في Tuesday 4 August, 2020

تركيا أصبحت مصيدة الاستخبارات الإيرانية للإيقاع بالمعارضين..

«الرعد».. تعيد تاريخ جرائم إيران بحق المعارضين إلى الواجه

المعارض الإيراني جمشيد شارمهد
كتب : زوايا عربية - متابعات

أعلنت وكالة أنباء التلفزيون الإيراني في 1 أغسطس 2020، اعتقال جمشيد شارمهد المتحدث الرسمي باسم الجمعية الملكية أو ما تعرف بـ "الرعد" ، وهو معارض كان يعيش في الولايات المتحدة، دون أن توضح كواليس اعتقاله.

وبث التلفزيون الحكومي لاحقا شريط فيديو أدعى أنه جزء من اعترافات المعارض شارمهد، وظهر وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي في برنامج إخباري لشرح تفاصيل اعتقاله بواسطة ما وصفها بخطة معقدة في إيران، على حد قوله.

الجدير بالذكر أن جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني استخدم نفس الأدبيات بعد إعلان اعتقال الصحفي المعارض المقيم في فرنسا روح الله زم (حكم عليه بالإعدام الشهر الماضي)، وزعم أن زم اعتقل داخل البلاد.

وسرعان ما كذبت حينها مهسا رازاني زوجة روح الله زم إدعاء الحرس الثوري الإيراني بعد بضعة أيام، وأعلنت أن زوجها اختطف في العراق ونشرت صورة لتذكرة طيران من فرنسا.

ويثير حاليا العديد من النشطاء احتمالات اختطاف جمشيد شارمهد بإحدى الدول المجاورة لإيران، حيث يرجحون أن تكون هي تركيا التي تعرف بكونها مصيدة الاستخبارات الإيرانية للإيقاع بالمعارضين.

ويعد اختطاف إيران للمعارضين ليس قضية جديدة، حيث بدأت طهران أولى هذه الإجراءات منذ سيطرة رجال الدين الأصوليين على الحكم بزعامة الخميني عام 1979.

واختطفت إيران، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1988، المعارض أبو الحسن مجتهد زادة عضو منظمة مجاهدي خلق المقيم في تركيا داخل سيارة دبلوماسية.

وحاولت طهران استرداد حوالي 700 ألف شخص إيراني فروا إلى تركيا في أعقاب التطورات الداخلية التي طرأت على البلاد بعد سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، حسب موقع إيران واير المعارض الذي يقع مقره في لندن.

وكشف الموقع المعارض في تقرير له أن عملاء تابعين للنظام الإيراني ارتكبوا جرائم خطف واغتيال بحق آلاف المعارضين الذين كانوا يقيمون في أنقرة.

وأدرجت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا وزير الاستخبارات الإيراني الأسبق علي فلاحيان إلى قائمة العقوبات لسجله في الاغتيال، والخطف، وتنفيذ تصفية جسدية خارج حدود بلاده.

ارتكبت إيران قرابة 360 عملية اغتيال في أكثر من 40 دولة منذ تأسيس النظام الديني المسيطر على الحكم قبل 4 عقود، حسب التقرير.

تم تنفيذ عمليات الاغتيال والهجمات ضد المعارضين الإيرانيين بشكل رئيسي ليس فقط من خلال فيلق القدس، الذراع الخارجي لمليشيا الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات، ولكن أيضا من خلال أطراف ثالثة وعملاء وجماعات بالوكالة مثل مليشيا حزب الله اللبناني.

وأبدت إيران ميلا لاستخدام العصابات الإجرامية وعصابات المخدرات والمجرمين لتنفيذ عمليات الاختطاف والاغتيالات في الخارج، فضلا عن استخدام الموظفين الدبلوماسيين.

وكان اغتيال علي أكبر طباطبائي، الملحق الصحفي والمتحدث باسم السفارة الإيرانية في أمريكا خلال عهد الشاه، في يوليو/ تموز عام 1980 أولى الجرائم من هذا النوع.

قتل طباطبائي بالقرب من العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث كان قاتله شخص أمريكي أسمر البشرة يدعي ديفيد جينكينز اعتنق الإسلام تحت تأثير الطلاب الإيرانيين في الولايات المتحدة وغير اسمه إلى داوود صلاح الدين.

وكان يعمل جينكينز أو صلاح الدين حينها في مكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى الولايات المتحدة، قبل أن يتنكر في أزياء ساعي بريد ويطلق النار على طباطبائي ليسقط قتيلا.

وسافر صلاح الدين إلى إيران بعد تنفيذ هذه المهمة وبعد سنوات لعب دور طبيب في فيلم "رحلة إلى قندهار" من إخراج محسن مخملباف، لكن ارتبط اسمه باختطاف الضابط الفيدرالي الأمريكي السابق روبرت ليفنسون عام 2007.

وجندت إيران كذلك لبناني يسمي أنيس نقاش بهدف قتل شابور بختيار بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو آخر رئيس وزراء لشاه إيران، لكنه فشل في اغتياله.

ويقيم نقاش حاليا في إيران حيث ظهر خلال عدة مناسبات رسمية داخل البلاد، وحدثت حالة مماثلة في واقعة اغتيال عدد من معارضي طهران في ألمانيا المعروفة باسم اغتيال مطعم ميكونوس.

ويعد المتهم الرئيسي في هذه القضية شخص يدعى كاظم دارابي، والذي كان أحد المروجين لسياسات النظام الإيراني في ألمانيا آنذاك، وقد اتُهم دارابي و4 أشخاص لبنانيين آخرين رسميا بالتآمر لتنفيذ غتيال مطعم ميكونوس في عام 1996.

وأصدرت محكمة برلين لاحقاً استدعاء لوزير الاستخبارات الإيراني الأسبق علي فلاحيان، بينما اتهمت المحكمة الاتحادية الألمانية العليا الأخير رسميا بالقتل لأنه اعتبر الضحايا على قائمة الاغتيالات قبل بضعة أيام من مقتلهم.

وحكم على كاظم دارابي بالسجن لدوره في جريمة اغتيال معارضين داخل مطعم ميكونوس، وعاد إلى طهران قبل بضع سنوات حيث استقبله مسؤولون حكوميون.

ونشر دارابي مذكراته العام الماضي، قبل أن تمنحه إيران جائزة أدبية رسمية، وقدم الرئيس الإيراني حسن روحاني الجائزة له شخصيا.

ومن أحدث جرائم الاغتيالات الإيرانية كانت حادثة قتل مسعود مولوي، المنتقد للحكومة الإيرانية المقيم في تركيا عام 2019.

قُبض على خمسة أشخاص على صلة بقتل مولوي في أنقرة، لكن الخطة برمتها نُسبت إلى مسؤولين في إيران.

ويحاكم أسد الله أسدي، السكرتير الثالث للسفارة الإيرانية في النمسا، أمام إحدى المحاكم البلجيكية لاتهامه رسميا بمحاولة تفجير تجمع للإيرانيين المعارضين في باريس قبل عامين.

وفي السنوات الأخيرة، استخدم عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية المجرمين الذين يعيشون داخل تركيا أو حتى الإيرانيين الذين خففت عقوباتهم بالسجن بشرط التعاون مع وزارة الاستخبارات لخطف واغتيال المعارضين في تركيا.