في Saturday 11 May, 2019

حل جماعة الإخوان الليبية.. خطة إردوغان لتفادي عقوبات واشنطن

أوعزت أنقرة إلى عملائها فى ليبيا بطرح سيناريو حل الجماعة، تفاديا للخسائر الاقتصادية والسياسية التي ستتكبدها أنقرة في حال إدراج واشنطن للجماعة فى قوائم الإرهاب، وسيكون إردوغان ورجال دولته وكل الحكومات التى تتعاون مع إخوان ليبيا عرضة لفرض عقوبات أمريكية، وهو أمر تخشاه تركيا، فى ظل وضعها الاقتصادى المتردى بسبب عقوبات أمريكية سابقة.

لم تدخر أنقرة جهدا لدعم عملائها فى ليبيا، وزودهم بالمقاتلين والأسلحة، ووفرت لها دعما أوروبيا، عبر إيطاليا، بعد تهديدها بموجات الهجرة غير الشرعية، ونزوح اللاجئين إلى شواطئها، والضغط على فرنسا لتغيير موقفها من حكومة الوفاق، والتعاون مع الاستخبارات البريطانية لرعاية المسلحين غرب ليبيا.

خطة تركيا لحماية أتباعها في ليبيا، وتأمين استثماراتها ونفوذها فى البلد العربى، أطلقها القيادي الإخواني ورئيس المجلس الأعلى للدولة بحكومة الوفاق خالد المشرى، عندما أعاد الحديث عن استقالته، تمهيدا لحل جماعة الإخوان الليبية.

المشرى خرج على قناة الجزيرة القطرية، في لقاء خاص أمس الخميس، قال فيه، إن حكومة الوفاق تسعى بكل قوتها للحصول على السلاح من تركيا خلال الفترة المقبلة.

وكشف المشري عن اتجاه لحل جماعة الإخوان المسلمين، وأنه ممن يدعمون هذا الاتجاه، وقال خلال اللقاء إن حكومة الوفاق (المعترف بها دوليًا) وصلتها تطمينات من جميع الدول، قُبيل هجوم المشير خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.

وأوضح أن الحكومة أخبرت المجتمع الدولى بأن الهجوم الذى يقوده المشير خليفة حفتر، لتحرير العاصمة طرابلس، والغرب الليبي، الذي يقطنه 70% من السكان، يشكل كارثة، خاصة وأن التشكيل الأكبر من الجيش وترسانته موجود في هذه المنطقة، وقال إن حكومة الوفاق ستتولى الدفاع عن نفسها، بعدما أسماه انتهاك بعض الدول قرار منع تصدير السلاح إلى ليبيا.

جاء ذلك بعد أيام من لقاء جمع المشري بالرئيس التركى في أنقرة، وتصريح إردوغان خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي الـ28 لحزب العدالة والتنمية، في أنقرة، بمد حكومة الوفاق بكل أشكال الدعم، والوقوف إلى جانبها، حتى لو كان المقابل "خسارة تركيا لكل إمكانياتها".

وقالت "روسيا اليوم" إن اللقاء بين المشري وإردوغان أحاطه الكثير من السرية والتكتم، ولم تذكر الرئاسة التركية أية تفاصيل حول المناقشات الثنائية، مكتفية بالإشارة إلى أنه جرى في قصر بيلاربي باسطنبول.

لكن إردوغان خرج بعد اللقاء، وصرح بأن تركيا ستقف بقوة إلى جانب أشقائها الليبيين، كما فعلت في السابق، وأنها ستستنفر كل إمكانياتها لإفشال مساعي تحويل ليبيا إلى سورية جديدة، حسب ما أوردت وكالة الأناضول.

وكان الناطق باسم حكومة الوفاق الوطني، مهند يونس أعلن الأسبوع الماضي، أن طرابلس فعّلت اتفاقيات قديمة مع أنقرة حول التعاون العسكري بينهما، وطلبت من تركيا ودول أخرى داعمة لها أمورا جديدة، دون تفاصيل أو تسمية تلك البلدان.

وأضاف المسؤول الليبي أن حكومة الوفاق لم تدخر جهدا في التواصل مع دول داعمة، لمساعدتها في صد هجوم قوات المشير حفتر على طرابلس.

توجيه تركيا لخالد المشري بإعلان حل جماعة الإخوان يتزامن مع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعيها إلى إصدار قرار رسمي بإدراج الجماعة كمنظمة إرهابية، وهو ما يمثل ضربة قاصمة للجماعات المتطرفة التي تأويها تركيا، وتبث سمومها ضد الدول العربية من تركيا.

تستضيف أنقرة قنوات فضائية موالية لجماعات الإخوان في مصر وليبيا وسورية، تخصص ساعات بثها للتحريض على العنف والإرهاب وبث رسائل لخلاياها النائمة.

سارا ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قالت في تصريحات لبي بي سي " إن الرئيس ترامب تشاور مع فريقه للأمن الوطني، وزعماء المنطقة الذين يشاركونه القلق"، وعن ضم الجماعة إلي قائمة التنظيمات الإرهابية، قالت "يأخذ مساره داخل الدوائر الداخلية لصنع القرار".

ضم الإخوان لقائمة الجماعات الإرهابية يتيح للمسؤولين الأمريكيين فرض عقوبات على أي شخص أو جماعة على صلة بها.