في Wednesday 10 February, 2021

مسؤول باكستاني: مستعدون للحوار مع الهند حال تهيئة المناخ بكشمير

كتب : زوايا عربية - وكالات

قال مستشار الأمن القومي الباكستاني مؤيد يوسف، إن بلاده مستعدة للحوار مع الهند حال توفر المناخ الملائم لذلك في كشمير.

وفي مقابلة مع الأناضول، أضاف أن بلاده ترى الحوار هو السبيل الوحيد لحل قضية كشمير.

نؤيد السلام
وأكد يوسف تأييد بلاده للسلام مع الهند، إلا أن الأخيرة تسلك نهجا إقصائيا وتوسعيا، وتتحرك من منطلق أيديولوجي هدفه الإضرار بباكستان.

وأوضح أن الهند تتصرف للأسف كـ"قاطع طريق" وأن علاقاتها بجيرانها مثل الصين وبنغلاديش وسريلانكا ونيبال ليست جيدة.

ووفق يوسف، فإن الهند تتبنى دوراً غرضه زعزعة الاستقرار في أفغانستان، وأنها تهدف من ذلك إلى الإضرار أيضا باستقرار وسيادة باكستان.

كشمير تحولت إلى سجن مفتوح
مستشار الأمن القومي الباكستاني، أكد أيضا رغبة بلاده في تحقيق السلام بالمنطقة وأنه "لا يمكن تحقيق الأمن الاقتصادي دون إرساء السلام".

ولفت إلى أن "إقليم كشمير المحتل تحول إلى سجن مفتوح، وأن شعب كشمير لا يُعامل بإنسانية"، مشدداً على ضرورة تغيير ذلك حتى يمكن اتخاذ أي خطوات في سبيل تحقيق السلام.

وأوضح أن باكستان "لا تتحدث عن الحرب أو الاشتباكات المسلحة، بل تطالب فقط بضمان حقوق وأمن سكان كشمير".

وأضاف أن قضية كشمير يجب أن يتم حلها في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بخصوص القضية.

الهند لا ترغب في السلام
وأفاد يوسف، أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أكد أنه منفتح على السلام مع الهند، وأعرب أنه في حال اتخذت الأخيرة خطوة في سبيل تحقيق ذلك، فإن إسلام آباد "ستخطو خطوتين" إلا أن نيودلهي تتخذ آلاف الخطوات "في الاتجاه المعاكس".

وعلق مستشار الأمن القومي الباكستاني على الحملة التي عملت على تشويه صورة بلاده أمام الاتحاد الأوروبي، والتي تم الكشف عنها في تقرير مؤسسة "EU DisinfoLab" المستقلة.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نجحت "DisinfoLab EU" لمراقبة المعلومات المضللة، (مقرها أوروبا)، في الكشف وإفشال حملة عمرها 15 عاما، عملت على تشويه سمعة باكستان وإقليم كشمير في المحافل الدولية.

وفي هذا الصدد، قال يوسف: "رأيتم تقرير مؤسسة DisinfoLab EU، لقد قاموا بإحياء منظمات غير حكومية متوقفة عن العمل، وإعادة نشر محتويات أنتجتها وسائل إعلام مزيفة لتشوية سمعة باكستان في كل الدول. وقاموا بتسجيل هذه المؤسسات المزيفة لدى الأمم المتحدة".

ولفت إلى أن هذا التقرير أعدته مؤسسة مستقلة، ولم يصدر عن باكستان، وأن البرلمان الأوروبي يحقق في الموضوع.

وبيّن أن هذه الحملات أضرت بسمعة باكستان وجعلت من لم يزوروها قبل ذلك يظنون أنها دولة غير آمنة، وأن هناك خطورة في زيارتها إلا أنهم يرون أن الحقيقة عكس ذلك عندما يأتون إلى البلاد.

باكستان نقطة عبور مهمة بقارة آسيا
ومضى يوسف موضحا، أن باكستان تعد نقطة عبور مهمة بين دول غربي وجنوبي قارة آسيا، و"نرغب في تأسيس روابط قوية مع دول وسط آسيا أيضاً".

وأضاف أن دول وسط آسيا تتمتع بموارد طاقة غنية، وإسلام آباد ترغب في قيام هذه الدول باستخدام الموانئ الباكستانية.

5 فبراير يوم التضامن مع كشمير
وأكد يوسف أن قضية كشمير تعد مأساة إنسانية في المقام الأول، وباكستان ستواصل الوقوف إلى جوار سكان كشمير حتى يحصلوا على حق تقرير المصير.

وأضاف أن يوم التضامن مع كشمير في 5 فبراير/ شباط من كل عام، يعد دليلاً على وقوف كل الشعب الباكستاني إلى جوار كشمير ودعمه للقضية، وأن شعبنا يطرح خلافاته السياسية جانباً ويتحد عندما يتعلق الأمر بكشمير.

وذكر أن بلاده تدرك أن حل قضية كشمير لن يأتى بين ليلة وضحاها ولكنها تعرف أيضا أنه لا يزال هناك أمل لحلها.

ووفق المتحدث، فإن هناك العديد من المقالات والتقارير التي تُنشر يومياً عن انتهاكات الهند لحقوق سكان المنطقة، إضافة إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

دعوة لإجراء استفتاء عام
مستشار الأمن القومي الباكستاني، أشار أيضا إلى أن تنفيذ قرارات مجلس الأمن يقع في إطار مسؤوليات الأمم المتحدة، وأن الوضع القائم يمثل خيبة أمل للكشميريين ولكل العالم.

وتابع: "إذا كانت الهند واثقة بتأييد سكان كشمير لها فماذا تنتظر لكي تجري استفتاء شعبيا يحدد سكان الإقليم فيه مصيرهم؟ الهند تعرف جيداً ماذا ستكون نتيجة ذلك الاستفتاء، لذلك لا تقدم على مثل هذه الخطوة".

قرارات مخالفة للقوانين الدولية
وشدد يوسف على أن قرار الهند بالسماح للأجانب بتملك أراض في كشمير مخالف للقوانين الدولية، ويؤدي إلى إحداث تغيرات ديموغرافية في المنطقة.

ورأى أن الحكومة الهندية تزج بالمنطقة في صراعات من أجل تحقيق مكاسب في الانتخابات.

وأكد ضرورة ألا تفهم الحاجة إلى طرف ثالث يقوم بدور الوسيط على أنها ضعف من باكستان.

وأردف: "يجب أن يأتي العالم الغربي ويضغط على الهند كي تفعل الصواب.. فنحن لا نملك قوة للضغط على الهند وكذلك الهند لا تملك قوة الضغط على باكستان. . هناك حاجة لطرف ثالث وسيط".

الخطوات الأحادية تضر باتفاقية شِملا
ونوه يوسف إلى أن باكستان التزمت دائما ببنود اتفاقية شِملا الموقعة بين البلدين عام 1972، التي تنص على أن يلتزم الطرفان بتسوية خلافاتهما من خلال المفاوضات الثنائية.

واستدرك أن الهند أظهرت للعالم بعد 5 أغسطس/ آب 2019، أنها اتخذت وستواصل اتخاذ خطوات أحادية فيما يخص قضية كشمير.

واعتبر أن هذه الخطوات الأحادية الجانب تضر بالاتفاقية.

العلاقات التركية ـ الباكستانية ـ الأذربيجانية
وبخصوص الاجتماع الذي جمع وزراء خارجية تركيا وباكستان وأذربيجان في إسلام آباد، منتصف الشهر الماضي، قال يوسف إن الاجتماع كان مفيداً وإن الأطراف الثلاثة اتفقوا على تطوير العلاقات فيما بينهم أكثر.

وأشار إلى أن إسلام آباد وأنقرة وباكو تربطها علاقات متينة، وأن تركيا وباكستان وقفتا إلى جوار أذربيجان في قضية قره باغ.