في Sunday 11 February, 2024

7 سدود فارغة و6 سنوات عجاف.. الجفاف يهدد المغرب بالأوبئة

كتب : زوايا عربية - متابعات

استبشر المغاربة خيرا بالتساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها البلاد خلال اليومين الماضيين، والتي أعادت الأمل للفلاحين في إنقاذ موسم زراعي تضرر بموجة الجفاف التي تستمر في عامها السادس على التوال، مخلفة نقصاً هائلا سواء على مستوى المياه أو مخزون السدود.

ورفعت التساقطات الأخيرة بنسبة قليلة من مخزون السدود ترواحت بين 0,37 و 6,41 بالمائة وفق بيانات أصدرتها وزارة التجهيز والماء.

حيث شهدت النسبة الإجمالية لسدود المغرب ارتفاعا بنسبة 0,54 بالمائة، أي ما يعادل أكثر من 3771 مليون متر مكعب من المياه.

ووفق آخر البيانات الرسمية، فقد أضحت سبعة سدود كبرى شبه فارغة من المياه، إذ لم تتجاوز بها نسبة الملأ 10 بالمائة.

فيما دفع هذا الوضع المائي الخطير الذي يعيشه المغرب الحكومة لاتخاذ عدة تدابير طارئة تخفف من آثار أزمة المياه، من بينها منع سقي الملاعب والمساحات الخضراء بالمياه الصالحة للشرب، و ملأ المسابح العمومية والخصوصية مرة واحدة في السنة، إلى جانب قرار إغلاق الحمامات العمومية التقليدية ومحلات غسل السيارات ثلاثة أيام في الأسبوع.

مما قد يكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية جديدة على المواطن المغربي.

إلى ذلك، بات المغاربة مهددون أيضا بخطر ظهور أمراض وأوبئة تجد في أزمة الجفاف وندرة المياه أرضا خصبة للظهور والتكاثر.

في هذا السياق، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، للعربية.نت إن "هذه الأمراض، التي تظهر مع توالي سنوات الجفاف والاحتباس الحراريقد تطال الجهاز التنفسي للإنسان، الذي يتأثر بسبب جفاف التربة واستعمال الأسمدة والمبيدات التي تجف بسرعة فتتطاير في الهواء عن طريق الرياح مسببة أمراض مرتبطة بهذا الجهاز"

كما أضاف أن " تأثير الجفاف قد يصل أيضا إلى حدود الإصابة بأمراض صدرية وانتشار الفيروسات والاصابة بمرض التهاب السحايا."

وحذر حمضي من أن شح المواد الغذائية الناتج عن الجفاف يؤدي كذلك للإصابة بأمراض مرتبطة بالجهاز الهضمي بسبب التعرض لسوء التغذية، وأمراض تعفنية ناتجة عن قلة النظافة واستهلاك مياه غير صالحة للشرب.

ويبدو أن تداعيات الجفاف لا تتوقف عند هذا الحد، فقد كشف ذات المتحدث أن الصحة النفسية والعقلية للإنسان تتأثر بدورها بسبب قلة المياه.

كذلك أكد أن عدة دراسات كشفت كيف أن سكان القرى الذين يعتمدون في مدخولهم على الزراعة يتعرضون لضغوط نفسية خطيرة بسبب اعتمادهم على الأمطار، وبسبب أزمة الجفاف، يعيشون تهديدا في قوت يومهم ما قد يعرضهم لأمراض نفسية وعقلية.

إلا أن سكان المدن ليسوا بمنأى أيضا عن هذه الأمراض النفسية، لاسيما أولئك الذين لديهم امتدادات أسرية في القرى، حيث يصبحون مجبرين على إعالة عائلاتهم هناك لمساعدتهم على مواجهة آثار الجفاف، رغم معاناتهم كذلك من عدة أزمات اقتصادية خصوصا بسبب ارتفاع الأسعار.