في Monday 8 June, 2020

يتسبب في التضييق على المرضى المحتاجين للعلاج

«الإفتاء»: من يشترى أدوية المناعة لتخزينها دون الحاجة إليها آثم شرعًا

كتب : زوايا عربية - متابعات

أفتى الدكتور خالد عمران ، أمين الفتوى بدار الإفتاء، يأثم مَن يتسبب في التضييق على المرضى المحتاجين للعلاج بقيامه في هذه الأيام بتخزين أدوية المناعة أو غيرها من الفيتامينات المدرجة ضمن بروتوكولات علاج فيروس كورونا من دون أن يكون محتاجًا إليها.

وأرجع أمين الفتوى ذلك لأسباب، منها:

أن فعله هذا قد يكون سببًا في تعريض حياة كثير ممن يحتاجون هذه الأدوية بشدة إلى الخطر، فيكون سببًا في الضرر الذي طلب الشرع رفعه وإزالته، ويبوء بقسط مما توعدت به الآية الكريمة: {أنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].

وأضاف :"علاج المرضى وإنقاذ المصابين وإغاثة الملهوفين والمنكوبين من الواجبات الأساسية على المسلمين؛ لأنها تعد أهم الضروريات المقاصدية الخمس التي قام على أساسها الشرع الشريف، وهي ضرورة حفظ النفس؛ حيث إنها تدخل دخولًا أساسيًّا في حفظها.

ومنها مخالفته تعليمات الدولة المتمثلة في وزارة الصحة، حيث ناشدت الدولة المواطنين بعدم شراء وتخزين أدوية المناعة من دون حاجة؛ فيبوء أيضًا بإثم مخالفة أولي الأمر في المصلحة. وهذه معصية ومخالفة لله ولرسوله، فعن أبي هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي»، رواه الإمام أحمد في مسنده.

وهذه التصرفات الهوجاء تتشابه في جرمها وضررها مع جرم الاحتكار من حيث الإسهام في رفع الأسعار وعدم توفير السلع للمحتاجين، وهذا مستوجب للعقاب الإلهي الوارد في نحو حديث معقل بن بسار -رضي الله عنه- حيث قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، رواه الإمام أحمد في مسنده".