في Tuesday 9 January, 2024

لماذا ضحى ماكرون برئيسة الحكومة الفرنسية؟

إليزابيث بورن وماكرون
كتب : زوايا عربية - متابعات

قدمت إليزابيث بورن استقالتها من منصب رئيسة وزراء فرنسا، على نحو مفاجئ، لكنّ المفاجأة الأكبر كانت قبول الرئيس إيمانويل ماكرون الاستقالة بسرعة أثارت العديد من التساؤلات حيال تلك الخطوة.

وتمحور السؤال الأبرز، الذي تصدر وسائل الإعلام الفرنسية، حول الدافع الذي جعل الرئيس يقرر التضحية برئيسة الوزراء.

وربطت وسائل إعلام فرنسية بين موقف ماكرون واختياره لبورن من الأساس قبل نحو 20 شهراً، فإليزابيث كانت في الحقيقة خطة بديلة للرئيس.

وفي الواقع، كان ماكرون يرغب في أن تكون كاثرين فوتران رئيسة مدينة "غراند ريمس"، الشخص الذي يخلف جان كاستكس في 2022، غير أن بورن نجحت في تشكيل الائتلاف الحاكم حينها ولم تمنح ماكرون الاختيار.

بالإضافة إلى ذلك، وبعد 20 شهراً، لم يعد الرئيس يحتمل إليزابيث بورن التي كثيراً ما اتخذت مواقف معارضة له، بحسب ما ذكر موقع "فرانس إنفو".

غير أن أكثر ما يؤخذ على رئيسة الحكومة السابقة هو اعتماد قانون إصلاح نظام التقاعد بفضل استخدام المادة 49.3 التي استخدمتها في 16 مارس 2023.

وتتيح المادة للسلطة التنفيذية تمرير القوانين في البرلمان بأقل من الغالبية المطلوبة في الظروف العادية.

وسبق أن لوّح ماكرون بتقديم اقتراح بسحب الثقة من الحكومة، الخريف الماضي، أثناء دراسة الميزانية، الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى إسقاط الحكومة، كما ذكرت صحيفة "لوموند".

بيْد أن القشة التي قصمت ظهر البعير تمثلت في المصادقة على مشروع قانون الهجرة الذي تسبب في تشظي الأغلبية الرئاسية وأدى في النهاية إلى سقوط رئيسة الحكومة.

وعلى الرغم من ذلك، كانت رئيسة الوزراء تؤكد في ذلك الوقت لإذاعة "فرانس إنتر" أنها تشعر بأنها أنجزت واجبها، وتنفي وجود أي أزمة في الأغلبية.

لكن في اليوم التالي، استقال أوريليان روسو وزير الصحة والمدير السابق لمكتب إليزابيث بورن، معبراً عن معارضته للنص.

وبعد تلك الواقعة، كان إيمانويل ماكرون يرغب في تحويل هذه الصفحة من ولايته الرئاسية الثانية، عبر التضحية بشخص لم يكن له رصيد.

واستقالت إليزابيث بورن من رئاسة الحكومة في فرنسا، وهي ثالث رئيسة وزراء لإيمانويل ماكرون والأولى في الفترة الرئاسية الثانية، بعد قضائها عاماً و7 أشهر و23 يوماً في منصبها.