في Saturday 18 November, 2023

«التايمز»: حرب غزة تُقلّص التعاطف العالمي مع إسرائيل

كتب : زوايا عربية - متابعات

مع تأرجح المشاعر العالمية وتزايد استقطاب الآراء حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يبدو أن الدعم الأساس الذي كانت تتمتع به إسرائيل ذات يوم يتلاشى، حسبما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، إذ إن الحديث حول هجمات إسرائيل على غزة مشوب بالجدل، مما أثر على مكانتها في أعين العالم.

وبحسب الصحيفة، استحوذت فكرة إسرائيل على القلوب في جميع أنحاء العالم منذ عقود مضت، وكانت بمثابة أمل ينبثق من رماد المحرقة، وملجأ لشعب مضطهد يسعى للأمان والحكم الذاتي. وبالنسبة للكثيرين، لم يكن دعم إسرائيل بمثابة معاداة للفلسطينيين، بل كان دليلاً على التضامن مع شعب نهض من أهوال لا يمكن تصورها.

ولطالما كانت المشاعر الغربية، خاصة بين الأجيال الأكبر سنًا، تتعاطف غالبًا مع إسرائيل باعتبارها الطرف المتضرر في صراعها مع جيرانها العرب. ومع ذلك، فإن التحول في وجهات نظر الأجيال، خاصة بين الفئات الأصغر سنًا في أمريكا وأوروبا، يرسم صورة مختلفة.

وأضافت الصحيفة في مقال أن رواية العزلة، المتجذرة في الوعي اليهودي، والاعتقاد المتزايد بأن إسرائيل تقف وحدها في العالم دون حلفاء، هو ما يبرر سعيها الدؤوب للحفاظ على الذات، دون اكتراث لفقد التعاطف القائم.

ووفقًا للمعطيات الحالية، هناك عاملان مهمان يساهمان في تضاؤل الدعم العالمي لإسرائيل، الأول يشمل المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية والتي أثارت قلق المجتمع الدولي لفترة طويلة، والثاني هو الأحداث الجارية في غزة، حيث إن المبررات الأخلاقية والعسكرية لتصرفات القوات الإسرائيلية في القطاع ما زالت موضع نقاش حادٍ.

وبصرف النظر عن صحة الإستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية أو تعقيدات الصراع، فإن الاستجابة العاطفية من العالم تظل قوية وقاسية، حيث تركت صور الدمار وفقدان الأرواح البريئة وتدمير غزة علامة لا تُمحى في نفوس العديد حول العالم، ما شوه النظرة العالمية لإسرائيل.

كما أكد المقال أن قدرة إسرائيل على حشد الدعم من الدول الغربية، التي غالبًا ما كانت تغض الطرف عن العنف في الماضي، آخذة في التضاؤل، وأضاف أن الاهتمام الخاص الذي حظيت به إسرائيل ذات يوم على الساحة الدولية يتبدد ببطء.

ويلوح في الأفق تحذير حاد لإسرائيل بأن يتحول أعظم حلفائها إلى أشد منتقديها، حيث إنه من الممكن أن تأتي الدعوات للانتقام والخطاب العدواني بنتائج عكسية، ما يزيد من عزلة إسرائيل على الساحة العالمية.

وختم المقال بالتأكيد على الحاجة الملحة بأن تقوم إسرائيل بإعادة تقييم نهجها. فبدلاً من الاعتماد على العدائية، عليها تعزيز التفاهم والحوار وإعادة ضبط الإستراتيجية للتعامل مع المد المتغير للمشاعر العالمية.