في Tuesday 30 April, 2019

تركيا تبني جدارا يحيط بعفرين وتعزلها عن سوريا

أعلنت وزارة الإعلام السورية، في بيان لها، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن القوات التركية بدأت في بناء جدار أسمنتي يحيط بمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي مطلع أبريل.
وتضمن بيان الإعلام السورية، “مواصلة لجرائمه بحق السوريين وفي انتهاك جديد للقوانين الدولية بدأت قوات النظام التركي بناء جدار أسمنتي في محيط مدينة عفرين بريف حلب الشمالي لعزلها عن محيطها الجغرافي الطبيعي كجزء لا يتجزأ من الأراضي السورية وتقطيع أوصال المنطقة عن بعضها”.
وأضافت الإعلام، أن هناك خطة عاجلة لبناء نحو 70 كم من الجدار في المنطقة داخل الأراضي السورية مع أبراج المراقبة التي تكون على اتصال مباشر مع نقاط عسكرية للقوات التركية في إدلب القريبة من عفرين.
وفي السياق ذاته، أتمت تركيا بناء 564 كم من الجدار المقرر على طول الحدود مع سوريا على أن يصل طول هذا الجدار إلى 711 كم بعد الانتهاء من القسم المتبقي قرب عفرين التي قامت القوات التركية بطرد أهلها منها وإحلال مجموعات إرهابية مكانها

ولم تشفع أصوات أكراد سوريا المنددة بالجدار في قرية كشتعار، أمام نقطة مراقبة عسكرية تشرف عليها روسيا من التوقف للنظر حول ما خلفه الجدار العازل من تجزئة الأراضي، ولأشجار الزيتون التي تمثل رمزاً للسلام اشتهر بزراعتها تاريخياً أهالي المدينة.
وتؤكد مصادر محلية أهلية أن القوات التركية نفذت عمليات هدم واسع للأراضي مع حراك ينفذه الأتراك في بلدة جلبل، جنوب غربي عفرين بهدف عزلها عن حلب التي تبعد عنها 63 كيلومتراً، وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجدار يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار، ويشكل حلقة فصل عن المحيط السوري.
واعتبرت وفق مصادر سورية مطلعة أنه يُبنى لقواعد عسكرية ونقاط مراقبة ليس هدفها إلا حماية أمنها أمام تحركات أحزاب كردية تصفها بالإرهابية وتهدد أمنها، وأمن حدودها في خطوات احترازية بدأتها بحملة عسكرية إلى جانب قوى عسكرية من المعارضة السورية في مطلع العام 2018 لتسيطر على عدد من البلدات ومنها عفرين.
خطة بناء الجدار العازل تمتد 70 كيلو متراً يحتوي أيضاً على أبراج مراقبة متصلة مع مراكز لقيادة القوات التركية في إدلب، على أن تستكمل تركيا بناءه على طول الحدود التركية السورية ليصل إلى 711 كيلومتراً أنجزت منه 564 كيلومتراً في خطة وصفتها بالسد التركي.
في المقابل، أعلنت العاصمة السورية أن القوات التركية طردت جزءاً من أهالي عفرين بهدف إحلال فصائل تتبع لتركيا وصفتهم بمجموعات إرهابية، متهمة أنقرة بقطع أشجار الزيتون وتشريد الأهالي في عفرين وأغلب قاطنيها من الأكراد السوريين، وأن هدف أنقرة طرد الوحدات الكردية، التي تصنفها أحزاباً إرهابية وعلى صلة بحزب العمال الكردستاني عدو تركيا منذ عقود، بينما تنفي روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف أن يكون أكراد سوريا مصنفين لدى روسيا الاتحادية على قوائم الإرهاب.

وتنفي قوى المعارضة المسلحة وعبر الجيش الوطني، ما وصفته بمزاعم بناء جدار عازل، وأعلنت أن التحرك التركي في هذه المنطقة يهدف إلى إنشاء مواقع أمنية ونقاط للجيش التركي في الوقت الذي يحتفل الائتلاف الوطني السوري المعارض بافتتاح أول مقراته في قرية عياشة، وتتبع لمدينة الراعي في ريف حلب الشمالي.
وفي حين تبرر تركيا هذا التوسع حفاظاً على أمنها ومخاوفها من الهجمات الإرهابية في إشارة إلى الفصائل الكردية المسلحة، يجد مراقبون أنها ذرائع لا تنطلي على السوريين في الشمال منبهين إلى خطورة التمدد التركي، وقالت مصادر كردية محلية أن واقع الحال يتغير في المناطق المسيطر عليها من قبل القوات التركية من حيث تتريك كل شيء بعد عمليات تهجير قسرية للعائلات من المدينة.
وتتشابك معارك المصالح والتفاهمات وحتى التناقضات في الشمال خاصة تلك التي يحضر فيها المكون الكردي الذي يشكل ما نسبته 10 % من السوريين، وعلى الرغم من تخوف المراقبين المحليين هناك من الحرب التي يمكن أن تندلع قريباً، إلا أنهم يجدونها حتمية لاسترجاع الأراضي، بينما العرب السوريون لم يتناسوا أن تركيا احتلت قبل ذلك لواء إسكندرون. وسبق أن شنّت تركيا وفصائل سورية معارضة هجوماً عسكرياً سمته غصن الزيتون العام الماضي.