في Monday 11 February, 2019

مخطط التوريث بإيران ينذر بحرب أهلية

صورة أرشيفية

تتزايد احتمالات وجود مخطط يتبناه الحرس الثوري وبيت المرشد ورموز أصوليين نافذين لتوريث نجل علي خامنئي “مجتبى خامنئي” منصب المرشد (أعلى سلطة في البلاد)، وربما يمكن القول أن خلاصة نتائج أنشطة الجهات المذكورة وتحركاتها وأهدافها أصبحت تدور حول هذا المخطط.

حيث تمت محاصرة الإصلاحيين وحكومة روحاني وتهميش الرموز الرافضة لهذا البرنامج، وصناعة نوع أو حالة ترويجية لهذا الحدث وشخصية مجتبى خامنئي، والبدء بتهيئة الظروف والأرضية اللازمة لإنجاح هذا المخطط.

وأحد هذه المؤشرات، جاءت هذه المرة من قبل بيت المرشد، وتحديدا من “محمد محمدي كلبايكاني” رئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني، حيث قام بدعوة وجمع عدد كبير من “جمعية مدرسي حوزة قم العلمية” على مأدبة عشاء بالتزامن مع الذكرى الأربعين لأنتصار الثورة في إيران، وفي ظل تقارير تتحدث عن تردي الوضع الصحي للمرشد الإيراني خامنئي، وأثناء ذلك بدأ بالمدح والثناء على نجل المرشد مجتبى خامنئي وتمجيد شخصيته والترويج لأفكاره وسلوكه، كجزء مهم من مخطط توريث المنصب من الأب إلى الإبن.

وتعتبر هذه الجمعية، الذي اجتمع بأعضائها رئيس مكتب خامنئي، من الجمعيات القريبة للأصولية، وترأس حاليا المجلس الأعلى لحوزات قم، من أهم أنشطة جمعية مدرسي حوزة قم العلمية هي تحديد قائمة المراجع الدينية المؤهلة للمرجعية، واتخاذ المواقف إزاء القضايا الضرورية في إيران من قبيل القضايا الاقتصادية والقضائية والحقوقية والجزائية والثقافية والسياسية والاجتماعية وشرحها ودراستها، ما يعني أن لها الأثر الأكبر في السيطرة على الرأي العام وتحريك المجتمعات فيما يتعلق بأهم وأبرز قضايا البلاد والتي على رأسها طبعا اختيار الشخصية التي سيحل محل خامنئي.

وأثناء هذا الاجتماع، أكثر كلبايكاني في المديح والحديث عن مجتبى خامنئي، وكان الهدف واضحا، وهو الترويج للأفضلية لمجتبى في الوصول إلى منصب المرشد بعد ريحل والده خامنئي، وأكد أيضا أن مجتبى قد وصل إلى درجة “الاجتهاد” منذ سنوات، حتى أن بعض تلامذته أيضا قد وصلوا إلى هذه الدرجة.

و إن هذه التصريحات والاعترافات، والتي جاءت بالتزامن مع حالة ثورية يحاول النظام بثها ونشرها بين الشعوب الإيرانية مستغلا الذكرى الأربعين، هي في الحقيقة تأتي في إطار إعداد عملية التوريث لمنصب المرشد، لتنتقل الشعوب الإيرانية من مرحلة التوريث الملكي الذي انتهى عام 1979، إلى مرحلة التوريث الديني التي على ما يبدو أنها لن تكلل بأي نجاح بسبب الاحتقان الشعبي المتصاعد من النظام والمرشد ورموز النظام وخاصتاً مجتبى خامنئي الذي يعمل من خلف الكواليس.

وتؤكد التقارير أنه من أكبر داعمي الإعدامات في إيران وهو من قاد حملة قمع الحركة الخضراء التى اندلعت عام 2009 بعد اتهامات السلطات الإيرانية بتزوير الانتخابات لصالح محمود أحمدي نجاد. والجدير بالذكر، فإن اعترافات رئيس مكتب خامنئي بممارسة مجتبى خامنئي مسؤوليات قيادية تم منحه لها من قبل والده، تدق ناقوس الخطر، وتؤكد نوايا علي خامنئي في توريث منصب المرشد لنجله، وتعديه على كافة تطلعات الشعب الإيراني والمؤسسات ذات الصلة بتعيين وتحديد منصب المرشد خاصة مجلس خبراء القيادة، وانتهاكه للقانون والدستور الإيراني، وهو ما يحذر منه الخبراء ، من أن توريث منصب المرشد سوف يشعل حربا أهلية في إيران، وعلى أقل الاحتمالات اندلاع ثورة يتعرض فيها المواطنين إلى أشد أنواع القمع والاعتقالات والقتل من قبل أجهزة الحرس الثوري.