في Sunday 20 October, 2019

سوريا.. تركيا تستخدم أسلحة محرمة دوليا وتستمر في خرق الهدنة

قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي تمثل الأكراد، الأحد، أنالقوات التركية والفصائل الموالية لها تواصلخرق اتفاق وقف إطلاق النار، واستهداف المدنيين، وإدخال قوات عسكرية إلى مدينة "رأس العين".

وقالت الإدارة إنه "خلال ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار المؤقت بين قوات سوريا الديمقراطية والجانب التركي بوساطة أمريكية، لم تتوقف آلة القتل التركية ومرتزقتها عن شن الهجمات العسكرية على قواتنا".

وأضافت في بيان لها، أن 25 من مقاتليها استشهدوا وأصيب 17 بجراح، تزامن مع ارتكاب القوات التركية لأفظع الانتهاكات بحق المدنيين في مدينة سري كانييه "رأس العين".

وأوضح البيان أن 17 شهيداً من الأكراد سقطوا "نتيجة القصف التركي الهمجي على المدينة خلال فترة إيقاف إطلاق النار فقط، حيث تم الكشف أيضاً عن عشرات الجثث المدفونة تحت الأنقاض".

وكشفت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن ورود حالات من داخل مدينة رأس العين ممن أصيبوا بحروق خطيرة ناجمة عن استعمال أسلحة محرمة دولياً كالفوسفور الأبيض.

وتابع البيان: "كما يستمر الاحتلال التركي بإدخال قواتٍ عسكرية إلى المدينة في خرقٍ واضح لبنود الاتفاق على وقف إطلاق النار المؤقت".

واتهمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قوات الجيش التركي مع و"مرتزقته" بارتكاب جرائم تصفية للمدنيين، بالإضافة للخطف والابتزاز ونهب الممتلكات.

واعتبر البيان ذلك بمثابة "تكرارٍ واضح لمشهد ما حصل في عفرين وكافة الانتهاكات والجرائم التي لا تزال ترتكب هناك حتى يومنا هذا في تغاضٍ واضح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مسؤولة عن متابعة عملية وقف إطلاق النار، كونها القوة الضامنة بين الطرفين".

ومنذ 2017، بسطت تركيا نفوذها على جزء من الحدود السورية–التركية، بين جرابلس شرقا وأعزاز غربا ومدينة الباب جنوبا، وامتدت الأطماع التركية نحو عفرين بشن عملية عسكرية في 19 يناير/كانون الثاني 2018، وعرفت باسم "غصن الزيتون" وانتهت باحتلال عفرين منتصف مارس/آذار 2018 وتهجير أكثر من 130 ألف سوري، وتسكين نازحين من الغوطة الشرقية ودوما وحماة وحمص بدلا منهم في عفرين.

وقال أكراد سوريا: "إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كشعب وكإدارة، نتابع باستغراب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تؤكد بأن عملية وقف إطلاق النار المؤقت تسير بنجاح وبالتزام من قبل الجانب التركي به، في حين نحن نؤكد أن تركيا ومرتزقتها لم تلتزم مطلقاً بهذا الاتفاق وانتهكته مراراً وتكراراً".

وانتقدت الإدارة الذاتية تصريح ترامب الأخير بأنه تم إسكان الأكراد في مناطق جديدة، معتبرا أن ذلك "يفتح المجال أمام التطهير العرقي الذي يهدف الأتراك له، لأن المدنيين الذين نزحوا من بيوتهم من مدينتي سري كانيه "رأس العين" وكري سبي "تل أبيض" وقراها يجب أن يعودوا وبضمانات دولية وأن تكون هذه المنطقة تحت حماية دولية".

وحذرت من تنفيذ تركيا إبادة بحق الأكراد، داعية واشنطن أن تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه هذا الأمر.

ودعا بيان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المجتمع الدولي للضغط على الجانب التركي بضرورة سحب قواته من المناطق التي احتلها.

كما دعت المجتمع الدولي لإرسال قوات دولية لحماية المدنيين من كافة أشكال الانتهاكات، مؤكدة أن "الدولة التي تستخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد شعبنا لا يمكن أن تكون مشرفة على هذه المنطقة".

كما طالبت بلجنة فورية للتحقيق باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وللتحقيق في جرائم التصفية والإعدامات الميدانية بحق المدنيين.

وأعلنت واشنطن وأنقرة، مساء الخميس، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرق سوريا يمتد لـ120 ساعة، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به تركيا.

وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.

وقوبل الهجوم بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.

وأسفر التدخل العسكري التركي في الشمال السوري، الأسبوع الماضي، عن فرار 785 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي من الأجانب المعتقلين في مخيم عين عيسى.