في Tuesday 8 June, 2021

«ذا تايمز»: بايدن يكرر أخطاء سلفه أوباما في السياسة الخارجية

كتب : زوايا عربية - متابعات

تناول الكاتب إدوارد لوكاس في مقال بصحيفة "ذا تايمز" البريطانية السياسة الخارجية للرئيس الأميركي جو بايدن، معتبراً أنه يكرر أخطاء سلفه الديمقراطي باراك أوباما، ومشيراً إلى إن استرضاء ألمانيا وتحييد روسيا وأعطاء الأولوية للصين، هي أمثلة على أجندة بايدن الخارجية.

عرقلت العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشييد الأنبوب. لكنه أغضب الألمان الذي رأوا في الضغط الأمريكي، عجرفة أو ما هو أسوأ من ذلك، مصلحة ذاتية وهذا الشهر، سيزور الرئيس الأمريكي بريطانيا لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كورنول، ويلتقي زعماء حلف شمال الأطلسي في بروكسل ثم يتوجه إلى سويسرا لعقد الأجتماع الأول وجهاً لوجه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن لوكاس يلفت إلى أن الأفعال الأمريكية تروي قصة أخرى. فبوتين ليس لديه ما يخشاه، لأن أوروبا مياه راكدة، والمساهمة الأكبر التي يمكن الحلفاء أن يقدموها هي عدم صرف القوة والإنتباه الأمريكيين عن المسألة الوجودية المتمثلة في تقييد قوة الصين.


وقبل أربعة أشهر فقط، كان الوضع يبدو مختلفاً. لقد أمضى الديمقراطيون أربعة أعوام يوجهون الإنتقادات بشكل متواصل للكرملين بسبب تدخلاته وسوء سلوكه.

وجاء بايدن إلى البيت الأبيض من أجل إعادة إطلاق التحالف الأطلسي كجزء من إئتلاف عالمي للتعامل مع التهديد الذي تشكله الصين. لكن خيبة الأمل هي السائدة حالياً، إذ إن رد الفعل الأوروبي كان واهناً. وفوجئ صانعو القرار الأمريكي عندما علموا بأن الإتحاد الأوروبي تحركه مناورات بلا فائدة وتهيمن عليه فيتوات المترددين وتظلله مواقف الدول الأكبر فيه. وهناك حفنة من حلفاء القارة الأوروبية الذين تزدهر علاقاتهم مع الولايات المتحدة، ولا سيما دول الشمال والبلطيق، هم على الهامش إلى جانب بريطانيا، بينما هناك حلفاء مثل اليابان والهند وأوستراليا معنيون بدرجة أكبر.

والإشارة الأكثر دلالة على هذا الإتجاه هو القرار الأمريكي برفع العقوبات المتعلقة بخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، الذي يكاد يكتمل، والذي بلغت كلفته 11 مليار دولار، ويمر عبر بحر البلطيق بهدف ضخ الغاز الطبيعي مباشرة من روسيا إلى ألمانيا، متجاوزاً أوكرانيا.

وعرقلت العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشييد الأنبوب. لكنه أغضب الألمان الذي رأوا في الضغط الأمريكي، عجرفة أو ما هو أسوأ من ذلك، مصلحة ذاتية، لأن صادرات أمريكا من الغاز الطبيعي المسال هي التي ستستفيد من فشل المشروع. ووالثقل الإقتصادي لألمانيا يجعل منها حليفاً مهماً في التوازن مع الصين. ويرقى هذا إلى ما هو أهم من القلق الذي تبديه أوروبا الشرقية حيال روسيا.

ويرى لوكاس أن الحسابات باردة وخاطئة. وتقول السياسية الألمانية عن حزب الخضر فرانسيسكا براتنر إن " الشركات الألمانية عادت مجدداً ولسوء الحظ لتحدد السياسة الأمنية عبر الأطلسي". ويشعر حزبها، على عكس نظيره البريطاني، بحساسية شديدة حيال روسيا والصين ويريد إلغاء نورد ستريم2.