في Monday 23 September, 2019

نتنياهو يلتقي جانتس لأول مرة وخلافات بشأن حكومة وحدة

في محاولة للتوافق حول الحكومة الإسرائيلية المقبلة، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى منذ الانتخابات، مع رئيس المعارضة وزعيم حزب"أزرق أبيض" بيني جانتس.

وبادر الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين للدعوة إلى هذا اللقاء وشارك فيه أيضاً لبعض الوقت، قبل أن ينسحب مفسحاً المجال لمحادثات منفردة بين نتنياهو وجانتس.

وجاءت دعوة ريفلين لهذا اللقاء بعد استكماله المشاورات مع الأحزاب الفائزة في الانتخابات، قبل اتخاذه القرار حول عضو الكنيست الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة القادمة.

وفي إشارة إلى المعضلة التي يواجهها قال مكتب الرئيس الإسرائيلي في بيان: "في نهاية المشاورات، تلقى الرئيس ريفلين توصيات من 55 من أعضاء الكنيست بتكليف رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة، وأوصى 54 نائباً برلمانياً بتكليف زعيم (أزرق أبيض) عضو الكنيست بيني جانتس بتشكيل الحكومة.

ولفت إلى أن 11 من أعضاء الكنيست لم يوصوا بمرشح بعينه لتشكيل الحكومة.


وفاز تحالف "أزرق أبيض" بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات الثلاثاء، وحصل على 33 مقعداً من أصل 120 مقعداً في البرلمان، بينما حل الليكود في المركز الثاني بـ31 مقعداً.

وكان من المتوقع أن يحصل جانتس على أكبر عدد من التوصيات لولا رفض حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن ينضم إلى أعضاء الكنيست العرب الآخرين بالتوصية بجانتس.

ولحزب التجمع الوطني الديمقراطي 3 من أصل 13 مقعداً فازت بها القائمة المشتركة التي تضم أربعة أحزاب عربية.

وبعد أن أوصى 10 أعضاء كنيست عرب فقط بجانتس، فإن نتنياهو أصبح الحاصل على أكبر عدد من التوصيات، ما قد يقطع الطريق على فرصة جانتس بأن يكون الأول الذي يحاول تشكيل الحكومة.

ولم يخف الرئيس الإسرائيلي في أكثر من مناسبة خلال الأسبوعين الماضيين الحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتفادي إمكانية التوجه إلى انتخابات ثالثة هذا العام بعد انتخابات أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول.

ورأى زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض برئاسة أفيغدور ليبرمان أن الخلاف ما بين جانتس ونتنياهو هي حول من سيترأس الحكومة أولاً في حال الاتفاق على تناوب في رئاسة الحكومة بينهما.


وقالت المحطة الإخبارية الإسرائيلية (13): "يتطلع ريفلين إلى التوسط في اتفاق لتقاسم السلطة بين نتنياهو وجانتس، الذي سيشمل تناوباً في منصب رئيس الوزراء".

ولكنها استدركت أن هناك عقبات قائمة وقالت: "يطالب كل من جانتس ونتنياهو بأن يكون أول رئيس للوزراء لفترة عامين قبل تسليم الحكم لخصمه".

وأضافت أن جانتس يطالب بأن يكون الأول لأن حزبه فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، فيما أن نتنياهو، من ناحية أخرى، يطالب بأن يكون أول من يرأس الحكومة من أجل تفادي توجيه الاتهام له بقضايا فساد.

ورجحت محطات التلفزة الإسرائيلية ألا يسارع ريفلين في تحديد هوية عضو الكنيست المكلف بتشكيل الحكومة، لإفساح المجال أمام نتنياهو وجانتس للتوصل إلى اتفاق حكومة وحدة.

وتبدو فرص نتنياهو وجانتس في تشكيل حكومة متساوية، إذ إن كلاهما غير قادر، وفق المعطيات الحالية، على تشكيل حكومة تحظى بثقة 61 عضواً على الأقل من أعضاء الكنيست.

وفي حال إخفاقهما بتشكيل حكومة أو الانضمام معاً إلى حكومة وحدة وطنية فإن الخيار الأخير هو التوجه مجدداً إلى انتخابات.

ويبدو أن الرئيس الإسرائيلي نجح في إقناع نتنياهو وجانتس لبحث جدي في مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وجاء في بيان مشترك صدر عن نتنياهو وجانتس في ختام الاجتماع: "بعد نداء الرئيس، ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب أزرق أبيض بيني جانتس طرق تعزيز وحدة إسرائيل، واتفقا على أن يجتمع قادة الحزبين غدًا."

وحسب البيان، فقد دعا الرئيس الاثنين إلى اجتماع آخر مساء الأربعاء في مقر إقامته، معتبرا أن "اللقاء فرصة جيدة نحو الوحدة."

وقال ريفلين إنه اتخذ خطوة مهمة هذه الليلة، والتحدي الأول هو بناء قناة حوار مباشر للثقة بين الطرفين.