في Friday 15 March, 2024

اليمن يصدر أول شحنة تجارية من «الذهب الأحمر » للسعودية

كتب : زوايا عربية - متابعات

شهد ميناء المخا اليمني تصدير أولى شحناته التجارية من محصول البصل أو ما يعرف بـ "الذهب الأحمر" إلى السعودية والأسواق الخليجية.

واحتوت أول شحنة تصدير إلى الأسواق السعودية، على 1000 طن من محصول البصل الأحمر اليمني، الذي تتم زراعته في مناطق الساحل الغربي للبلاد. ويُعد ذلك أول تصدير تجاري للبصل الأحمر اليمني عبر ميناء المخا الذي يجري توسيعه بدعم إماراتي، وذلك بعد أن كان تصدير الذهب الأحمر إلى الأسواق الخليجية عن طريق البر.

وجاءت عملية التصدير بالتزامن مع تزايد العراقيل أمام تصدير منتجات البصل إلى الأسواق الخليجية براً في ظل استمرار مليشيات الحوثي بقطع الطرقات الرئيسية بين المدن والمحافظات، بالإضافة إلى تكدس الشاحنات في ميناء الوديعة البري، الأمر الذي أدى إلى تخوف المزارعين من عرقلة بيع محصولهم من البصل.

وأدى قطع الطرقات الرئيسية من قبل المليشيات، إلى مضاعفة معاناة مزارعي البصل، حيث تستغرق الشاحنات الكثير من الوقت والمسافة للوصول إلى منفذ ميناء الوديعة البري، الذي يربط اليمن مع المملكة العربية السعودية، ما دفع التجار إلى التوجه والتصدير عبر ميناء المخا البحري.

وقال مدير ميناء المخاء الدكتور عبدالملك الشرعبي، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن ميناء المخا بدأ الأربعاء الماضي بتصدير شحنات تجارية من البصل إلى المملكة العربية السعودية، عبر شحنة تتكون من ألف طن من محصول البصل الأحمر.

وأضاف مدير ميناء المخا أن الميناء، مستمر بتصدير شحنات البصل لدول الجوار في القرن الأفريقي، وأنه تم فتح خط عبر ميناء المخا إلى سلطنة عمان وحالياً إلى السعودية.

وأكد الشرعبي أن ميناء المخا يتم تجهيزه تدريجيّاً، والعمل على تطويره وتوسعته بشكل متواصل بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وعضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح الذي يولي اهتماماً كبيراً به.

وتابع: "نأمل أن نفتح خطوطا جديدة لتصدير البصل لأكبر قدر من الدول، حيث أن البصل اليمني يتميز بجودة عالية، وطعم مختلف مقارنة بمنتجات البصل في الدول الأخرى".

وأشار إلى أن إدارة الميناء تعمل بشكل مستمر على أن يكون هناك تصدير لخضراوات وفواكه يمنية أخرى عبر الميناء، وأن الإدارة تدعم وتشجّع التاجر اليمني وغير اليمني لتصدير الشحنات عبر ميناء المخا، وأنها تقدم كافة التسهيلات بخصوص ذلك.

في السياق ذاته، قال عبدالله سالم، وهو أحد تجار البصل، في الساحل الغربي خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن هناك عمليات تصدير شحنات من محصول البصل عبر ميناء المخاء تتم بشكل مستمر إلى دول القرن الأفريقي وإلى سلطنة عمان، ومؤخراً بدأت إلى السوق السعودية.

وأكد سالم أنه اتجه إلى تصدير شحناته التجارية من البصل عبر ميناء المخا، نظراً للتسهيلات التي يقدمها الميناء للتجار من جهة، وجهوزيته من جهة أخرى.

وتسهم الإيرادات المالية من مبيعات البصل التي يتم تصديرها يومياً إلى الأسواق المحلية ودول القرن الأفريقي، ودول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وعمان، في ازدهار دخل الأسر العاملة بزراعة البصل في وديان الساحل الغربي، وتحسين حياتهم المعيشية.

ويبدأ المزارعون في شهر أكتوبر من كل عام في إلقاء بذور البصل في الأرض، وتستمر فترة نموه في التربة 5 أشهر حتى تأتي مرحلة الحصاد.

وخلال الأعوام الأخيرة تضاعفت زراعة منتجات البصل في مديريات الساحل الغربي بعد سنوات من الحرمان بسبب الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية في الحقول الزراعية.

وتعود زراعة البصل الأحمر في اليمن إلى مطلع سبعينيات القرن الماضي، عندما أنتج الفلاح الحضرمي "صالح محفوظ بافطيم" بذوراً فائقة الجودة من البصل، أنتج منها لأول مرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وتعتبر اليمن من أهم البلدان العربية في إنتاج البصل، إذ بلغت كمية إنتاج اليمن حوالي 189.756 ألف طن سنويا في حين تصل مساحة زراعته حوالي 14 ألف هكتار، وفقا لكتاب الإحصاء الزراعي للعام 2018.