في Monday 11 May, 2020

سر زيارة وفد من المخابرات التركية لغربي ليبيا

كتب : أحمد العربي

أكدت مصادر ليبية أن وفدا مخابراتيا تركيا برئاسة "هاكان فيدان" زار طرابلس في سرية قبل مطلع مايو/أيار الجاري والتقى فيها عدد من الشخصيات بحكومة فايز السراج.

كما نقلت فضائية "العربية" عن مصادرها أن قوات خاصة تركية تم نشرها في طرابلس عقب الزيارة وذلك لدعم حكومة السراج.

وفي الأثناء شهدت طرابلس حوادث متتابعة لمسؤولين محسوبين على السراج كان أبرزها الوفاة الغامضة للواء عبد القادر التهامي، رئيس مخابرات السراج، حيث أعلنت حكومة السراج وفاته بأزمة قلبية، السبت، بينما أكد الجيش الليبي وفاته إثر التعذيب على يد ميليشيا النواصي التابعة لفتحي باشأغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق.

جاءت الحادثة بعد ساعات من اختطاف القاضي "الفيتوري حميدة" من أمام منزله بمدينة زليتن من قبل عناصر مسلحة مجهولة واقتياده إلى مكان غير معلوم.

في سياق متصل كشف مصدر أمني ليبي عن لقاء سري جمع الإرهابي القاعدي "معمر الأمين الخمسي"، المكنى بـ"أبو مصعب الليبي" بخالد الشريف المكني بـ"أبو حازم الليبي" أمير الجماعة المقاتلة السابق (الموالية لتنظيم القاعدة) عقب عودة الأخير الأسبوع الماضي من إسطنبول التي كان يقيم فيها.

وترددت أنباء عن تكليف الشريف برئاسة جهاز الأستخبارات التابع لحكومة الوفاق، خلفاً لعبدالقادر التهامي الذي توفي في ظروف غامضة.

وأضاف المصدر، مفضلا عدم نشر اسمه، في تصريح خاص لـ"العين الاخبارية" أن الأجهزة الأمنية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي رصدت استعدادات قام بها "أبو مصعب الليبي" عقب لقائه بخالد الشريف.

كما رصدت اتصالات بين "أبو مصعب الليبي" وعناصر إرهابية شديدة الخطورة للترتيب لعمل عسكري ضد مدينة ترهونة خط الامداد الاول للجيش الليبي بالتزامن مع قاعدة الوطية العسكرية التي تعد غرفة عملياته المتقدمة.

وأوضح المصدر ذاته أن مشاركة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ربما تأتي في إطار تحالف إرهابي جديد بقيادة تركيا، إضافة إلى أن هناك رغبة لدى تنظيم القاعدة الارهابي للثأر لمقتل الإرهابي عبدالرؤوف الصاري قائدمليشيات زليتن، الذي قتله الجيش الليبي في محور القربولي على الطريق الساحلي قبل أسبوعين.

وأضاف أن المحور الرئيسي للهجوم على مدينه ترهونة (88كم جنوب طرابلس) سيكون عن طريق عدة محاورأهمها منطقة مسلاتة القريبة منها، والواقعة تحت سيطرة ميليشيات الوفاق شرق طرابلس.

وكشف المصدر عن تحركات عسكرية متزامنة للإرهابي صلاح بادي المطلوب دوليا والذي أدخل قبل يومين آليات ثقيلة إلى منطقة العقريبة، الواقعة 45 كلم شمال شرق قاعدة الوطية الجوية، منها 3 منصات متحركة لصواريخ جراد.

وتعقيبا على زيارة الوفد المخابراتي التركي السرية لغرب ليبيا، قال المحلل السياسي زياد الشيباني أن الزيارة تأتي بعد فشل الميليشيات والمرتزقة بقياداتها العسكرية التركية في اقتحام قاعدة الوطية العسكرية التابعة للجيش الليبي أكثر من مرة.

ورجح الشيباني في تصريح خاص لـ"العين الاخبارية" أن تكون الزيارة بهدف الترتيب لعمل عسكري واسع لتعويض هذا الفشل ورفع معنويات المرتزقة الذين يتساقطون بالمئات على يد قوات الجيش الليبي ما بين قتيل ومعتقل.

وأضاف أن لتحقيق أي انتصار وهمي أهمية كبرى لدى الرئيس التركي رجب أردوغان و"هاكان فيدان" خاصة وأن الأخير مكلف من أردوغان بإدارة ملف المرتزقة والإرهابيين والعمليات العسكرية في ليبيا.

ويرى الشيباني أن الزيارة لا تنفصل بحال من الأحوال عما شهدته طرابلس من أحداث ساخنة، مرجحا أن يكون التهامي وهو رجل السراج قد قتل قربانا لتحالف إرهابي جديد كان من ضمن شواهده أيضا الظهور المتزامن مع ذلك كله للإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي في محاور طرابلس والوطية وهو رجل استخبارات فتحي باشأغا.

ورغم تبعيتها لتركيا وقطر وتنظيم الاخوان الارهابي إلا أن حكومة الوفاق المسيطرة على طرابلس تشهد صراعا داخليا بين كتلتين الأولى بزعامة فايز السراج والثانية بزعامة فتحي باشأغا واللتان تتقاسمان المناصب الاقتصادية والمالية والأمنية، لكنهما تتنافسان على توسيع نفوذهما وبسط سيطرتهما.

وتحاول ميليشيات الوفاق مدعومة بالمرتزقة والعسكريين الأتراك اقتحام قاعدة الوطية العسكرية لما تمثله للجيش الليبي كقاعدة عسكرية متقدمة.

وتشن المليشيات غارات جوية يومية على قاعدة الوطية في الوقت الذي تحشد فيه قوات مرتزقة على رأسهم عسكريين أتراك بمنطقة العسة القريبة منها في محاولة لاقتحامها تحت غطاء القصف الجوي من الطيران التركي المسير لكن في كل مرة يحبط الجيش الوطني الليبي محاولتها ويكبدها خسائر فادحة.

من جانب آخر تحاول الميليشيات والتنظيمات الارهابية المدعومة من تركيا كسر إرادة مدينة ترهونة والتي تمثل للجيش الوطني الليبي خط الإمداد الرئيسي، إضافة إلى كونها الحاضن القبلي الأقوى له في غرب ليبيا

وتمد تركيا حكومة السراج بالمرتزقة والسلاح والآليات والعناصر الإرهابية والعسكريين الأتراك لضمان إستمرارها في السطو على مقدرات الليبين في طرابلس و ذلك سعيا من تركيا لتمكين تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تستخدمه في ليبيا حاليا لتنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة.