في Wednesday 3 January, 2024

المجلس الانتقالي يحذّر من تجاهل قضية شعب الجنوب في اليمن

كتب : زوايا عربية - متابعات

حذّر المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن الثلاثاء، من تجاهل أو ترحيل قضية شعب الجنوب في مفاوضات العملية السياسية في اليمن، باعتبار أن ذلك "لن يقود إلى سلام".

جاء هذا التحذير، في اجتماع هو الأول لمجلس العموم لدى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي شهدته العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، برئاسة عضو مجلس القيادة الرئاسي في البلاد، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، وبحضور كافة هيئات المجلس.

وحمل الاجتماع شعار "تعزيز الأداء السياسي والعمل المؤسسي نحو استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة".

وشدد مجلس العموم، على أولوية وضع إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب، في مفاوضات العملية السياسية، "لضمان تحقيق السلام المنشود".

وأشار إلى تمسكه "بحق شعب الجنوب في السيادة على أرضه وثرواته، وحقه في الاستقلال واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدودها المتعارف عليها دوليًا".

كما أكد انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي، على كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في الجنوب، ومضيّه في نهج الحوار البنّاء مع كل القوى الجنوبية.

وأبدى أيضا استعداده الكامل "للحوار مع القوى السياسية المناوئة لمليشيا الحوثيين في الشمال، للوصول إلى مقاربات وتفاهمات تعزز التعاون والعمل المشترك، في إطار المصالح المتبادلة والمسؤوليات والهموم المشتركة".

ويتألف مجلس العموم من هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي العليا، وهي هيئة الرئاسة، والغرفتين التشريعيتين: الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين، بالإضافة إلى الهيئة التنفيذية العليا.

ويقول القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح لـ"إرم نيوز"، إن "المجلس بات جاهزًا الآن للتعامل مع كل الاستحقاقات والتطورات القادمة".

وأشار إلى أن "مجلس العموم، جاء ليلبي حاجة وطنية، تؤمّن إشراك الجميع في صناعة القرار الوطني، دون انفراد من هيئة بعينها، وبما يضمن صواب وقوة أي قرار من شأنه أن يحدد مستقبل الجنوب، ويحدد خياراته وكيفية تعاطيه مع التطورات من حوله".

وأضاف صالح: "يعوّل على مجلس العموم أن يسهم في تعزيز وتطوير البناء المؤسسي للمجلس الانتقالي، وزيادة فاعليته في التعاطي مع مختلف القضايا، سيما ما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية والمصيرية".

وأوضح أنه "سيكون للمجلس صلاحية البتّ في القرارات الهامة الخاصة بشعب الجنوب، وأبرزها قرارات الحرب والسلام والاستفتاء على الدستور وتشكيل اللجنة للانتخابات، بالنظر لما يمثّله ذلك من أهمية في إشراك مختلف مكونات وشرائح المجتمع الجنوبي في تقرير مستقبل وطننا".

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ، أعلن السبت قبل الماضي التزام الأطراف اليمنية، بمجموعة من التدابير التي تشمل وقف إطلاق النار في عموم البلد، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية، استعدادًا لاستئناف عملية سياسية جامعة، ترعاها الأمم المتحدة.

ويرى المحلل السياسي صلاح السقلدي، أن "الغرض من مجلس العموم لا تخطئه عين، فهو يأتي في غمرة الحديث عن قرب التوقيع على خارطة الطريق المقترحة، التي هي نتاج المشاورات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وميليشيا الحوثيين".

وقال السقلدي لـ"إرم نيوز"، إن "المجلس الانتقالي تحرك جماهيريًا وتنظيميًا، بل وبعث بعدة رسائل حادة خلال الأيام الماضية، يرفض فيها أن يكون متفرجا على اتفاق لا ناقة له فيه ولا جمل، وهو يتعرض لانتقادات لاذعة في الشارع الجنوبي بسبب تراخيه تجاه ما يحدث".

وتساءل عن "مدى صمود المجلس الانتقالي الجنوبي، تجاه الضغوطات المكثّفة التي يتعرض لها إقليميًا ودوليًا، وعن خياراته البديلة".

وقال السقلدي، إنه "في حال مضيّ الأمور نحو فرض أمر واقع مع ميليشيا الحوثيين، وتم تجاهل القضية الجنوبية فإن الخيارات تتقلص لدى الانتقالي الجنوبي لكنها لم تنفد بعد".