في Saturday 25 May, 2019

"ظريف" في العراق لإجراء محادثات سرية.. والمالكي يصدر بيانا لمجاملة إيران

التقارب العراقي الايراني يظهر بقوة هذه الفترة، خاصة عقب التوترات التي صاحبت التهديدات الأمريكية بشن حرب ضخمة ضد إيران في الشرق الأوسط، مما يؤكد أن الإدارة العراقية الحالية تخالف الإجماع العربي على ضرورة وقف الخطر الإيراني عند حد واضح، بعد سنوات من التدخل في المنطقة وإغراقها في الفوضى.

ذكرت صحيفة روسيا اليوم أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وصل مساء السبت إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة تستمر ليوم واحد.

وقال مصدر حكومي عراقي قوله إن "ظريف يحمل معه ملفا خاصا بالأزمة الإيرانية الأمريكية، وكيف يمكن للعراق أن يلعب دورا في تهدئة الأوضاع".

وبين أن "ظريف سينقل من خلال المسؤولين العراقيين رسالة إلى الولايات المتحدة بخصوص عدم رغبتها بالحرب".

من جهتها قالت وكالة أنباء "فارس" إن وزير الخارجية الإيراني وصل إلى العاصمة العراقية للقاء المسؤولين العراقيين على رأسهم وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم.

وأضافت أنه من المقرر أن يناقش محمد جواد ظريف مع المسؤولين العراقيين التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية.

هذا، وكان من المقرر أن يزور ظريف بغداد يوم 24 مايو لكن رحلته تأجلت بسبب جدول أعماله.

وتأتي زيارة ظريف إلى بغداد في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين إيران والولايات المتحدة توترا غير مسبوق منذ سنوات على خلفية السياسة المشددة التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب تجاه الجمهورية الإسلامية.

واستقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على مأدبة إفطار مساء السبت.

وقالت مصادر إن المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والمسؤولين العراقيين خيمت عليها السرية.

وذكرت المصادر المقربة من مركز القرار أن زيارة ظريف جاءت لمعرفة موقف العراق من الأزمة بين واشنطن وطهران، فضلا عن مقترحات قدمها الجانب العراقي إلى الإيراني بهدف نزع فتيل الأزمة بين البلدين.

وبينت المصادر ذاتها أن الحكومة العراقية حثت الجانب الإيراني على الالتزام بشروط الاتفاق النووي بهدف تهدئة التوتر.

وبعد وصول ظريف إلى العراق بساعات قليلة قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، اليوم السبت، إن لغة الحياد لم تعد مقبولة، في إشارة إلى التوتر الأمريكي الإيراني.

وذكر بيان لمكتب المالكي أن "الأخير استقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، كما تم التطرق إلى التحديات التي تواجهها المنطقة في ظل الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية".

ونقل البيان عن المالكي قوله إن "المنطقة تواجه تحديات كبيرة ويجب السعي للتهدئة وإبعاد لغة التصعيد والتلويح باستخدام القوة، ونأمل أن تنجح مساعي العراق في إنهاء حدة التوتر القائمة بين واشنطن وطهران".

وأَضاف أن "إعلان إيران على لسان قادتها أنها لا تريد الحرب يلزم الجميع أن يقف بوجه التصعيد وأن لغة الحياد لم تعد مقبولة إنما الموقف الرافض للطرف الذي يريدها".

ودعا المالكي الذي يرأس ائتلاف دولة القانون إلى "ضرورة تفعيل أداء مجلس النواب والعمل لتشريع القوانين المهمة، وإبعاد مجلس النواب عن المناكفات السياسية، وخلق أجواء إيجابية بين الكتل النيابية وتنسيق عال لإصدار القوانين التي تهم المواطن وتلبي طموحاته".