في Thursday 25 April, 2019

تصعيد أمريكي جديد ضد تركيا.. تحركات داخل الكونجرس للاعتراف بإبادة الأرمن

فيما يمكن اعتباره خطوة مهمة صفعة قوية للرئيس التركي رجب إردوغان ونظامه الحاكم من واشنطن عقابا له على تمرده ضد قرارات واشنطن وإصراره على شراء منظومة صواريخ إس 400 من روسيا، وقّع نحو 100 من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين على تشريع تم طرحه أمام الكونجرس في وقت سابق من هذا الشهر، يعترف بالإبادة الجماعية التي وقعت ضد الأرمن، في الفترة ما بين 1915 و1920، حيث عملت مجموعات أمريكية أرمينية لسنوات على انتزاع اعتراف رسمي من الولايات المتحدة بالمذبحة، حسبما ذكر موقع المونيتور الإخباري.


من المتوقع، أن يصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قراراقريبا بالاعتراف الرسمي للمرة الأولى بالإبادة الجماعية لأكثر من مليون شخص معظمهم مسيحيون أرمنيون.
الجمعية الأرمنية الأمريكية وجمعية الدفاع عن المسيحيين قامت بالضغط على الكونجرس لإصدار القرار في الماضي، لكن طالما سعت جماعات الضغط المؤيدة لتركيا في واشنطن ضد مثل هذه الخطوة، محذرة من أنها سوف تسمم العلاقات الثنائية.
مشروع القانون قدمه السيناتور الديمقراطي بوب ميننديز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، قبل فترة استراحة الكونجرس في شهر أبريل، بينما قدم رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف، تشريعا مشابهًا في نفس الوقت تقريبا.

المشروع المعروض بمجلس الشيوخ حظي بتأييد 15 عضوا من الحزبين، ووقع 89 نائبا على قرار مجلس النواب، كما وقع بعض المرشحين للرئاسة عام 2020 على مشاريع القوانين المشابهة للاعتراف بإبادة الأرمن، كما فعلوا في السنوات السابقة.
وتشارك السيناتورة إليزابيث وارن، وكامالا هاريس في دعم مبادرة ميننديز، ووقع النواب تولسي جابرد، وسيث ملتون، اللذين أعلنا نيتهما للترشح للرئاسة هذا الأسبوع على قرار مجلس النواب.
آرام هامباريان، المدير التنفيذي للجنة الوطنية الأرمنية في الولايات المتحدة قال :إنه "من الصعب أن نتصور أن يتقدم أي شخص للدفاع عن إنكار تركيا للإبادة الجماعية للأرمن في حال عُرضت الإجراءات والتدابير التي يتخذها الكونجرس على اللجان المعنية".
هامباريان توقع زيادة عدد الموقّعين من النواب عند عودة الكونجرس من العطلة الأسبوع المقبل.


القرار لماذا تأجل؟

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وعد بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن حين كان عضوا بمجلس الشيوخ في حملته الانتخابية، لكنه لم يف بهذا التعهد أبدا أثناء توليه منصبه. وبينما وقع 100 نائب خطابا يطالب ترامب بالاعتراف بالإبادة الجماعية عام 2018، اختار ترامب الاستمرار في إدانة المذبحة باعتبارها "واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في تاريخ القرن العشرين"، وذلك في بيان صدر في 24 أبريل العام الماضي، لكنه امتنع عن وصفها بالإبادة الجماعية.
مشروع القانون يواجه صعوبات كثيرة، فآخر مرة تم تقديم مشروع قانون مشابه كان في عام 2014، لكنه فشل. وتقدمت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أيضا بقانون يعترف بالإبادة في 2010، لكنه فشل في الحصول على أغلبية المصوتين، ويرى هامباريان أن عدم إحراز تقدم في السنوات الأخيرة سببه الضغوط التركية، وقال: "إذا استطعنا تجاهل تهديد تركيا بالانتقام، سيحصل المشروع على أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ. وسيعترف الرئيس نفسه بالإبادة الجماعية للأرمن".
وتنفي تركيا أن تكون الوفيات في زمن الحرب بين الطوائف الأرمنية والمسلمين في عهد الدولة العثمانية عام 1915، بمثابة إبادة جماعية وأوضحت أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ستزداد تدهورا إذا واصلت الولايات المتحدة في خططها لإعلان الإبادة الجماعية. وبعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 24 أبريل من كل عام، يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن في فبراير الماضي، انتقد الرئيس التركي رجب إردوغان، إعلان ماكرون وقال إنه يجب على فرنسا الالتفات للفظائع التي ارتكبتها في حقبة الاستعمار.