في Monday 18 May, 2020

أول رد من الجيش الليبي بعد سيطرة ميليشيات الوفاق على قاعدة الوطية

كتب : سعيد العلي


في أول رد فعل رسمي من الجيش الوطني الليبي على سيطرة مليشيات حكومة الوفاق غير الدستورية على قاعدة الوطية الجوية جنوب غربي البلاد، قال بيان صادر عن غرفة عمليات الجيش الوطني إن هذه السيطرة ما هي إلا قبض ريح ومحاولة لترويج انتصار وهمي.

وأوضح البيان، اليوم الإثنين، أن ما حدث في "قاعدة الوطية" يأتي ضمن ما عده "التكتيكات العسكرية المعروفة والمعتادة في الحروب"، مشددا على أن وما تروجه المليشيات هو انتصار وهمي.

وأشار بيان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة إلى أن "قاعدة الوطية" ليست ذات أهمية عسكرية في الوقت الحالي.

وقال الجيش إن قواته قامت بمناورة تراجعية اختيارية، وهي كثيرة الحدوث في سياق المعارك من منطق التكيف التكتيكي الذي يصاحب حالات المد والجزر في الأحداث، ويرتبط بالتغييرات التي قد تطرأ في موازين القوى العسكرية.

وأضاف أن ما حدث في الساعات الماضية في قاعدة الوطية كان دقيق وسري ومدروس بعناية من القيادة العامة للقوات المسلحة وهذا ما تثبته الدلائل التي تقول أن المليشيات لم تجد في القاعدة غير منظومه دفاع جوي متضررة ومحطمه وعدد من طائرات الخردة التي تعود الى عام 1980.

وتابع أن الانسحاب يكون لاستعادة القوى والرجوع لأرض المعركة بخطة ممنهجة لتفادي الخسائر وأن الانسحاب المؤقت أحيانا يكون ضرورة للإعداد والتحضير إلى نجاحات كبيرة في المستقبل والظروف تدعو أحيانا إلى التراجع خطوة، لاستطاعة التقدم بعد ذلك خطوتين

وبين الجيش أن الإمكانات الحقيقية الخاصة بالقيادة العامة للجيش الليبي بقاعدة الوطية والتي تتمثل في آلاف الجنود والقادة العسكريين والآليات والمدرعات والطائرات وغرف العمليات المتنقلة والمعدات العسكرية الدقيقة والمستشفى الميداني وكل الأطقم الطبية وسيارات الاسعاف فلم تعثر الميليشيات على شيء منها.

وأشار الى أن كل ذلك يوضح حقيقة الانتصار الوهمي الذي تروج له المليشيات لدعم معنويات عناصرها ومرتزقتها.

وكانت ميليشيات الوفاق أعلنت الإثنين، سيطرتها على قاعدة الوطية الجوية التي تقع على بعد 170 كلم جنوب الغربي العاصمة طرابلس.

من جانبه، قال اللواء إدريس مادي قائد المنطقة الغربية العسكرية في تصريح صحفي أن المليشيات ترمم صورتها بغد خسائرها بترويج لانتصار وهمي.

وفي السياق نفسه، قلل المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق كيف اختفى من أهمية السيطرة على قاعدة الوطية قائلا: قبل أن يروجوا (في إشارة للمليشيات) لانتصارهم المزعوم عليهم الإجابة عن هذا السؤال.. كيف فاتهم انسحاب الجنود الذين يتجاوز عددهم 7 آلاف وكيف اختفت الآلاف من الآليات العسكرية من القاعد.

وأوضح معتوق أن ما جرى في قاعدة الوطية انسحاب ناجح للجيش الوطني أكثر من أي شيء آخر.

ومن جانبه، رأى الخبير العسكري الليبي، العقيد علي سالم بن منصور، أن المعركة الرئيسية يخوضها الجيش الآن في وسط العاصمة طرابلس وعلى الحدود الشرقية لمدينة مصراتة.

وأضاف بن منصور أن الجيش الليبي انسحب من قاعدة الوطية لترتيب الصفوف فالقاعدة خارج الخدمة منذ فترة بسبب القصف الجوي والبحري التركي الذي تتعرض له بشكل يومي.

وكانت تركيا قد ألقت بثقلها في دعم المليشيات الإرهابية في طرابلس منذ أواخر العام الماضي حينما بات الجيش على اعتاب تحرير العاصمة.

ولفت بن منصور إلى أن الجيش الليبي كان يستطيع الاحتفاظ بالقاعدة لعدة شهور أخرى، ولكن ما الفائدة من البقاء في أقصى الغرب بعدما توغلت قواته في شوارع العاصمة.

واختتم بن منصور حديث قائلا إن القوات المسلحة الليبية في حي بوسليم الذي يبعد عن مقر السراج أقل من 4 كلم، مشيرا إلى أن الساعات القادمة تحمل الكثير من الأحداث.