في Sunday 12 November, 2023

هل يعيد نتنياهو احتلال قطاع غزة؟

كتب : زوايا عربية - وكالات

قال مسؤولون أمريكيون، إنهم أبلغوا من قبل إسرائيل، بأنها لا تعتزم إعادة احتلال قطاع غزة ما بعد الحرب، ولكن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تخالف ذلك.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإجابة على سؤال اليوم التالي للحرب.
وفي أكثر من مناسبة، قال نتنياهو إن أهداف الحرب تتمثل في إنهاء حكم "حماس" لقطاع غزة، والقضاء على قدراتها العسكرية، وإعادة الرهائن من قطاع غزة.

نتنياهو يغير تصريحاته
غير أن تصريحاته في الأيام الأخيرة تشير إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قال مساء السبت في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، "أما الحديث عن اليوم التالي، فلن يأتي إلا بعد القضاء على حماس، ونزع سلاح غزة".

وأضاف: "ومن أجل ضمان عدم وجود مثل هذا التهديد، سيواصل الجيش الإسرائيلي سيطرته الأمنية على قطاع غزة، طالما كان ذلك ضروريا لمنع الإرهاب" منه"، وفق تعبيره.

وتابع نتنياهو: "لقد أثبتت "مجزرة" 7 أكتوبر/تشرين الأول مرة واحدة وإلى الأبد، أنه حيثما لا توجد سيطرة أمنية إسرائيلية فإن "الإرهاب" سيعود ويترسخ، ولذلك، لن أوافق على التنازل عن السيطرة الأمنية تحت أي ظرف من الظروف".

وذهب إلى أبعد من ذلك، بإعلانه للمرة الأولى منذ بدء الحرب، رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، متحدثا عن شيء مختلف لم يحدده.

لن يكون في غزة سلطة تدفع للإرهابيين
وأضاف: "لن تكون هناك في غزة سلطة مدنية، تعلم أطفالها كراهية وتدمير إسرائيل".

وأكد أنه "لا يمكن أن تكون لدينا (في غزة) سلطة تدفع لعائلات الإرهابيين، ولا يمكن أن تكون هناك سلطة لم يُدن الشخص الذي يرأسها مذبحة 7 أكتوبر"، في إشارة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتهمه نتنياهو بدفع الرواتب لأهالي الأسرى والشهداء.

وأضاف نتنياهو: "يجب أن يكون هناك (في غزة) شيء مختلف"، دون توضيح.

والجمعة، رفض نتنياهو في بيان، تسليم غزة لقوات دولية بعد الحرب، وقال: "ستبقى قوات الجيش الإسرائيلي هي المسيطرة على قطاع غزة، ولن نسلمه للقوات الدولية".

وعلى الفور رحب وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، اليميني المتطرف المؤيد لإعادة احتلال غزة بتسلئيل سموتريتش، بتصريحات نتنياهو.

وكتب سموتريتش في تغريدة عبر منصة "اكس": "أشكر رئيس الوزراء نتنياهو على التصريحات الواضحة، في أعقاب قرار مجلس "الكابينت"، في المناقشة التي طالبت بها بعد تجميد الأموال للسلطة" الفلسطينية.
وأضاف: "السلطة الفلسطينية هيئة تدعم الإرهاب وتشجعه، ولن نتخلى مرة أخرى عن أمن مواطنينا في أيدي أعدائنا، ومن الجيد أن الكلمات تقال بصوت واضح من قبل رئيس وزراء إسرائيل"، وفق تعبيراته.

غالانت أيضا
ولكن التصريحات لم تقتصر على نتنياهو، ففي ذات المؤتمر الصحفي، قال غالانت: "لن يكون هناك تهديد أمني لدولة إسرائيل من غزة، وستكون لدينا حرية العمل الكاملة فيما يتعلق بالأمن".

وتشي تصريحات غالانت بأن إسرائيل تريد معاملة قطاع غزة بنفس معاملتها للضفة الغربية، حيث تدخل إلى المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، وتعتقل الفلسطينيين أو تشتبك معهم.

وتتناغم هذه التصريحات مع قيام عناصر من الجيش الإسرائيلي برفع أعلام إسرائيلية في شمالي قطاع غزة، مع تقدم الدبابات والآليات العسكرية هناك.

وتتناقض تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، مع تلك التي صدرت في الأسابيع الأخيرة عن مسؤولين أمريكيين كبار، بأن الهدف من الحرب ليس إعادة احتلال غزة.

ففي لقاء مع الصحفيين عبر الهاتف، الخميس، قال المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، بشأن اليوم الذي يلي الحرب: " نحن نعتقد أنه يجب أن يكون هناك دور فلسطيني أساسي في تقرير مستقبل الضفة الغربية وغزة".

وأضاف أنه "لا يمكن أن يكون هناك حصار على غزة، ولا يمكن أن يكون هناك فصل لغزة كمسألة سياسية عن مستقبل الضفة الغربية، وأن حل الدولتين هو السبيل الأكيد لتلبية الاحتياجات الحقيقية، لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

وتابع ساترفيلد: "إن الآليات التي ستوصلكم إلى هناك، والمواقف التي ستكون ضرورية على الأرض من قِبل السلطة الفلسطينية، كلها تعتمد على كيفية تطور الظروف، لكننا واضحون جدا بشأن ما يجب أن يكون عليه إطار العمل".

وفي ذات اليوم، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي في طوكيو: "تعتقد الولايات المتحدة أن العناصر الأساسية، يجب أن تتضمن عدم التهجير القسري للفلسطينيين من غزة".

وأضاف بلينكن: "لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع، ولا توجد محاولة لحصار غزة، ويجب علينا أيضًا أن نضمن عدم صدور أي تهديدات إرهابية من الضفة الغربية"، وفق تعبيره.

وسبق لبلينكن أن أشار إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لا تنوي إعادة احتلال غزة.

قطاع غزة مسؤولية منظمة التحرير فقط
بدوره، قال المتحدث بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، الأحد: "إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وهو من مسؤولية منظمة التحرير، وإن المحاولات الإسرائيلية لفصله عن الضفة ستبوء بالفشل".

وأضاف أبوردينة "لن يتم السماح بذلك مهما كانت الضغوط والتهديدات المستمرة، وإن تكريس الاحتلال في الضفة وغزة والقدس الشرقية، لن يحقق الأمن لأحد".

وفي صيف العام 2005، انسحبت إسرائيل أحاديا من داخل قطاع غزة، من خلال تفكيك مستوطناتها وإخلاء مستوطنيها، وانسحاب الجيش.

ولكن إسرائيل أبقت على حصارها على قطاع غزة، مع تحكمها بالمواد التي تدخل إليه وتخرج منه، ما أدى إلى استمرار الصراع.

ولليوم الـ37، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 11 ألفا ومئة قتيل، بينهم ما يزيد عن 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء السبت.بينما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.

كما أسرت نحو 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.