في Friday 10 May, 2024

لبنان يبدي تحفظا حيال مبادرة فرنسية للتهدئة مع إسرائيل

كتب : زوايا عربية - وكالات

سلّم لبنان إلى فرنسا رده على مبادرة اقترحتها من أجل وضع حدّ للتصعيد مع إسرائيل، مبديًا تحفظه خصوصًا على انسحاب مقاتلي مليشيا حزب الله لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود، وفق ما أفادت مصادر سياسية ودبلوماسية لوكالة "فرانس برس"، الجمعة 10 مايو 2024.

وحملت باريس إلى الطرفين، في يناير، مبادرة لنزع فتيل التصعيد الحدودي بين لبنان وإسرائيل خشية من توسّعه، من دون إحراز تقدّم.
وتمّ مطلع مايو تعديلها بطلب من لبنان الذي رأى أن النسخة الأولى تتماهى مع الطروحات الإسرائيلية.

وتقترح المبادرة الفرنسية المعدّلة وقف الأعمال العدائية من الطرفين، وانسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائه لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود، وفق مسؤولين لبنانيين.

كما تنصّ على ضمان حرية حركة قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، والسماح لها بتسيير دوريات في منطقة عملياتها من دون أي قيود، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وعديده.

ومنذ اليوم الذي أعقب بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدًا في وتيرة الهجمات.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس": "سلّم الجانب اللبناني ردّه مطلع الأسبوع، وتضمّن ملاحظاته على مسألة انسحاب المجموعات المسلحة والتعاون مع اليونيفيل والتطبيق الكامل للقرار 1701"، الذي ينص على حصر الانتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني واليونيفيل.

وأفاد مسؤول لبناني، رفض الكشف عن هويته، أنه تمت "صياغة الرد اللبناني بالتنسيق مع حزب الله"، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.

وقال مسؤول لبناني آخر، تحفّظ عن ذكر هويته لـ"فرانس برس"، إن "اعتراض" لبنان تمحور بالدرجة الأولى حول انسحاب مقاتلي حزب الله لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود، وعلى تمتع قوات اليونيفيل "بحرية الحركة" وتسيير دورياتها من دون تنسيق مع الجيش اللبناني.

وأكد مصدر مقرّب من حزب الله، أن الأخير "اعترض على هاتين النقطتين".

ميدانيًّا، قُتل عنصر من الدفاع المدني في كشافة الرسالة التابعة لحركة أمل، حليفة حزب الله، وعامل صيانة في شركة اتصالات، في غارة إسرائيلية، الجمعة، في جنوب لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن "غارة نفذها الطيران المسير" على بلدة طيرحرفا، بينما كان فريق من شركة "تاتش"، إحدى الشركتين المشغلتين للهاتف الخلوي في لبنان يجري "أعمال الصيانة لإحدى محطات الإرسال في البلدة، بمواكبة من الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية".

وأدى "العدوان الإسرائيلي"، وفق الوكالة، إلى مقتل "عنصر من الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية"، و"فني" من شركة متعهدة أعمال الصيانة لدى "تاتش".

وبحسب الوكالة، فإن الفريق التقني كان قد حصل على "إذن مسبق" من قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) للحضور إلى البلدة وإجراء "الصيانة لأعمدة الإرسال".

ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود بعد اندلاع الحرب على غزة، قتل 402 على الأقل في لبنان، بينهم 262 مقاتلاً من حزب الله و79 مدنيًّا، وفق حصيلة أعدتها وكالة "فرانس برس"، استناداً إلى بيانات رسمية وحزب الله.

وفي الجانب الإسرائيلي، قتل 14 عسكريًّا وتسعة مدنيين، وفق الجيش.