في Sunday 1 October, 2023

بعد جدل أخلاقي.. رفض «السياحة الحربية» في أوكرانيا

كتب : زوايا عربية - وكالات

جدل أخلاقي كانت وراء رفض مقترح يقضي بتفعيل "السياحة الحربية" لاستعراض الدمار في أوكرانيا بسبب الحرب الروسية، وجمع المساعدات للاجئين، باعتباره "لا يحترم للضحايا".

إيغور فينيشنكو، طالب السياحة في جامعة "تاراس شيفشينكو الوطنية" في العاصمة كييف، قال للأناضول، إنه لأسباب أخلاقية لا تُجرى سياحة حربية في أوكرانيا، لكن الموضوع كان قيد النقاش".

وأضاف أنه "في 2022، اقترحت منظمة "زوروا أوكرانيا، Visit Ukraine" العامة، تنظيم جولات إلى المدن في محيط كييف التي تضررت جراء المعارك مع روسيا، بهدف رفع مستوى الوعي العالمي حول مأساة أوكرانيا، بمساعدة مرشدين وخبراء سياحة تم تجهيزهم للمهمة".

بحسب فينيشنكو، حظيت المبادرة بدعم أولي ماريانا أوليسكيف، رئيسة الوكالة الحكومية للتنمية السياحية في أوكرانيا، وكانت مستوحاة من زيارات المسؤولين الحكوميين الأجانب والمشاهير إلى مدن مثل إربين وبوتشا وهوستوميل.

وأضاف أنه "مع أن عائدات الجولات كانت ستخصص لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين، إلا أنها واجهت انتقادات حادة لاعتبارات أخلاقية وعُدت بمثابة عدم احترام للضحايا، ونتيجة لذلك، تخلت كل من مبادرة "زوروا أوكرانيا"، ووكالة السياحة الحكومية عن الفكرة".

ولافتا إلى قدرة السياحة على نقل تأثير الحرب على مستوى العالم، قال فينيشنكو: "لا تقتصر السياحة الحربية على الزيارات المنتظمة إلى هذه المناطق، بل تتضمن أيضا زيارات إلى مناطق سبق وشهدت نزاعا، والمتاحف الحربية، والوحدات العسكرية، وتجارب إطلاق النار الحي، والتعرف على المعدات العسكرية، وحتى ركوب المروحيات أو الطائرات".

ورأى أن "هذه التجارب الميدانية تبيّن للزائرين الوجه الحقيقي للحرب وتمكنهم من فهم عواقبها؛ وقد تعزز التعاطف والتواصل بين الزائرين والسكان المحليين".

زيارات مسؤولين
برأي فينيشنكو، فإن "زوار هذه المناطق، الذين يتفاعلون مع السكان المحليين ويشهدون عن قرب الدمار الذي حلّ بالبنية التحتية والتعدين والأضرار البيئية، سيوظفون ذلك في اتخاذ قرارات حاسمة لإعادة الإعمار".

ويقول: "على سبيل المثال، ترميم روضة أطفال روتا في كييف، الذي جرى بدعم من ليتوانيا وحضره الرئيس الليتواني، غيتاناس نوسيدا، لفت انتباه الرأي العام بشكل كبير".

وعلق على ذلك بأنه "إذا اعتبرنا المسؤولين الأجانب رفيعي المستوى سائحي حرب، فيمكنهم أن يحفزوا الآخرين من خلال تأثيرهم النابع من مواقعهم، على حل القضايا التي يشهدونها في مناطق الصراع".

وأضاف: "في يونيو الماضي، على سبيل المثال، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراجي بزيارة المنطقة في البداية لبحث الوضع مع أوكرانيا، لكن نواياهم تغيرت بشكل كبير بعد أن شهدوا الدمار في منطقة كييف".

وأكد فينيتشنكو أيضًا أنه في مناطق النزاع، لا يمكن ضمان السلامة بسبب الأسلحة الحديثة التي لا يمكن التنبؤ بقدراتها.

حظر زيارة الخطوط الأمامية
ورغم دعمها لفكرة السياحة الحربية بشكل عام، إلا أن رئيسة الوكالة الحكومية للتنمية السياحية في أوكرانيا، ماريانا أوليسكيف، قالت للأناضول، إن "السياحة الحربية غير متاحة حاليا، وزيارة الخطوط الأمامية محظورة لأن 18 بالمئة من أوكرانيا تحت الاحتلال، والوصول إلى الخطوط الأمامية مسموح فقط للصحفيين ووفود محددة والأفراد العسكريين".

وبيّنت أنه "عندما تنطلق صفارات الإنذار، يهرع الناس إلى الملاجئ، وتتعرض المناطق الأقرب إلى الخطوط الأمامية لقصف متكرر ما يجعلها غير آمنة، بشكل يترك وقتًا ضيقًا للوصول إلى بر الأمان علمًا أن المناطق الآمنة تبدأ على بعد حوالي 800 كيلومتر (497 ميلا) منها".

وبحسب أوليسكيف، زار نحو 45 بالمئة من الأوكرانيين هذا الصيف مناطق مختلفة داخل بلدهم، مما يدل على ارتفاع معدل السياحة الداخلية، في حين يأتي الأجانب عادةً إلى أوكرانيا للعمل أو العمل الإنساني أو الزيارات العائلية".

من جهة ثانية، سلطت الضوء على مرونة الأوكرانيين في مواصلة حياتهم ودعم الاقتصاد، مؤكدة على أن "النشاط الاقتصادي يدعم العسكريين ويحافظ على استقرار الخطوط الأمامية في مواجهة الاحتلال الروسي، ويساهم جميع الأوكرانيين في هذا الجهد، مما يمنع المزيد من الاحتلال".

كما أشادت بالقوات المسلحة الأوكرانية والدعم الدولي لمقاومة الاحتلال.