في Saturday 6 January, 2024

الزوارق المفخخة بالبحر الأحمر.. طلقات حوثية فارغة لترميم فشل الصواريخ

كتب : زوايا عربية - متابعات

لا يعتبر دخول زوارق الحوثي المفخخة على خط «معركة» البحر الأحمر مستجدا، لكن يبقى السؤال: لماذا لجأت المليشيات إلى هذا السلاح؟

وأدخل الحوثيون الزوارق المفخخة خط المعركة في البحر الأحمر للمرة الأولى منذ أشهر، وذلك عقب أسابيع من كشف "العين الإخبارية" ذات المخططات للمليشيات.

ومساء الخميس، قالت البحرية الأمريكية إن قاربا حوثيا مسيّرا انفجر بالبحر الأحمر، لكنه كان على بعد أميال من الأسطول الأمريكي ولم يسفر عن أضرار، في أول استخدام لهذا النوع من الأسلحة منذ أشهر.

وفيما يبدو، فإن المليشيات تتجه لتكثيف عملياتها البحرية باستخدام الزوارق المفخخة بالفعل، حيث علّق القيادي في الجماعة الانقلابية محمد علي الحوثي متوعدا سفن الشحن بعد أول هجوم بالقوارب بالقول إن زوارق المليشيات البحرية الموجهة "لا تنفجر في الهواء ولا تخطئ أهدافها".

وما بين وعيد الحوثي وما كشفته البحرية الأمريكية، يبقى السؤال لماذا لجأت المليشيات للزوارق المفخخة؟

الورقة الأخيرة

في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتحت عنوان "الزوارق المفخخة.. «العين الإخبارية» تكشف ورقة الحوثي الأخيرة بالبحر الأحمر"، حيث أورد التقرير بالتفاصيل مخطط المليشيات القاضي باستخدام القوارب بدلا عن الصواريخ الباليستية، وذلك عقب اجتماع عقدته لبحث تطورات الوضع بالبحر الأحمر.

ووفق مصادر أمنية رفيعة، فإن توجيه قادة مليشيات الحوثي باستخدام القوارب المفخخة جاء لعدم دقة الصواريخ الباليستية في الوصول إلى الأهداف البحرية خصوصا في الهجمات ضد سفن الشحن المتحركة، ما جعل الكثير من هذه الصواريخ تتساقط في البحر جراء عدم جاهزيتها.

المصادر أكدت أن التقييم العملياتي الذي استعرضه اجتماع المليشيات كشف أيضا أن "الطائرات المسيرة المحشوة بالمتفجرات هي الأكثر دقة في الوصول إلى الأهداف المحددة ما جعلها تدخل إلى جانبها الزوارق المفخخة كورقة أخيرة لتعزيز خط معركتها البحرية بمواجهة عملية "حارس الازدهار".

ما نوع الزوارق وأين تتم صناعتها؟

يقول خبراء عسكريون إن هناك 3 أنواع من الزوارق الحوثية: نوع مزود بالمدافع، ونوعان مفخخان من طراز "بلو فيش" ذات المحرك الواحد، وقد استهدفت سفنا على بعد 1000 كيلومتر من موانئ الحديدة طيلة السنوات الماضية.

كما نشرت مليشيات الحوثي في السنوات الأخيرة جيلا جديدا من نوع "شارك 33” بمحركين وهو أكبر حجما من الجيل الأول، ويعمل بكمية وقود أعلى، وفق تقارير أممية.

وبحسب معلومات "العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي حولت منذ 2022 ساحل النخيلة في مديرية الدريهمي وآخر في منطقة اللحية، إلى جانب 9 مواقع ساحلية تمتد من مديرية عبس في حجة وحتى جنوب الحديدة، إلى مواقع ومخازن للزوارق المفخخة من بينها مواقع في رأس عيسى، وجزيرة كمران وبلدة الفازة غرب مديرية التحيتا.

وطبقا للمعلومات، فإن مليشيات الحوثي تقوم بتصنيع القوارب المفخخة في ورش محلية يشرف عليها ضباط أجانب، وأصبح مؤخرا متاحا لها تقنيات هامة في توجيه هذه الأسلحة لاستهداف الممر الملاحي.

كما نشرت المليشيات قرابة 120 زورقاً، 56 منها تتناوب مهام تكاد تكون نصف شهرية في تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية عبر البحر الأحمر.

وتكمن خطورة هذه الزوارق بأنها ذات مهام قتالية مباشرة وبالإمكان حشو جسمها الداخلي في البحر مباشرة بنحو 500 كيلوغرام من المتفجرات وإطلاقها في استهداف قطع بحرية وسفن الشحن العملاقة، وسيكون من الصعب إيقافها نظراً لسرعتها الشديدة التي تصل لـ50 عقدة بحرية، حسب ذات المصدر.

من أين تنطلق القوارب؟

في عام 2022, بدأت مليشيات الحوثي بشق قنوات مائية من البحر الأحمر إلى البر جنوب الحديدة، وهو مخطط نفذته في شمال المحافظة منذ وقت مبكر.

وبحسب مصادر حكومية لـ"العين الإخبارية"، فإن هذه القنوات المائية تعد أحد مصادر انطلاق القوارب لتهديد الملاحة الدولية، وقد شقت من البحر إلى مزارع كثيفة الأشجار والنخيل في جنوب وشمال الحديدة.

وأشارت المصادر إلى أن القنوات المائية يتجاوز امتدادها 2 كيلومترين وأعماق كبيرة من البحر الأحمر إلى وسط المزارع التي تتناثر على طول الساحل الشمالي والجنوبي للمحافظة الساحلية.

عسكرة السواحل والجزر

منذ سيطرتها على الحديدة أواخر 2014, قامت مليشيات الحوثي بتشييد مئات المواقع العسكرية منها 29 موقعا في السواحل والجزر بما فيه إغلاق أجزاء واسعة في شرق جزيرة كمران ورأس عيسى بشكل دائم كمنطقة عسكرية محظورة.

وبحسب رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري، فإن "هناك الكثير من المعدات والقوارب والأسلحة والمسيرات الإيرانية التي زودت بها طهران مليشيات الحوثي وأتباعها بالمنطقة في لبنان وسوريا والعراق".

وأضاف الشميري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "هذه الأسلحة متوسطة من تقنيات إيرانية، حيث دأبت إيران خلال العشرين سنة الأخيرة، على تعويض ضعف قوتها الجوية بالمسيرات والصواريخ، وكذلك البحرية".

وأشار إلى أن "المليشيات الحوثية تمتلك عددا من هذه الأسلحة سواء المسيرات في الجو أو القوارب الحربية المسيرة والتي لا يوجد مركز استخبارات أو مركز دراسات حدد كم يملك الحوثيون منها، لكن لا شك أن هناك ما يكفي لكي يقوموا بأعمال هجومية في البحر الأحمر".

وفي المقابل، يرى الشميري أن "القوات الدولية ضاربة في البحر الأحمر، وقادرة على التعامل مع هذه الزوارق والمسيرات، وبأشكال الأسلحة المختلفة التي تمتلكها المليشيات، وذلك لأنها تملك ترسانة نوعية كبيرة".

لكنه لفت إلى أن "الزوارق الحوثية المسيرة قد تحدث بعض الشوشرة والضربات هنا وهناك لفترات محدودة، أما على مدى طويل فسيكون الأمر صعباً وشاقاً بالنسبة للمليشيات".

واعتبر الخبير أن "تأمين البحر الأحمر تحول إلى قضية دولية، وأصبح العالم الآن في مواجهة إيران وأدواتها في المنطقة".

ووفقا للباحث السياسي اليمني، فإنه "في قادم الأيام قد نشهد ضربات لمصادر انطلاق هذه الزوارق والصواريخ والطائرات المسيرة أيضا".

وشدد على أنه "سيكون هناك مكافحة لهجمات الحوثي، لأن العالم لن يصمت على مصالحه في البحر الأحمر على الإطلاق".

نقلًا عن : " العين الإخبارية"