في Tuesday 26 February, 2019

حرب التصريحات بين الولايات المتحدة وروسيا تنذر بحرب نووية

صورة أرشيفية

وسط حالة من التوتر بين روسيا و الولايات المتحدة نشر التلفزيون الرسمي الروسي قائمة منشآت أميركية قد تستهدفها موسكو في حال اتخاذ قرار بشن ضربة نووية، مشيرا إلى صاروخ سرعته تفوق سرعة الصوت سيكون قادرا على ضرب الأهداف الأميركية في أقل من خمس دقائق.

وقد شملت هذه الأهداف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والمنتجع الرئاسي في كامب ديفيد بولاية ميريلاند.

وبث التلفزيون الروسي هذا التقرير، غير المعتاد حتى بالمعايير الروسية التي تتسم أحيانا بالعداء، بعد أيام من تهديد الرئيس فلاديمير بوتن بالرد على أي نشر للأسلحة النووية متوسطة المدى في أوروبا.

وفي التقرير، عرض ديمتري كيسيليوف مقدم برنامج "فيستي نديلي" الإخباري الأسبوعي الرئيسي في التلفزيون الروسي، خريطة للولايات المتحدة محدد عليها العديد من الأهداف، قال إن موسكو تريد ضربها إذا نشبت حرب نووية.

ووصف المذيع المقرب من الكرملين الأهداف بأنها "مراكز قيادة عسكرية أو مقرات رئاسية أميركية"، مشيرا إلى أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قادرة على الوصول لتلك الأهداف في أقل من خمس دقائق إذا انطلقت من غواصات روسية.

وصرح كيسيليوف: "في الوقت الراهن لا نوجه تهديدا لأحد، لكن إذا جرى مثل هذا النشر (للصواريخ) سيكون ردنا فوريا".


وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد صرح قبل أيام بأن الجيش الروسي لن يستهدف فقط الدول التي تُنشر فيها الصواريخ النووية المتوسطة، بل سيطال الأمر الولايات المتحدة نفسها.

وجاء تهديد بوتن، إثر انسحاب الولايات المتحدة المؤقت من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المبرمة عام 1987، بسبب ما قالت إنها انتهاكات روسية، لكن موسكو نفت ذلك.

وبينما توعد الرئيس الروسي بنشر صواريخ نووية سرعتها تفوق سرعة الصوت على متن غواصات قرب المياه الإقليمية للولايات المتحدة، في حال ارتكبت واشنطن "حماقة "، قال مسؤولون أميركيون إنه لا يوجد في الوقت الراهن أمر لنشر مثل تلك الصواريخ في أوروبا، واصفين تحذيرات بوتن بأنها "دعاية تهدف للخداع".


وجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، انتقادات شرسة رداً على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بوضع العواصم الغربية في مرمى الصواريخ الروسية، واصفا تهديده "فارغ" ويستهدف علاقات واشنطن بحلفائها.

وقال بومبيو بأن تهديد بوتن بنشر صواريخ جديدة ضد العواصم الغربية "يهدف إلى إحداث شرخ بين واشنطن وحلفائها".

وقد حذر بوتن الأسبوع الماضي نظيره الأميركي دونالد ترامب من مغبة نشر أية صواريخ جديدة في أوروبا، بعد انهيار معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة المدى، التي أبرمت بين واشنطن وموسكو إبان الحرب الباردة.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأميركية، صرح بومبيو قائلاً إن تصريحات بوتن هي "تهديد فارغ"، وأن الرئيس الروسي يحاول تحويل الانتباه بعيدا عن انتهاكات موسكو للمعاهدة.

ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزير الأميركي قوله: "لقد انتهك الروس المعاهدة.. وحان وقت معرفة كيفية التحرك إلى الأمام وتقديم شيء يمكن للروس قبوله".

وأضاف بومبيو أن "تبجحه (بوتن) يهدف إلى محاولة إقناع العالم ودق إسفين بين الولايات المتحدة وأوروبا في وقت الجميع فيه متحدون".

وأضاف أيضاً: "الأوروبيون يدعمون قرارنا تماما، وسنتحرك إلى الأمام معا لضمان أمن الشعب الأميركي".

وفي وقت سابق من فبراير الجاري، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى، وقالت إن روسيا انتهكت المعاهدة لسنوات عديدة من خلال نشر نظام صاروخي جديد. من جانبها، تصر روسيا على أن نظامها الصاروخي الجديد لا ينتهك المعاهدة.

وقد صرح رئيس حلف شمال الأطلسي، ينز ستولتنبرغ، عدة مرات في الأسابيع الأخيرة أن الحلف لن ينشر أية أسلحة نووية تطلق من البر، ردا على الصواريخ الروسية.