في Monday 22 June, 2020

حرب المنشورات تصعد التوتر بين الكوريتين.. فماذا بعد ؟

كتب : زوايا عربية - متابعات

التوتر بين الكوريتين يتصاعد على نحو يومي، وبخاصة بعدما أقدمت كوريا الشمالية في الـ16 من يونيو الجاري على تفجير مكتب الاتصال قرب الحدود المشتركة، احتجاجاً على منشورات مضادة يطيرها معارضون شماليون هاربون باتجاه بلدهم من أراضي الجارة الجنوبية.

وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية أفادت الإثنين 16 يونيو 2020، بأن كوريا الشمالية أعادت تركيب مكبرات الصوت للحرب الإعلامية ضد الجنوب في مناطق حدودية. يأتي ذلك، في وقت أفادت وسائل الإعلام الرسمية في الشمال بأن بيونغ يانغ تستعد لإرسال نحو 12 مليون منشور دعائي إلى الجنوب بواسطة نحو 3 آلاف بالون.

كما يأتي غداة إرسال مجموعات صغيرة من الجنود للمناطق الحدودية للقيام بإزالة الأحراش وصيانة الطرق، ما يثير المخاوف من إمكان تنفيذها لتهديدها بالقيام بعمل عسكري ضد جارتها.

ولم تذكر وكالة الأنباء موعد إرسال المنشورات، ولكن يبدو أن كوريا الشمالية سترسل المنشورات في غضون بضعة أيام. ويرى البعض أنها سترسل المنشورات يوم 25 يونيو بمناسبة الذكرى السنوية السبعين للحرب الكورية.

وهددت بيونغ يانغ بإرسال منشورات دعائية إلى الجنوب، بعد فشلها في منع المنشقين الشماليين ونشطاء آخرين من إرسال منشورات مناهضة لكوريا الشمالية، على الرغم من اتفاق القمة عام 2018 الذي يحظر مثل هذا النشاط.

منشورات متبادلة

ويوم السبت، أعربت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية عن أسفها إزاء خطة كوريا الشمالية إرسال منشورات، وطالبت بيونغ يانغ بسحب خطتها على الفور، واصفة ذلك بأنه يمثل انتهاكاً لاتفاق القمة بين الكوريتين.

ورفضت جبهة الوحدة لكوريا الشمالية التي تتعامل مع الشؤون بين الكوريين، الطلب، وقالت إنها لا تنوي إلغاء أو تعديل خطة إرسال المنشورات، واصفة اتفاقية القمة بأنها «وثيقة ميتة».

وخلال الأيام الماضية هددت بيونغ يانغ بإعادة نشر قواتها في منطقتي مجمع كيسونغ الصناعي وجبل كومكانغ السياحي، إضافة إلى استعادة مواقع حرس الحدود التي تمت إزالتها بموجب اتفاقية سابقة.

الجيش الكوري الجنوبي حذر من جانبه بلهجة قوية غير معتادة من أنه سيرد بقوة إذا قام الشمال بأي «استفزاز» عسكري.

في حالة حرب

العلاقات بين الكوريتين كانت تجمّدت منذ أشهر عقب فشل قمّة في هانوي بين رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ اون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، بسبب خلاف حول طبيعة التنازلات التي يجب أن تقدّمها كوريا الشمالية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب رسمياً، إذ إن حربهما التي دارت رحاها من عام 1950 إلى عام 1953 انتهت من دون معاهدة سلام. وتشن الكوريتان حملات إطلاق منشورات منذ عشرات السنين ولكنهما اتفقتا على وقف «كل الأعمال العدائية» في اتفاق سلام أُبرم عام 2018.

في 24 مايو، قالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن كيم جونغ أون بحث في اجتماع عسكري مع كبار قادته سبل تعزيز قدرات بيونغ يانغ في مجال «الردع النووي العسكري». وقالت الوكالة إنه خلال اجتماع للجنة العسكرية المركزية برئاسة كيم «عُرضت إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز الردع النووي العسكري للبلاد».

جاء ذلك في حين أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب ناقشت إمكان إجراء تجرية نووية ستكون الأولى من نوعها منذ 1992، في رسالة تحذير لروسيا والصين اللتين يقول مسؤولون أمريكيون إنهما تجريان تجارب نووية بطاقة منخفضة. إلا أن موسكو وبكين نفتا هذه المعلومات.

مأزق

ورأى داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة «آرمز كونترول أسوسييشن»، وهي منظمة غير حزبية تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، أن الخطوة الأمريكية في حال تنفيذها قد تقطع المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ حول ترسانة كوريا الشمالية النووية. ونقلت وكالة فرانس برس عن كيمبال قوله إنه في حال أُجريت التجربة النووية الأمريكية، فإن كيم «قد يشعر بأنه غير ملزم احترام وقف التجارب النووية».

ومنذ عقود تنعكس درجة حرارة علاقات كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة على العلاقات مع جارتها الجنوبية، الأمر الذي يظهر على هذه العلاقات إلى درجة يصعب التكهّن معها بمآل الأمور بينهما.