في Monday 20 May, 2019

تركيا تتحدى المجتمع الدولي وترسل شحنة أسلحة للإرهابيين في طرابلس

يظهر تصاعد الأزمة في ليبيا حجم الدور التركي في دعم ميليشيات الإخوان الإرهابية في طرابلس بالعتاد والسلاح وحتى المقاتلين، ما تسبب في زيادة أمد الحرب واتساع دائرة الموت والدمار في البلد العربي المنكوب بمخططات رجب إردوغان، فإصرار الأخير على دعم ميليشيات الإخوان المتداعية في المشهد الليبي، يأتي على الرغم من النجاحات الميدانية لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والذي يتقدم لتحرير طرابلس يومًا بعد يوم.

دفعة كبيرة من الأسلحة والمدرعات العسكرية التركية وصلت على متن سفينة قادمة من تركيا، إلى ميناء طرابلس ظهر اليوم السبت، ونشر ميليشيا "لواء الصمود" الليبي، الذي يقوده الإرهابي الدولي المعروف من مدينة مصراتة، صلاح بادي، صورا وشريط فيديو عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، تظهر لحظة إنزال السفينة لشحنتها من المدرعات (نحو 40 مدرعة)، فيما توعد بالقتال بها ضد قوات الجيش الوطني الليبي.

وتحمل السفينة، التي رفع عليها علم مولدوفا، اسم أمازون، وقد أبحرت، حسب معلومات مواقع مختصة بمتابعة حركة السفن، من ميناء سامسون شمال تركيا في 21 أبريل الماضي، بحسب موقع روسيا اليوم.



وتشبه العربات العسكرية التي تظهرها المقاطع المنشورة، مدرعات تركية من نوع "كيربي" من صناعة شركة "BMC"، التي تتخذ من مدينة سامسون مقرا لها، وتنتج معدات عسكرية للجيش التركي.

مواصفات كيربي

"كيربي" مدرعة تركية ناقلة جنود محلية، متوسطة الحجم، مضادة للألغام، من تصنيع شركة "بي إم سي" التركية، والتي تتخذ من مدينة سامسون التركية مقرًا لها، ويملك صندوق الاستثمار القطري 50 بالمئة من أسهمها.

إجمالي عدد المدرعات التي أنتجتها "بي إم سي" من الطراز نفسه على اختلاف فئاته، بلغ 700 مدرعة، دخلت الخدمة في الجيش التركي عام 2010، منها 468 في خدمة القوات البرية التركية، التي طلبت إنتاج 530 مدرعة أخرى، إضافة إلى 200 لقوات إنفاذ القانون التي بدأت في الحصول على خدمات المدرعة من 2014.

مايو 2015 أعلن عصمت يلماز، وزير الدفاع التركي آنذاك، عن صفقة لبيع 100 عربة مصفحة من طراز "كيربي"، المضادة للألغام، إلى القوات المسلحة التونسية، وبذلك أصبح الجيش التونسي أول زبون للمدرعة خارج حدود تركيا.

بفضل علاقة "العدالة والتنمية" الحاكم بـ "النهضة"، أبرمت الصفقة في 2013 إبان وجود الحركة الإخوانية في سدة الحكم (2011 - 2014).

تركمانستان باتت في أكتوبر 2016 ثاني زبون لتركيا يشتري المدرعة، بفضل الأواصر الإثنية والثقافية والتاريخية التي تجمع بين البلدين، وباستثناء تونس وتركمانستان فشلت أنقرة في تسويق "كيربي" ما يعكس ضعف إمكانياتها قياسًا بنظيراتها في سوق السلاح العالمي.

سرعة المدرعة تبلغ 36 كيلومترا في الساعة، تستوعب طاقمين من القوات 12 فردا بحد أقصى، ومزودة بتقنية الرؤية الليلية، طولها 6 أمتار، وعرضها 2.5 متر وارتفاعها 2.85 متر، ووزنها 16 طنا، وسرعتها القصوى 60 كيلومترًا في الساعة، ويبلغ نطاقها ألف كيلومتر.

تسليحها يتألف من مدفع رشاش عيار 7.62 ملم أو آخر من عيار 12.7 ملم مثبت على السطح العلوي، وهي مجهزة للتزود بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر.

يوجد من "كيربي" ثلاث فئات جميعها رباعية الدفع ومصفحة ومضادة للإلغام وهي: كيربي، وكيربي إيه إم بي، وكيربي 2.




جرائم مستمرة

شحنات الأسلحة التركية، تدخل طرابلس رغم أن ليبيا تخضع لقرار أممي يحظر إدخال السلاح إلى أراضيها لأي طرف، منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي.

وسبق أن نشر موقع "أخبار ليبيا 24" الجمعة الماضي صورا لطائرة مدنية تابعة لشركة الخطوط الإفريقية، كانت تفرغ شحنة أسلحة وذخائر بمطار معتيقية بطرابلس، مرسلة من تركيا إلى ميليشيات غرب ليبيا لمؤازرتهم في الحرب ضد القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر.

نشطاء أشاروا إلى أن الذخائر والأسلحة المحملة في الطائرة وضعت بداخل صناديق ملصق عليها شعار جمعية الهلال الأحمر للإيهام بأن الشحنة عبارة عن مساعدات إنسانية.

"أخبار ليبيا 24" أكد أن جمعية الهلال الأحمر في طرابلس لم تعلن استلام أي معونات إنسانية من أية دولة بعد رصد الشحنة، ولا أحد يعلم أي شيء عن تفريغ الشحنة بعد خروجها من مطار معتيقية.

الجيش الليبي أحبط محاولات تركية كثيرة لإرسال أسلحة للإرهابيين غرب ليبيا خلال الأشهر الماضية، وفي يناير 2018 ضبطت اليونان السفينة التركية "أندروميدا" وجدت على متنها 29 حاوية من المواد المتفجرة فضلًا عن بعض الأسلحة التركية كانت في طريقها إلى إرهابيي ليبيا، كما صادرت سلطات الجمارك الليبية في ديسمبر الماضي شحنة أسلحة تركية في إحدى السفن التي كانت في طريقها إلى طرابلس.

جاء ذلك بعد تصريح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري بأن المخابرات التركية تخطط لنقل إرهابيين من سورية إلى ليبيا، وأن تركيا تستعد لنقل الأسلحة الخطيرة إلى ليبيا خلال الأيام المقبلة.

وتشير عدة حوادث في السنوات الأخيرة إلى أن تركيا تقوم بتزويد العناصر الإسلامية في ليبيا بالأسلحة في انتهاك واضح للحظر الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على شحنات الأسلحة إلى الدولة التي مزقتها الحرب.

ومع تقدم الجيش الوطني الليبي للقضاء على بؤر الإرهاب والسعي لإعادة الوحدة للبلاد بدأت تتضح العلاقة الوثيقة لتركيا فيما يجري على الأرض الليبية من صراعات.

فالسلاح التركي الذي سبق وتم ضبطه عدة مرات في الموانئ الليبية كان ولا يزال مطلوبا خاصة من طرف مجموعة الوفاق التي تسيطر على العاصمة طرابلس وما حولها وهو ما عبر عنه مسؤول ليبي رفيع بشكل علني.

إذ قال ما يعرف رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا خالد المشري، إن حكومة الوفاق الوطني ستسعى بكل قوتها للحصول على السلاح من تركيا، وذلك في ظل الصراع مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على عاصمة البلاد طرابلس.