«أونكتاد»: ارتفاع قياسي في تكاليف شحن الحاويات والأسعار

أعلن “مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية” (أونكتاد) ارتفاع أسعار شحن الحاويات على طرق آسيا والمحيط الهادئ إلى أوروبا بشكل حاد منذ نوفمبر 2023، على خلفية الاضطّرابات في البحر الأحمر وتعطيل الشحن الدولي، بسبب الهجمات التي يشنّها الحوثيون ضد السفن التجارية في الممر المائي الحيوي.

ولاحظ أحدث تقرير للمنظّمة الدولية حدوث ارتفاع أسبوعي قياسي قدره 500 دولار في الأسبوع الأخير من ديسمبر 2023.

وتضاعف متوسّط الأسعار الفورية لشحن الحاويات من شنغهاي في أوائل فبراير 2024 بزيادة قدرها 122% مقارنةً بأوائل ديسمبر 2023. وتضاعفت المعدّلات من شنغهاي إلى أوروبا بأكثر من ثلاثة أضعاف، حيث قفزت بنسبة 256%.

وتباينت التأثيرات على أسعار الشحن عبر قطاعات السوق، حيث تواجه شحن الحاويات والسلع الاستهلاكية والمصنّعة أكبر الزيادات.

وأكد التقرير أنه في حين كانت الزيادات في أسعار الشحن أعلى نسبياً على الطرق التي تعبر قناة السويس، فإن التداعيات تمتد إلى مواقع بعيدة، مثل الطرق التي تربط آسيا بالساحل الغربي للولايات المتحدة، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 130% منذ أوائل نوفمبر. ويوفّر الساحل الغربي طريقاً بديلاً باستخدام السكك الحديدية للوصول إلى وجهات في وسط وشرق الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، شهدت أسعار الشحن إلى وجهات أخرى زيادات أقل.

وفي حين أن التأثير المشترك لهذه الاضطّرابات لم يتطابق بعد مع حجم الأزمة اللوجستية الناجمة عن وباء كورونا في الفترة 2021- 2022، فإن الأونكتاد يراقب الوضع عن كثب.

وأظهرت الحرب في أوكرانيا بالفعل كيف يمكن أن تؤثّر المسافات الطويلة وارتفاع أسعار الشحن على أسعار المواد الغذائية.

وقال التقرير إنه من الآن فصاعداً، سيكون من المهم الاستمرار في رصد التطورات الرئيسية وتقييم آثارها المحتملة على النقل والتجارة، وخاصةً بالنسبة للبلدان النامية. وتشمل القضايا الرئيسية التي يجب تتبّعها جداول الشحن وموثوقية الخدمة، والتدابير الأمنية للسفن والموانئ، والتأخير في الشحنات والجداول الزمنية للتسليم، وزيادة أسعار الشحن وأقساط التأمين، واتصال الشحن والجغرافيا العامة للتجارة.

وتظهر أحدث البيانات للربع الأوّل من عام 2024 كيف يتم إعادة نشر سعة شحن الحاويات بعيداً عن دول الخليج وإدخال المزيد من الخدمات، بما في ذلك من وإلى أفريقيا.

وفي أسواق الشحن الأخرى، يقوم المزيد من ناقلات النفط الآن بتغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح. وانخفض عدد السفن المتخصّصة التي تحمل السيارات التي تستخدم البحر الأحمر بأكثر من النصف في ديسمبر 2023 مقارنةً بديسمبر 2022. وعملياً، لا توجد حاليا أي سفن تحمل الغاز الطبيعي المسال تستخدم قناة السويس، ما تسبّب في ارتفاع أسعار الغاز.