في Wednesday 10 July, 2019

منظومة S- 400 تصل أنقرة خلال ساعات.. والجيش التركي ينشرها على الحدود مع سوريا

عصر أمس الثلاثاء، أكملت روسيا تحميل منظومتها الصاروخية الدفاعية S-400، على متن طائرتين عسكريتين، استعدادا لنقلها إلى تركيا. ثم بدأت بالتحرك نحو القاعدة العسكرية التركية "أكينجي" بـ أنقرة.

ونقلت صحيفة "ملييت" التركية، اليوم الثلاثاء، عن وسائل الإعلام الروسية، أن عملية شحن المنظومة من روسيا إلى تركيا تأخرت ثلاثة أيام، وبدلا من أن تبدأ الخميس الماضي، بدأت الأحد، واكتملت اليوم، ثم أقلعت على متن طائرتين من طراز أنتونوف N-124 عصر اليوم، من قاعدة ميغالوفو الجوية، في مدينة تفير الروسية، في طريقها إلى أنقرة.

لإحتياطات أمنية، تم نقل صواريخ S-400 إلى القاعدة العسكرية في تفير، الخميس الماضي. فيما بدأ الفريق الفني في السفر إلى تركيا قبل نحو أسبوع، حيث وصل 9 خبراء روس، ومن المتوقع أن يستمر أعضاء الفريق في التوافد على تركيا حتى الاثنين المقبل.

وسائل إعلام روسية أكدت أن الصواريخ كان سيتم نقلها بحرا، إلا أنه تم تغيير القرار، ليتم إرسالها عبر طائرات شحن عسكرية مرتبطة بالجيش الروسي، ونشرت مواقع روسية مجموعة من الصور مساء اليوم ونقلتها عنها حسابات شخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تكشف عمليات تحميل المنظومة داخل قاعدة ميغلوفو، ونقلها عبر شوارع المدينة الروسية.

تقرير لموقع المونيتور الأمريكي، اليوم، نقل عن مصادر أمنية تركية هامة قولها إن الشحنة الأولى من المنظومة الروسية تتكون من تسع مركبات ناقلة وناصبة وقاذفة، ورادار للمراقبة الجوية بعيدة المدى، وأنظمة رادار التقاط الهدف والسيطرة على النيران، ووحدة تحكم، ونظام رادار إضافي للتحكم بالنيران. كما أن فريق تقني روسي قد وصل إلى أنقرة بالفعل ليستقبل الشحنة.

ونقلت وكالة "ديميروان"، اليوم، عن مسؤولين توقعاتهم بنشر الصواريخ بالقرب من بلدة "بيراجيك" بولاية شانلي أورفا، جنوب شرق البلاد، على الحدود مع سورية. الوكالة توقعت نشر البطارية الثانية في ولاية مرسين، أو هاطاي، على الحدود السورية أيضا.

واحدة من البطاريات الأربع، وفقا لصحيفة ديكان التركية، سيتم نشرها في قاعدة أكينجي العسكرية في أنقرة، نظرًا لبنيتها التحتية المتطورة وموقعها الاستراتيجي. وهو ما أكده تقرير المونيتور أيضا، حيث ذكر أن جزءا من البطاريات سوف يتم نشره في قاعدة أكينجي العسكرية (التي سميت حديثًا باسم Mürted) في بلدة كهرمان كازان في أنقرة، حسبما كشف مصدر أمني للمونيتور شريطة عدم الكشف عن هويته. وتعد قاعدة أكينجي مناسبة لهبوط طائرات الشحن الروسية التي ستقوم بعمليات التسليم.

الميزة الأهم بالنسبة لقاعدة أكينجي، هي أنها يمكن من خلالها السيطرة بسهولة على أي تحرك يستهدف الانقلاب على إردوغان وحزبه. ووفقًا للتقارير التي تسربت إلى وسائل الإعلام التركية، فقد تم بالفعل تعيين عقيد في القوات الجوية التركية قائدًا لبطارية S-400، وهو الآن في الخدمة في أنقرة. يؤكد هذا التعيين أيضًا التقارير التي أشارت إلى موقع نشر البطارية.

الرئيس التركي اعترف في مارس الماضي بالأسباب الحقيقية لسعيه وراء صفقة الصواريخ الروسية، رابطا بين المنظومة الدفاعية وبين أهدافه في سورية، قائلا: إن "صفقة منظومة دفاع 400-S لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأمن أمريكا أو الناتو أو بمشروع طائرة F-35، وفقا لوكالة الأناضول التركية.

إردوغان أضاف: أسباب إقدام تركيا وإصرارها على إبرام الصفقة "واضحة تماما"، دون أن يحددها، وتابع :"الأمر لا يتعلق بشراء المنظومة الروسية، بل بحرية تحركات تركيا في المنطقة، وعلى رأسها سورية".

لم يخف إردوغان أن صفقة الصواريخ الروسية S-400 هدفها السيطرة على سماء سورية، ما يهدد طائرات الناتو، خاصة الولايات المتحدة، وهو ما لن تسمح به واشنطن.

مجلة "شتيرن" الألمانية، اعتبرت أن شراء تركيا أربع بطاريات S-400 من روسيا، قد يخلق مشكلة عويصة يستعصي حلها على الناتو. موضحة بأن الغرب لا يزال يجهل الميزات التقنية لهذه الصواريخ، بينما حقيقة أن تركيا قد فضلتها على "باتريوت" الأمريكية، يؤكد أن موسكو تمكنت من إقناع أنقرة بأن منظوماتها أكثر فعالية وقادرة على إصابة طائرات الشبح الأمريكية