في Sunday 8 October, 2023

خبير أمريكي يحذر من «زلازل ارتدادية» بعد أسوأ يوم في إسرائيل

كتب : زوايا عربية - متابعات

حذَّر خبير أمريكي من "زلازل ارتدادية" تتعدى إسرائيل والمنطقة جرّاء الهجوم المروع الذي شنته حركة حماس على إسرائيل دون إنذار.

وقال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقال رأي بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه تواصل مع صديق له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية لاستطلاع قراءته للمشهد في إسرائيل فأجابه الكاتب الإسرائيلي أن "هذا هو أسوأ يوم استطيع تذكره في تاريخ إسرائيل العسكري.

واعتبر فريدمان أن قراءة صديقه الإسرائيلي للمشهد كانت "متواضعة"، مضيفًا أن ما يجري حاليًّا بين حركة حماس وإسرائيل ليس مجرد خلاف معتاد بين حماس وإسرائيل في حدود يبلغ طولها 37 ميلًا فقط ، بل إنه صراع سيصل مدى صدماته الارتدادية إلى ما هو أبعد من المنطقة بل إلى دول عدة ومن بينها أوكرانيا وعلى الأرجح إيران.

وتابع الكاتب "إن أي حرب طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس يمكن أن تحوّل اتجاه المزيد من المعدات العسكرية الأمريكية التي تحتاجها كييف إلى تل أبيب، وستجعل عملية التطبيع السعودية الإسرائيلية المقترحة مستحيلة في الوقت الحالي، وإذا تبيَّن أن إيران شجعت هجوم حماس لإحباط التطبيع الإسرائيلي السعودي، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة التوترات بين إسرائيل وإيران ووكيلها في لبنان، حزب الله، وكذلك بين المملكة العربية السعودية وإيران".

وأضاف الكاتب أن "هناك إذلالًا محضًا للجيش الإسرائيلي" ففي عام 1973، تعرَّضت إسرائيل لهجوم من قبل مصر أكبر جيش عربي، أما هذه المرة، فقد تم غزو إسرائيل في 22 موقعًا خارج قطاع غزة، بما في ذلك مستوطنات تصل إلى 15 ميلًا داخل إسرائيل، من قبل قوة عسكرية تابعة لبقعة جغرافية حجمها "يعادل لوكسمبورغ".

وأردف الكاتب "أن هذه القوة الصغيرة لم تغزُ إسرائيل فحسب، بل تغلبت على قوات حرس الحدود الإسرائيلية وعادت برهائِن إسرائيليين إلى غزة عبر الحدود ذاتها، وهي الحدود ذاتها التي أنفقت إسرائيل عليها ما يقرب من مليار دولار لإقامة جدار كان من المفترض أن يكون غير قابل للاختراق وهو ما يشكل ضربة صادمة لقدرات الردع الإسرائيلية".

وتابع الكاتب "لطالما افتخرت إسرائيل بقدرة أجهزتها الاستخباراتية على اختراق حركة حماس والمسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية لتلقي إنذارات مبكرة بوقوع هجمات، لكن المتابع للأخبار الواردة من إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، يجد أن حركة حماس كانت تجري ما بدا وكأنه مناورات تدريبية تحاكي هذا النوع من الهجوم على طول الحدود مع غزة وذلك أمام مرأى ومسمع الجيش الإسرائيلي".

ورأى الكاتب أن المخابرات الإسرائيلية فسرت هذه التحركات من قبل حركة حماس على أنها مجرد محاولة "للعبث" مع قادة الجيش الإسرائيلي وإثارة قلقهم، وليس كمقدمة لهجوم محتمل.

وبالعودة إلى الصحفي الإسرائيلي في "يديعوت أحرونوت" والذي أخبر كاتب المقال أن “تفسير المخابرات الإسرائيلية لتحركات حماس على الحدود قبيل الهجوم، هو أنهم كانوا يتدربون على شيء لن يجرؤوا على القيام به أبدًا”.

لكنه استطرد أن هذه القراءة الإسرائيلية للمشهد "كانت حكمًا سيئًا ودليلًا على الغطرسة." وبدلاً من ذلك، شنَّت حماس غزوًا معقدًا ومتطورًا بشكل لا يصدق على إسرائيل من البر والبحر.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن "الجزء الفظيع " حقًّا بالنسبة لإسرائيل هو ليس قدرة حماس على عبور الحدود إلى إسرائيل ومهاجمة التجمعات الإسرائيلية وقواعد الجيش فحسب، بل تمكنها أيضًا من اختطاف عدد من الإسرائيليين والعودة بهم إلى غزة.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن هذه ستكون مشكلة كبيرة بالنسبة لإسرائيل ففي ولايته السابقة عام ٢٠١١ ، قايض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 1027 سجينًا فلسطينيًّا، بما في ذلك 280 يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، مقابل استعادة جندي إسرائيلي واحد وهو جلعاد شاليط الذي كانت تحتجزه حركة حماس في غزة.

وفي هذا الصدد، قد يُطلب من نتنياهو إخلاء كل السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين إذا كانت حماس تحتجز كبار السن والأطفال الإسرائيليين في غزة.

وأضاف الكاتب في مقاله بأن نتنياهو وعد يوم أمس السبت بتوجيه ضربة ساحقة لحماس في غزة متسائلًا الكاتب عن مصير الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس والذين يمكن استخدامهم كدروع بشرية؟ مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه أن يحد من مجال إسرائيل للانتقام.

وتابع الكاتب بأنه يتعيَّن على الإسرائيليين الآن إدارة هذه الحرب، واتخاذ "قرارات مؤلمة" بشأن المقايضة بين الردع، والانتقام، واستعادة الرهائن من حماس، وربما حتى غزو غزة، مشيرًا إلى أن القادة الإسرائيليين يعلمون طوال الوقت أنه حتى لو تمكنوا من إدارة كل هذه الأمور بشكل مثالي، فإن هناك نوعًا من التحقيق ينتظرهم بشأن كل ما يجري.

وتساءل الكاتب عن السبب الذي دفع حماس لشن هذه الحرب الآن دون أي استفزاز فوري؟ محذرًا من "زلازل ارتدادية" تتعدى إسرائيل والمنطقة جرّاء هذه الأحداث.

وحول نتائج ما وصفها الكاتب "بالحرب الرهيبة" بين حماس وإسرائيل اعتبر الكاتب أنه من السابق لأوانه التنبؤ بذلك لكنه أورد تحليلًا لصديق إسرائيلي استمتع إليه ومفاده “أن هذا الوضع المروع لا يزال يمثل فرصة ما، مثلما شكلت حرب يوم الغفران فرصة انتهت باتفاق سلام مع مصر، مضيفًا أن "النصر الحقيقي الوحيد سيكون إذا ما دخلت إسرائيل إلى غزة، هو خلق الظروف لتسوية حقيقية ومستقرة مع الفلسطينيين".

وتابع المحلل الإسرائيلي حسبما نقل عنه فريدمان "إنه في ضوء ما فعله الفلسطينيون اليوم، فيمكنهم إعلان بعض “النصر” بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك”.

وأضاف أن النقطة المهمة الأخرى هي أن "على المرء أن يفكر دائمًا بما هو أكبر من مجرد القوة ومزيد من القوة المضادة".

في المقابل، اعتبر الكاتب الأمريكي أن "حماس لا يمكن أن تكون شريكًا لسلام آمن مع إسرائيل، فيما يمكن للسلطة الفلسطينية أن تكون شريكًا، وختم الكاتب الأمريكي مقاله بالقول إنه "إذا كان هناك غزو إسرائيلي لغزة لمحاولة تدمير حماس، فيجب أن يقترن ذلك بمبادرة سياسية تعمل على تمكين السلطة الفلسطينية وتساعد على تقويتها حتى نتمكن من صياغة تسوية توفر لجميع الأطراف شيئًا يمكنهم التعايش معه"، لكنه حذَّر من أنه حال الفشل في القيام بذلك "فسيعود الوضع ذاته، بل ربما إلى ما هو أسوأ منه".