في Saturday 11 November, 2023

"مسرحية الصواريخ" نحو تل أبيب محاولة لحشد الأتباع..

الحوثي واستهداف إسرائيل.. «بروباغندا» الرسائل الإيرانية

صورة أرشيفية
كتب : زوايا عربية - متابعات

عقب وعيد تخللته حملات الآلة الاعلاميةالحوثيةبـ"قصف إسرائيل" تبين أن شهراً كاملاً منذ بدء الحرب علىقطاع غزةلم يكن كافياً بعد لتنفذ ما وعدت به الجماعة حتى اللحظة عدا صواريخ ومسيّرات تسقط عرض البحر.

وعلى رغم ما يتداول عن هجمات حوثية بالصواريخ والمسيّرات نحوإسرائيلإلا أنه لم يعلن حتى اللحظة عن استهداف فعلي من خلالها أو عبر حلفائها في "محور المقاومة" لأي من المصالح الإسرائيلية سواء القريبة منها أو البعيدة وهي التي أشعلت الحرب في اليمن على طريق "الوصول لفلسطين وتحرير القدس" الذي تسبب منذ 2014 بقتل عشرات آلاف اليمنيين تشير إحصاءات إلى تفوقهعلى عدد الضحايا الفلسطينيين منذ "نكبة" الاحتلال وحتى اليوم.

وفي غمرة احتفاء ومباركة إعلام الحوثي و"محور المقاومة" بعد الإعلان عن عمليات "قصف المصالح الإسرائيلية والأميركية" التي كان آخرها الحديث عن "النصر الذي تكلل بإسقاط مسيّرة أميركية فوق المياه الإقليمية اليمنية"، جاء النفي من "البنتاغون" داحضاً مزاعم شرف السبق "بنصرة الفلسطينيين والمشاركة في الحرب بالمسيّرات والصواريخ" التي لم يتعود اليمنيون أن تخطئ أهدافها عندما يتعلق الأمر بقصف الأعيان المدنية في الداخل أو مدن الجوار السعودي.

الرسائل إلى العرب لا لإسرائيل

ومنتصف الأسبوع الماضي زعمت الجماعة في بيان أنها "أسقطت مسيّرة أميركية من طراز MQ9 في المياه الإقليمية اليمنية ضمن الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل"، وفق مواقع إخبارية تابعة لها.

وتفنيداً لمزاعم ما اعتبره مراقبون "بروباغندا" حوثية اعتادها اليمنيون، جاء بيان "البنتاغون" الذي لم تتوقعه الجماعة نافياً تلك الادعاءات، فسارعت أمام أنصارها وفق متابعين، إلى شن قصف ثانٍ استهدف منطقة إيلات ولكن مثل سابقيه لم يعلن إثره عن أضرار تذكر، ليقابله تساؤل يتردد في منصات التواصل الاجتماعي عن دوافع استهداف مصالح إسرائيلية بعيدة لا تقع في مدى القدرة الصاروخية للمليشيات، فيما بإمكانها إحداث الأذى بالمصالح الإسرائيلية مثل القطع البحرية التي تمخر عباب المياه الإقليمية على مرأى قوات خفر السواحل الحوثية، إضافة إلى استطاعتهم إغلاق مضيق باب المندب كما فعل رئيس اليمن الجنوبي الأسبق سالم ربيع علي بالتنسيق مع مصر خلال الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1973.

فيما أشار تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن شن بعض وكلاء إيران في الشرق الأوسط هجمات على المصالح الأميركية قد لا يضر بإسرائيل بطريقة مباشرة، لكنه يرسل رسالة واضحة إلى كل من الرياض وواشنطن.

في المقابل، ينفي عضو المكتب السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي علي القحوم حديث "البنتاغون" ويقول إن قواتهم "أسقطت الطائرة الأميركية عندما انتهكت السيادة اليمنية وكانت في مهمة استطلاعية ذات أغراض عسكرية معادية".

وأضاف أن "قوات الدفاع الجوي (التابع لهم) نجحت في إسقاط المسيّرة الأميركية وعرض مشاهد لحطامها، مما دفع الأميركيين إلى الخروج المعلن وبشكل فيه تحرج للاعتراف بذلك لإدراك حقيقة أن أي مغامرة بالتصعيد في اليمن ستكون مكلفة لهم ومصيرها الفشل".

ويؤكد القحوم موقف جماعته من خلال "اتخاذ القرار الصائب والصحيح في مناصرة فلسطين وشعبها المظلوم بكل الوسائل المتاحة والممكنة في ضرب أهداف استراتيجية وعسكرية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب والموقت وشاملة لكل الجغرافيا الفلسطينية المحتلة"، موضحاً أن "وزارة الدفاع بتوجيهات سماحة السيد القائد نفذت إطلاق عمليات معلنة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ذات المديات البعيدة والمتطورة التي تصل مدياتها إلى اكثر من 2000 كيلومتر".

وعن مدى نجاح هذه العمليات يرى القحوم أنها "جعلت من الأميركيين والصهاينة في حال من القلق والهستيريا، وفاجأهم اليمن بهذه القدرات العسكرية المتطورة والعمليات القوية والاستراتيجية" وتابع "اتضح خلال تلك العمليات مدى التضارب بين الأميركيين والصهاينة في نقل الخبر لهذه العمليات والاعتراف بوصول الصواريخ والطائرات المسيّرة الى أهدافها بنجاح وبدقة متناهية وفشل كل منظومات الدفاعية للصهاينة والأميركيين بما أظهر مدى التفوق التقني والصناعي العسكري لهذه الأسلحة الاستراتيجية التي تثبت بأن اليمن دولة إقليمية وتمتلك كل عناصر القوة التي تدافع بها عن سيادتها واستقلالها ومنها ما حصل أمس الجمعة"، في إشارة إلى قصف إيلات.

نصنع النصر لفلسطين

تجاهل القحوم سؤال يردده الناس الذين وضعوا موقف الجماعة على محك تنفيذ تهديداتها باتخاذ إجراءات حقيقيةوكرر الحديث عن قصف جماعته لإسرائيل ومدى هذه المشاركة التي "نؤكد فيها أن اليمن مع فلسطين بكل ما أوتي من قوة بالقول والفعل وهو دخل مع بقية الشعوب الحرة في معادلة انتصار غزة فلسطين وطوفان الأقصى واتخذ الموقف القوي والمشرف في ضرب الكيان الصهيوني الغاصب والموقت في ظل الدعم المعلن والمشاركة الأميركية والغربية للصهاينة".

وهذه المرة الرابعة التي يتدخل فيها الحوثيون منذ بداية الحرب في غزة، وهي المرة الأولى التي يعقبها إعلان رسمي وتبني للعملية، خصوصاً أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي تحدث قبل أسبوعين عن الدفع بخيار الحرب ضد اليمنيين، واعداً الفلسطينيين بنصرتهم وإقامة دولتهم وقصف إسرائيل "بالتنسيق مع محور المقاومة" الذي فاخر بانتمائه إليه، مما اعتبره قطاع واسع من اليمنيين مزايدة، مستدلين بمرور شهر لم يقم خلاله سوى بإصدار خطابات التهديدات المعتادة وطباعة صور قادة "حماس" وإطلاق حملة تبرعات أثارت سخطاً بعد فتح سلطاته حساباً بنكياً لجمع التبرعات وحث الناس عبر رسائل وصلت إلى هواتفهم تطالبهم بسرعة التبرع في سبيل الحرب ضد إسرائيل.

استدرار عواطف

في تعليقه، يعتبر الكاتب اليمني همدان العليي أن "الحوثيين حركة تقوم على الأكاذيب سواء التاريخية منها مثل الأحقية الإلهية، أو المعاصرة مثل الزيف السياسي والعسكري والدعاية التي يستند معظمها إلى معلومات مضللة وخادعة من بينها حكاية قصف إسرائيل".

ويرى أن إعلان الحوثيين الدخول في حرب غزة هدفه "استدرار عواطف اليمنيين وتبييض جرائمهم ومحاولة للتكسب إعلامياً من القضية الفلسطينية كشماعة لتبييض جرائمهم بحق الشعب اليمني والقفز على مسؤولياتهم أمام الشعب في المناطق الخاضعة لسيطرتهم منها دفع الرواتب والخدمات المقطوعة وسياسات القمع والترهيب".

وفي حديث لـ"رئيس اللجنة الثورية" محمد علي الحوثي إلى قناة "روسيا اليوم" رداً على سؤال مزاعم جماعته استهداف باب المندب رد أن "الخيارات مطروحة وأن هذا الخيار يخضع لقرار الجانب العملياتي في وزارة الدفاع".

وعلى رغم حال التهدئة التي يعيشها اليمن منذ نحو عام بفضل الجهود الإقليمية والدولية الدافعة نحو تعزيز فرص التقارب للتوصل إلى سلام مستدام، إلا أن الحكومة الشرعية كانت جددت اتهامها لإيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ المتطورة.

وفقاً لذلك، يرى المحللون أن السبب وراء استمرار طهران بتزويد الحوثيين بالصواريخ بعيدة المدى هو لإبقاء الجماعة أداة جاهزة بيدها لتهديد المنطقة العربية، خصوصاً السعودية، القوة الإقليمية والدولية الكبرى.

وهنا يؤكد العليي أن "الحوثي لا يريد من كل هذه الدعاية إلا السيطرة على اليمن والمتاجرة بقضايا الأمة ضمن المشروع الخميني في المنطقة بخطاب هدفه خداع عامة الناس والمتعاطفين والهروب من السخط الداخلي المتنامي".

وكانت جماعة الحوثي نظمت تظاهرة في اليوم ذاته في منطقة بالعاصمة صنعاء تحت مسمى دعم الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي، وخلالها رفع الحوثيون شعارهم المستورد من إيران، وصور زعيم الجماعة ومرشد الثورة الإيرانية وزعيم "حزب الله" اللبناني.

وكشفت المصادر عن أن الميليشيات اعتقلت عدداً من المشاركين في التظاهرة، بسبب رفضهم ترديد ما يسمى "شعار الصرخة" أو رفع صور قادة إيران.

بساط الريح

وبهذا الإطار يتطرق إلى الأبعاد التاريخية لما يجري اليوم، "فالحوثي الذي سيطر على مؤسسات الدولة بصنعاء في 2014 لإعادة الحكم لسلالته وما يسمى بالنظام الامامي الذي اسقطه اليمنيون في العام 1962 شهد تعاوناً وثيقاً حينها مع الكيان الإسرائيلي بتعاون قديم بين الأئمة (الحكم السائد قبل قيام النظام الجمهوري) وإسرائيل".

ويوضح أن "ويوضح أن "اسرائيل كشفت في العام 2008 معلومات تتحدث عن مشاركة سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ 14 طلعة جوية لإسقاط الاسلحة والذخائر والاغذية لجيش الامام ونشرت ما قالت إنه صوراً للطيارين الإسرائيليين ووثائق سرية ومعهم قادة يتبعون البدر الذي كان يقود القتال ضد الثوار حينها".

وكذلك يشير إلى "تهجير الإمام أحمد اليهود اليمنيين إلى إسرائيل في بداية تأسيسها بتهجير 56 ألف يهودي يمني في عملية سميت عملية بساط الريح".

ويتطرق إلى ما كشفته الصحف الإسرائيلية في العام 2016 عندما "رحّلت المليشيا آخر 19 يهودي يمني كشفت الصحف إن اسرائيل دفعت للحوثيين مبالغ باهظة مقابل هذه الصفقة ووصلوا وبحوزتهم واحدة من اقدم مخطوطات التوراة في العالم وعرض التلفزيون الإسرائيلي مشاهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستقبلهم في مكتبه"".

ويخلص إلى أن الحوثي "لا يعنيه شأن الفلسطينيين بقدر ما يعنيه تنفيذ مخطط السيطرة على اليمن ومطامع إيران في المنطقة العربية وابتزاز العالم".