في Wednesday 22 November, 2023

مسؤول إسرائيلي: صفقة الأسرى نجاح لحماس وفشل لتل أبيب

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق
كتب : زوايا عربية - متابعات

حذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، مِئير بن شابات من تراجع حكومة بنيامين نتنياهو عن الهدف الأساسي للحرب، وهو تصفية حماس، وقال إن صفقة الأسرى تصب في مصلحة الحركة، حسبما أفاد موقع "غلوبس"، الأربعاء 22 نوفمبر 2023.

وذكر بن شابات، الذي تولى رئاسة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي (2017-2021) أن الهدف الفوري لحماس كان يتمثل في وقف الحرب الإسرائيلية من خلال الحصول على "الهدنة"، وتحقيق الحد الأقصى من المكاسب باستخدام ورقة "الرهائن" كما أطلق عليهم.

وزعم أن حماس "عقدت الآمال على مسار المفاوضات، لإبرام صفقة تبادل، مستعينة بالضغوط الداخلية في إسرائيل، والضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي فيما يتعلق بالبعد الإنساني"، مشيرًا إلى أن حماس "بدأت تستخدم الرهائن لتحقيق غاياتها، ومنها أنها ستمحو عنها (الوصمة) التي لحقت بها (جراء السابع من أكتوبر)، وكذلك تحقيق هدف زيادة الخلافات والضغوط الداخلية في إسرائيل".

ورأى أن قادة المؤسسة العسكرية ووزراء الحكومة في إسرائيل "كانوا في موقف لا يحسدون عليه خلال المصادقة على الصفقة؛ فمن جهة لديهم التزام بإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن، ويدركون بأن كل تأخير من شأنه أن يهدد مصيرهم، ومن جانب آخر تحمل الصفقة مخاطرة بحياة الجنود؛ لأن وقف إطلاق النار يُمكِّن حماس من إعادة تقييم الموقف وتنظيم صفوف الحركة مجددا".

واعتبر أن "حماس قادرة في ظل وقف إطلاق النار على اكتشاف نقاط الضعف الإسرائيلية وتعزيز الدفاع وعمليات التفخيخ ومن ثم الهجوم، في حين أن الوقود الذي يدخل القطاع يسهم لصالح الحركة بشكل كبير، متوقعًا أن تبدأ حماس في المرحلة التالية من الحرب بوضعية أفضل للغاية مقارنة عما هي عليه الآن.

وحذَّر من أن تُنهي إسرائيل الحرب في غزة دون أن تدمر سلطة حماس وتبيد قدرات الحركة العسكرية، كهدف أساسي لدخول الحرب، وقال إنه "لا يوجد أمام إسرائيل خيار آخر".

وقال مستشار الأمن القومي "لو لم تحقق إسرائيل هذا الهدف (تدمير حماس) سيحمل الأمر تداعيات على ميزان الردع حتى أمام الأعداء الآخرين، الأمر الذي من شأنها أن يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل".

وأقرَّ أن تحقيق أهداف الحرب الأساسية مازالت بعيدة، حيث وضع المستوى السياسي أهدافًا تتمثل في توجيه ضربة قاصمة لقدرات حماس العسكرية ولسلطتها في غزة وليس ردعها فقط أو تدفيعها ثمنا باهظا، لكن الطريق أمام تحقيق الهدف الأساس ما زال طويلا.

وكان مئير بن شابات يعبر عن رؤيته الشخصية التي تنضم إلى رؤى إسرائيلية جرى استشارتها منذ بداية الحرب، وينظر إليها على أنها غاية في التطرف.

وأضاف "يتعين في المقام الأول النظر إلى حياة الجنود الإسرائيليين ولو جاء ذلك من خلال ثمن فادح فيما يتعلق بالبُعد الإنساني (سكان غزة)"، مبررا ذلك بأن "القوات الإسرائيلية تعمل داخل كتلة سكانية معادية، والقسم الأكبر منها يؤيد حركة حماس".

ورأى أن إدخال الوقود إلى غزة يخدم مصالح حماس، إذ لم يكن على الحكومة المصادقة على القرار، مردفا بالقول "كان يتعين علينا أن نوضح للأمريكيين التداعيات على الصعيد العملياتي، والتي ستنجم عن إدخال الوقود، الذي جاء لأهداف إنسانية، غير أنه قال "لا أظن أن الوقود سيسهم في تحسين حياة المدنيين هناك".

وتطرق بن شابات، والذي يترأس حاليًا معهد "مِسغاف /Misgav" للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية، إلى ملف ميليشيا حزب الله، والحرب المحتملة على صعيد الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن "الإنجازات وطريقة الأداء التي يباشرها الجيش الإسرائيلي في غزة تعد رسالة إلى الأمين العام للميليشيا اللبنانية".

وأضاف "لو فكر نصر الله في انتظار استنزاف الجيش الإسرائيلي في غزة ومن ثم المبادرة بخطوة عسكرية ضده، فإنه سيجد جيشًا مستعدًا ومدربًا ولديه قدرة مرتفعة على المناورة، بل ومستعد أكثر مما كان عليه قبل حرب غزة".

وأكد أن الجيش الإسرائيلي "يستطيع العمل في أكثر من جبهة عسكرية في وقت واحد، لكن يتعين تركيز كل الجهود على غزة حاليًا"، لافتا إلى أن السياسات المتبعة ضد حزب الله تقوم على "الدفاع النشط" أي "عمليات تشويش وإحباط النشاطات المعادية وحصد ثمن كبير من العدو في مناطق لم يخطر بباله أن عمليات الجيش ستطالها".