية اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة في 17 فبراير/ شباط، لكن جهود الاستجابة تحتكرها وزارة الصحة ممثلة بالدكتور طه المتوكل، وهو طبيب ورجل دين وإمام مسجد، يحتفظ بدور محوري بالمليشيا، كونه صهر عبد الملك الحوثي، زعيم الانقلاب .