في Friday 8 December, 2023

إعادة فتح المعبر الحدودي بين الجزائر وليبيا تبشر بارتفاع المبادلات التجارية

الجزائر وليبيا
كتب : زوايا عربية - متابعات

تتزايد أهمية فتح ليبيا والجزائر معبرا بريا حدوديا ظل مغلقا لمدة تسع سنوات، في ظل غياب منافذ مباشرة للتواصل الأسري والتجارة بين البلدين؛ بسبب حظر الطيران الجوي أيضا، فيما يعوّل عليه الطرفان لرفع المبادلات إلى 3 مليارات دولار.

وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا إعادة فتح معبر "الدبداب- غدامس" الحدودي مع الجزائر أمام حركة المواطنين والتجارة بين البلدين، بعد مضي تسع سنوات كاملة على إغلاقه.

ويعد معبر الدبداب 20، كيلومترا عن مدينة غدامس، أهم المعابر الحدودية الثلاث بين الجزائر وليبيا.

وتسبب غلقه في 2014؛ لدواع أمنية تتعلق بتهديدات ضد السفارة في طرابلس، بأزمة تواصل بين عائلات جزائرية وليبية يرتبطان بروابط أُسرية.

ودفع تلك العائلات للذهاب إلى تونس المجاورة لتعزيز اللقاءات الأسرية وتخفيف معاناتهم، الأمر الذي يشكل أهمية قصوى لإعادة افتتاح المعبر الحدودي بدءا من الثلاثاء المقبل، خاصة في مجال دعم التبادل التجاري.

وتحسبا لهذه الخطوة، تضع الجزائر قاعدة لوجيستية في مدينة الدبداب تتربع على مساحة 50 ألف متر مربع وتضم أجنحة ومرافق قصد أداء نوعي أمام التجار والمصدرين عبر المعبر الحدودي لتعزيز الصادرات الغذائية والإلكترونية المطلوبة في ليبيا.

ولطالما طالبت السلطات الليبية منذ عام 2021، خلال لقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإعادة فتح معبري الدبداب وتينالكوم أيضا.

إلا أن الجانب الجزائري اشترط استكمال الترتيبات اللوجستية في ليبيا، إذ أعلنتا إنشاء منطقة تجارة حرة لرفع المبادلات التجارية إلى 3 مليارات دولار. علما أن رقم المبادلات التجارية توقف عند 65 مليون دولار، وفق أرقام رسمية صادرة في عام 2022.

وما يرجّح ارتفاع مستوى التبادلات التجارية أنها ستقوم باختصار المسافة أمام البضاعة الجزائرية التي تتخذ عادة العبور إلى التراب التونسي لدخول ليبيا، فيما ستجد الخضروات والفواكه المنتجة في محافظتي وادي سوف وورقلة الجزائريتين منفذا لتسويق الفائض مباشرة في السوق المجاورة.

وزيادة على ذلك، من شأن تدفق البضائع الجزائرية التي تلقى رواجا كبيرا في أسواق ليبيا التخفيف من ارتفاع أسعار المنتجات في الجنوب الليبي.


ويرى الخبير الاقتصادي وعضو لجنة البرلمان الجزائري السابق الدكتور هواري تيغرسي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن السوق الليبية مهمة جدا لبلاده، لافتا إلى إضاعة السلطات عدة فرص تجارية مع جارتها في ظل استمرار غياب خطوط نقل جوية مباشرة حتى الآن.

ولدفع الحركية الاقتصادية، دعا تيغرسي إلى خلق مناطق صناعية لتشجيع الاستثمارات في الصناعات التحويلية والإنتاج الفلاحي، لا سيما مع الإمكانات المهمة التي تحوز عليها منطقة الدبداب المحاذية لمدينة غدامس.

وحثت وزارة التجارة الجزائرية المتعاملين الاقتصاديين على ولوج السوق الليبية الواعدة، لا سيما المختصين في المنتجات الغذائية ومواد البناء المطلوبة، بقوة في سياق الشروع في عمليات إعادة إعمار ليبيا.

كما اتفقت ليبيا والجزائر على تحيين اتفاقية منع الازدواج الضريبي بينهما التي يعود تاريخ توقيعها إلى 1988.

من جانبها، تشدد حكومة الوحدة المؤقتة على ضرورة فتح الخط الجوي الجزائري نحو العاصمة طرابلس المعلّق منذ نهاية يناير 2016.

بدورها، رحبت حركة البناء الوطني بإعادة فتح المعبر الحدودي أمام حركة تنقل الأشخاص والبضائع، معتبرة ذلك خطوة تسمح بتعميق العلاقات للوصول بها للشراكة.

وأفادت، في بيان لها حصلت عليه "إرم نيوز"، بأن هذه الخطوة جاءت بعد توفر كافة الإجراءات الأمنية والتنظيمية والقانونية التي مكنت من تجاوز الإشكالات والعوائق التي كانت موجودة.

وأبرزت أن فتح المعبر يؤكد مستوى إيجابية العلاقات السياسية بين البلدين، وثمرة للجهود المبذولة لإنجاح التنسيق المستمر بين السلطات الجزائرية والليبية في ما يخص تسيير المعابر الحدودية.