في Friday 22 February, 2019

موريتانيا تحاصر مصادر تمويل الأرهاب وتقضى على الأيدي القطرية

الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز

أشاد خبراء ومحللون بخطوة السلطات الأمنية الموريتانية الأخيرة المتمثلة في غلق مؤسستين جديدتين يديرهما تنظيم الإخوان الإرهابي، معتبرين أن التحرك الجديد يزيد من حالة الضغط على التنظيم الذي يشهد العديد من الصراعات الداخلية والانشقاقات.

وأضاف الخبراء أن استعانة التنظيم بالتمويلات المشبوهة لتمويل أجنداته الداخلية تمثل أكبر خطر على أمن موريتانيا واستقرارها، محذرين من استغلال التنظيم للنشاط الخيري لتمويل أنشطة مشبوهة.


وقامت السلطات الموريتانية بأغلاق ، مقرين لمؤسستين إخوانيتين بالعاصمة نواكشوط، على خلفية وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل، وأوجه الصرف".

وداهمت الشرطة الموريتانية كلاً من مؤسسة "الخير للتنمية"، وفرع "الندوة العالمية للشباب الإسلامي"، الإخوانيتين، وعمدت إلى إغلاق المقرين وسحب ترخيصهما، وفق مصادر أمنية".

ويأتي إغلاق المؤسستين في إطار الحملة التي دشنتها الحكومة الموريتانية ضد مؤسسات الإخوان الإرهابية منذ سبتمبر الماضي، على خلفية وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل وأوجه الصرف"، بحسب الناطق باسم الحكومة حينها محمد الأمين ولد الشيخ.


ضغط يؤدي إلى الانهيار


المحلل السياسي الموريتاني والخبير في الشؤون الأمنية محمد فاضل، كان قد صرح : "إن خطوة غلق المؤسستين التابعتين للإخوان تأتي في سياق عمل (متدرج ومدروس) يستهدف المؤسسات التي تمثل نافذة لتهريب التمويلات الخارجية (المشبوهة) للجماعة في الداخل".

وأضاف فاضل أن من شأن استمرار حملة القضاء على مصادر تمويل "الإخوان" زيادة الضغط على حزبهم (تواصل)، الذي يعتمد فقط على استخدام هذه التمويلات الخارجية المشبوهة في الحفاظ على تماسكه.

وأشار الخبير الموريتاني إلى أن تأثيرات العملية بدأت تظهر من خلال "تهاوي" أركان هذا الحزب، وتفاقم حدة الصراعات بين قياداته، مؤكدا أن استمرار هذا "الضغط المالي" ضد الحركة سيقود إلى انهيارها سريعا.

وقال فاضل أن العملية تأتي في سياق جهود بدأت قبل أشهر لتجفيف منابع التمويل السياسي لحزب "إخوان" موريتانيا الذي يستعين بهذه الأموال في حملاته الانتخابية.

وبين أن السلطات العمومية عاقدة العزم على وقف استخدام "الأنشطة الخيرية"، لزيادة نفوذ الجماعات ذات الأجندات الأمنية الخطيرة على استقرار البلد، (في إشارة إلى تنظيم الإخوان) على حد وصفه.

واعتبر أنه من "المريب" أن يكون أغلب هذه "الجمعيات" تدار وتسير من طرف قادة بارزين في حزب "إخوان" موريتانيا، معتبرا أن هذا يتنافى مع العمل السياسي الطبيعي، مستنتجا أن هذا السلوك يدخل في إطار استغلال الجماعة للدين لتحقيق مصالحها الدنيوية المحضة.

تجفيف منابع الإرهاب وتمويل قطر


وصرح الكاتب الصحفي والمدون الموريتاني صلاح الدين نافع في تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك" بأن ثمن خطوة السلطات الأخيرة ضد الإخوان، من شأنها "استئصال جذور التطرف والإرهاب قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة"، مشيرا إلى أن "التنظيم بدأ يهتز من الداخل".

وصرح نافع في تدوينة أخرى تعليقا على غلق السلطات الموريتانية للمؤسستين الإخوانيتين أن ما يتم جمعه في الخارج من أموال من طرف الإخوان باسم المحتاجين والفقراء "يذهب إلى سبيل الإخوان وحزبهم".

وأكد أن جماعة الإخوان "يمتهنون مآسي الناس لنفخ البطون ويتسولون باسمهم، فيما تذهب معظم تلك الأموال في أدراج أجندات خطيرة تهدد الاستقرار والسلم الأهلي".


وقام الناشط السياسي محمد الأمين بألقاء الضوء على الدعم القطري لتمرير تمويلات بملايين الدولارات نحو الجماعة، مبيناً أن هذه الأموال يتم "تبييضها" من خلال صرفها في تمويل محلات تجارية وجامعات ومراكز ثقافية ومدنية يديرها عناصر الجماعة لتمرير أجنداتهم الخطيرة.

وحذر الأمين من خطورة هذه الجماعة، معتبرا أنه من غير المستغرب في حالة التغاضي عنها أن يصبح لديها تنظيم أمني تصرف عليه من خلال هذه الأموال.


وجاء إغلاق المؤسستين الجديدتين بعد أقل من شهر على تشريع الحكومة لقانون مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال الذي يستهدف تعزيز منظومة محاربة الإرهاب عبر سد منافذ التمويل إلى جانب الآليات العسكرية والأمنية.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز قد أكد أن بلاده وقفت بحزم في وجه من وصفهم بـ"المتاجرين بالدين الذين يستغلون الإسلام سياسيا لأغراض شخصية مشبوهة"، في إشارة إلى الحملة التي شنتها السلطات ضد تنظيم الإخوان الإرهابي.