في Wednesday 5 July, 2023

بعد منح حضرموت الإدارة الذاتية.. محافظات أخرى تطالب بالحكم المحلي

رشاد العليمي
كتب : زوايا عربية - متابعات

فتَحَ إعلان رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي ، عن منح محافظة حضرموت النفطية، إدارة ذاتية كاملة، البابَ أمام محافظات أخرى للمطالبة بالحصول على حكم محلي.

وجاء إعلان العليمي خلال زيارته إلى حضرموت الأسبوع الماضي، عقب المشاورات "الحضرمية" التي جرت في العاصمة السعودية الرياض واختتمت بتشكيل "مجلس حضرموت الوطني".

وشدد مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس مكوّن الحراك الجنوبي السلمي، ياسين مكاوي، في حديث لـ "إرم نيوز"على أهمية وجود خطوة أخرى رديفة، تمنح الإدارة الذاتية لمدينة عدن.

وقال مكاوي، إن "عدن بحاجة ماسّة لإدارة ذاتية تمكنها من الخروج من دوامة البقاء في حلقة عدم الاستقرار وانعدام الأمن وغياب التنمية، ولهذا ندعو إلى تشكيل كيان سياسي عدني يحقق آمال وطموحات عدن وأهلها".

وأضاف "تجربة الإدارة الذاتية في حضرموت، لن تكون في مواجهة أي طرف من الأطراف".

وتابع "بعد اكتمال بنيان هذا الإعلان وهياكله وآلياته التنفيذية، ثم نجاحه، ستكون تجربة حضرموت نموذجًا يمهد الطريق لبقية المحافظات، ورافدًا حقيقيًّا لبناء الدولة ومؤسساتها، وعاملًا مهمًّا لإحداث التوازن في إطار الهياكل الخاصة للدولة".

وفيما يتعلق بموارد المحافظات اليمنية المتباينة، أشار مكاوي، إلى أن "المحافظات التي لديها ثروات متعددة، والمنتجة للنفط، من حقها أن تمتلك حدًّا أدنى من حصتها (30 – 40%) لتمكين الإدارة الذاتية من تنمية المحافظة، ويمكن توزيع ما تبقى بين السلطات الفدرالية والمحافظات المعدمة".

ووصف رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" المحلية، فتحي بن لزرق، الإعلان بالقرار الجريء والشجاع.

وقال بن لزرق لـ"إرم نيوز"، إن المدخل الأساس للمشكلة اليمنية وحلّها، يكمن في وجود نظام حكم محلي كامل الصلاحيات، يكون أوسع من نظام المجالس المحلية الموجود والمعمول به حاليًّا.

وأضاف "نجاح هذه التجربة سيضع القوى السياسية في مأزق، خصوصًا القوى التي تحاول المتاجرة بالمظالم المحلية".

وتابع "كما إن هذه التجربة ستفتح باب التنافس بين المحافظات نحو النجاح، وتجعلها تتبارى في إنجاز أكبر قدر ممكن من التنمية والحكم الرشيد".

من جانبه، قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أسامة الشرمي لـ"إرم نيوز"، إن حضرموت عانت كثيرًا خلال المراحل الماضية من مركزية السلطة والثروة والقرار في إطار العاصمة السياسية لليمن بعيدًا عن الأطراف، وكان لا بدَّ من إنصافها.

وأعرب الشرمي عن أمله في أن تكون لدى الحكومة القدرة على تنفيذ هذه التوجهات والسياسات العامة للدولة، وأن تخرج البلاد من المأزق السياسي والاقتصادي الذي تعيشه جراء "انقلاب ميليشيات الحوثيين".

وأضاف "من غير الممكن أن تكون هناك حلول واقعية في اليمن، سواء على المستوى العام أو مستوى المحافظات، دون إنهاء انقلاب الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومؤسساتها وعلى الكتلة السكانية الكبرى في البلاد".

في المقابل، قال مدير مركز "south24" للدراسات المتخصصة بشؤون جنوب اليمن، في عدن، يعقوب السفياني لـ"إرم نيوز"، إن "إعلان العليمي الذي يبدو انفراديًّا بعيدًا عن بقية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والمكوّن السياسي الحضرمي الذي أعلن عنه أخيرًا، لا يمكن فصله عن سياق الردود على تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الأخيرة".

واعتبر السفياني، أن من السابق لأوانه تقييم هذا المكون الحديث أو تصنيفه، لكن من الواضح أنه يهدف إلى منافسة الانتقالي الجنوبي في حضرموت.

وأشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، من حيث المبدأ، لا يعارض التوسّع في الحكم الذاتي وسيطرة الحضارم على شؤونهم، معتبرًا أن ذلك لا يتناقض مع رؤيته لشكل دولة الجنوب الفدرالية التي يسعى إليها.