في Sunday 3 March, 2024

تصاعد الأزمة بين الرئيس التونسي واتحاد الشغل

قيس سعيد ونور الدين الطبوبي
كتب : زوايا عربية - متابعات

تصاعدت الأزمة بين الرئيس التونسي قيس سعيد، والاتحاد العام للشغل، ولاسيما بعد رفض الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي، انتقادات الرئيس التي قال فيها إن "الاتحاد يقبل بأشكال عمل هشة".

وجاء التصعيد "الخطير" على لسان الناطق باسم الاتحاد سامي الطاهري، إذ نقلت عنه إذاعة "موزاييك" المحلية قوله، إن "المعارضة النقابية في الاتحاد مدفوعة الأجر من السلطة، وهذه المعارضة تريد أن يصطف الاتحاد مع قرارات السلطة ويؤيدها".

وتعليقاً على ذلك، قال المحلل السياسي التونسي بولبابة سالم، إن "هناك أزمة بين الاتحاد والسلطة لكن أن تتصاعد أكثر، فهذا مستبعد لأن مصلحة البلاد تقتضي منع ذلك".

وأضاف سالم لـ"إرم نيوز"، أن "أداء الاتحاد في السنوات الماضية كان بحاجة إلى مراجعات، لأن هناك أخطاء كبيرة ارتكبها حتى في الممارسة النقابية، وكان هناك نوع من العمل ضد المصلحة الاقتصادية للبلاد من خلال الإضرابات العشوائية والانفلات النقابي والمطلبية في بعض القطاعات وغير ذلك".

وأردف أن "قطاعات واسعة من الرأي العام تلوم الاتحاد وترى أنه كان جزءا من المنظومة السابقة، خاصة بسبب التغول النقابي في العديد من القطاعات، ونعرف أنه في أحيان كثيرة لا يتم تعيين مسؤول أو وزير إلا بتزكية أو موافقة الاتحاد.. لذا على الاتحاد القيام بمراجعات، فلا خيارات أمامه مثل التصعيد أو غيره".

وأكد سالم أن "العقل العميق للاتحاد يبقى دائما باحثاً عن توافق مع السلطة؛ فليس من صالحه المواجهة، وبعض النقابيين ملاحقون بسبب شبهات فساد وغير ذلك، رغم أن للاتحاد دورا وطنيا واجتماعيا.. لذلك لا أعتقد أن السلطة تفكر باستهداف الاتحاد".

أما الناشطة السياسية أمل السعيدي، فأوضحت أن "هناك تناقضات بين ممارسة الاتحاد وخطاباته؛ لأن حديثه عن الدفاع عن العمال لوحده لا يكفي؛ فتحركاته غابت عنها مثل هذه القضايا شأنها شأن قضايا أخرى، مثل فقدان السلع الأساسية وارتفاع الأسعار".

وأفادت السعيدي لـ"إرم نيوز"، أن "الاتحاد لا يصعّد مع السلطة إلا عند المساس بقياداته، لكن مواقفه تغيب عندما يتعلق الأمر بالتوقيفات السياسية أو المساس بالحريات؛ لذلك فإن الاتحاد مطالب بالقيام بمراجعات ضرورية قبل الدخول في مواجهة مع السلطة، والمراجعات ضرورية خاصة أن هناك أزمة داخلية داخل الاتحاد لا يمكن نكرانها".

ومن ناحيته، لفت المحلل السياسي محمد صالح العبيدي، أن "الصدام بين السلطة واتحاد الشغل لا مفر منه، لكن ليس بسبب الموظفين أو العمال، بل من أجل دور المركزية النقابية التي فقدت كل نفوذها الذي كانت تتمتع به في السابق".

وأشار العبيدي لـ"إرم نيوز"، أن "الاتحاد يرى أنه أصبح على هامش الأحداث، لذلك يصعد من خطابه السياسي، خاصة أن الرئيس لا يتوانى في توجيه انتقادات لآليات وطريقة تعاطي الاتحاد مع الأحداث، وهو ما حدث في الفترة الأخيرة".

ونوه العبيدي إلى أن "الوضع في البلاد لا يحتمل أي صدام، لكن المشاحنات الكلامية والسجالات لا يمكن أن تفضي إلا إلى أزمة عميقة بين الطرفين، فملامحها موجودة الآن في غياب أي قناة للتواصل أو الحوار بينهما، على عكس ما كان موجودا بالسابق، حيث كان الاتحاد مُرحبا به في السلطة".