في Wednesday 2 August, 2023

الحشاني يباشر مهامه.. قيس سعيد ينصح بالتناغم بين الرئاسة والحكومة

لحظة تبادل المهام بين رئيس الحكومة الجديد ونجلاء بودن
كتب : زوايا عربية - متابعات

تسلم رئيس الحكومة التونسية الجديد أحمد الحشاني، مهامه من سلفه رئيسة الوزراء المقالة نجلاء بودن، بإشراف الرئيس قيس سعيد.

واستغل قيس سعيد المناسبة لينتقد سلوك بعض وزراء حكومة بودن المنصرفة، ومن بينها تصريحات وزير الاقتصاد التونسي سمير سعيد الأخيرة، معتبرا إياها غير متناغمة مع العمل الحكومي.

وكان الوزير قال يوم الجمعة الماضي خلال جلسة برلمانية، إن صندوق النقد الدولي يبقى الخيار الأول والمقنع لمساعدة تونس على تجاوز تحدياتها الاقتصادية، وأن عدم التوصل إلى اتفاق معه، أو بديل عنه سيؤدي إلى التخفيض في التصنيف السيادي للبلاد، بحيث لا يمكنها اللجوء إلى السوق الدولية للاقتراض الذي يمثل عماد الاستثمار، كما أكد ضرورة بيع المؤسسات الحكومية المفلسة.

وخلال تسلم مهام رئيس الحكومة الجديد قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن "الدولة تستمر والمسؤولية يجب تحملها جميعا من أي موقع في هذه المرحلة التاريخية".

وأكد أنه "لا بد أن يكون هناك تناغم وتكامل في العمل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة".

وشدد الرئيس التونسي على أن الدولة لن تتخلى عن دورها الاجتماعي وهذا الواجب، مضيفا أن "الدولة ليست فقط التي تحرس الأمن وإنما الدولة التي تقوم بدورها الاجتماعي، ونحن لسنا مستعدين على الإطلاق لأن نتخلى عن هذا الدور".

وتابع قائلا: إن "التحديات اليوم التي نواجهها كبيرة، رفعنا بعضها، لكن مازال أمامنا الطريق طويلا، ولن نتردد في العمل من أجل الاستجابة لإرادة شعبنا".

وأردف: "من بين أهم التحديات مواجهة الإرهاب ومواجهة نوع اخر من الإرهاب الذي تسعى إليه هذه الكارتيلات (عصابات) المتخفية لتجويع الشعب ولا مجال للتسامح مع هؤلاء أبدا ولا بد من محاسبتهم" وذلك في إشارة لأزمة فقدان الخبز في البلاد.

وتوعد الرئيس التونسي بأن كل "من يتلاعب بقوت الشعب سيدفع الثمن باهظا في ظل محاكمة عادلة" مضيفا أن "ما يعيشه المواطنون في كل مكان هو محاولة لتأجيج الأوضاع الاجتماعية بتأثير من هذه اللوبيات، التي تتخفى وراء الستار، ولا بد من مواجهتها".

وأكد أن" الأمر يتعلق بضرورة محاسبة هؤلاء وعدم تركهم يرتعون كما يشاؤون، وبعد ذلك يتهمون الدولة بالتضييق على الحريات" في إشارة للإخوان المسلمين.

وأوضح أن الدولة لا تدار بصفحات الفيسبوك التي يستخدمها الإخوان قائلا: "هذه الصفحات المأجورة والتي تعمل من الخارج تحاول إرباكنا.. وأقول لهم ليتأكدوا أنهم لا يستطيعون أبدا... سنواصل تطهير البلاد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين الذين يعتقدون أنهم فوق كل مساءلة أو حساب".

ووجه قيس سعيد دعوة إلى "كل من يتحمل مسؤولية داخل الإدارة، أن يتحملها بكل صدق وأمانة لأنه موجود لخدمة التونسيين ولا لتعطيل العمل الحكومي".

من جهة أخرى ،تحدث قيس سعيد عن مشروع مراجعة التعيينات التي تمت خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدا أن هذه التعيينات تمت بناء على الولاءات وعلى الشهادات العلمية المدلسة وعددهم بالآلاف".

ونوه إلى أنه "لا بد من تطهير الإدارة لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج .. في المدة الأخيرة كل شيء جاهز في ملف من الملفات التي لم يفصح عنها لكن الامضاء لم يتم، وذلك لتعطيل المشاريع لأنهم يرتبطون بهذه الكارتيلات واللوبيات فعليهم أن يتحملوا المسؤولية".

ولم يختم سعيد حديثه حتى أشاد برئيسة الوزراء المنصرفة، قائلا: "أعرف الجهد الكبير الذي قامت به نجلاء بودن، وهي كانت شرف لتونس أن تكون في البلاد امرأة على رأس الحكومة، واشتغلت كثيرا لكن تبقى المسألة الاقتصادية لم يتم إصلاحها".

وحذر في ختام حديثا من التدخل في شأن تونس الداخلي بالقول: "كفى تدخلا في سيادتنا وتونس ليست تحت الاستعمار وعلى القضاء أن يقوم بدوره اليوم.. ولا نقبل بالمساس بالسلم الأهلي".