في Wednesday 14 July, 2021

انتخاب رئيس جديد لـ «الائتلاف السوري المعارض» يثير ردود فعل متباينة

سالم المسلط
كتب : زوايا عربية - متابعات

أثار انتخاب سالم المسلط رئيساً عاشراً لـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، خلفاً للرئيس السابق نصر الحريري، ردود فعل واسعة ومتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر ناشطون أن "المسلط" مجرد أداة لتنفيذ الأجندة التركية في سوريا، فيما نظر إليه آخرون كشخصية جديدة ستُحدث حراكاً حيوياً في مسيرة الائتلاف بعد عشر سنوات من عمر الأزمة السورية.

وينحدر سالم المسلط، الذي كان فوزه متوقعاً بحسب مراقبين، من خلفية عشائرية، فهو يترأس ”مجلس القبائل والعشائر السورية“، وانتُخب بحصوله على 71 صوتا من إجمالي 81 صوتا، خلال انتخابات الهيئة العامة للائتلاف، التي بدأت في اسطنبول يوم الاثنين وتستمر حتى اليوم الأربعاء، فيما تم انتخاب هيثم رحمة أمينا عاما للائتلاف، وعبد الأحد اصطيفو وربا حبوش نائبين للرئيس، ويُنتظر أن يسمي "المجلس الوطني الكردي" (أحد مكونات الائتلاف) النائب الثالث، بحسب بيان صادر عن الائتلاف.

وينظر مراقبون سوريون إلى انتخاب المسلط من منطلق تحقيق الغايات السياسية التركية، وكونه ينتمي إلى محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، ويتمتع بشعبية كبيرة بين العشائر في تلك المنطقة التي تشهد اشتباكات شبه دائمة بين الجيش التركي وقوات سوريا الديمقراطية، حيث تراهن أنقرة على الرئيس الجديد للائتلاف من أجل استقطاب عشائر المحافظة على حدودها مع سوريا في معركتها مع الأكراد، في الوقت الذي يعتبر فيه موالون للمعارضة أن المسلط ”شخصية توافقية“ ستنال قبول جميع الأطراف السورية.

وفي هذا الإطار، ينظر ناشطون سوريون إلى انتخاب المسلط لرئاسة الائتلاف كـ ”مسرحية انتخابية“، منوهين إلى الدور التركي الرئيسي في تعيينات وانتخابات الائتلاف المعارض في سوريا، حيث كتب الناشط مصطفى عبدي في صفحته على ”فيسبوك“: ”تركيا تعين سالم المسلط رئيسا للائتلاف عوضا عن نصر الحريري الذي لا تنفعه كل خدماته لتركيا التي رمته كما ورق الكلينكس.. منصب نائب الرئيس المطوب باسم حكيم بشار ترك شاغرا حتى الآن رغم الانتهاء فصول مسرحية الانتخابات، لدراسة جدوى خدماته أو استبداله“.

في المقابل دعا بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي المسلط إلى العمل الجاد من أجل إحداث ما أسموه ”حراكا وفعلا سياسيا مختلفا“. ونشر الناشط السوري ”عمر“ في صفحته على ”تويتر“ قائلاً: ”كل التوفيق للشيخ #سالم_المسلط (أبو عبد العزيز) بعد انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني السوري.. نتمنى أن يكون هناك تجديد وحراك وفعل سياسي مختلف يرتقي لمستوى الثورة والتضحيات التي قدمتها“.

وفي الطرف الموالي للمعارضة، امتدح ناشطون المسلط من وجهات نظرهم، مشيرين إلى شعبية الرئيس الجديد للائتلاف في الداخل وعلاقاته في الخارج، حيث كتب الناشط السوري أبو معاوية سراقب في صفحته على ”تويتر“: ”رئيس الائتلاف الجديد الشيخ سالم المسلط يتمتع بشعبية جيدة وسمعة حسنة وقبول بين شريحة لا بأس بها من أطياف المعارضة في الخارج والفصائل في الداخل، ومما عرف عنه النزاهة ونظافة اليد“.

لكن ناشطين آخرين ربطوا بين رئاسة الائتلاف الجديدة وملف احتلال مدينة عفرين السورية من قبل تركيا، منوهين إلى دور جماعة ”الإخوان المسلمين“ وتأثيرها في قرارات الائتلاف المعارض وعلاقة ذلك بتركيا في نهاية المطاف، حيث قال الناشط السوري إبراهيم حيدر في صفحته على ”فيسبوك“: ”السيد سالم المسلط الرئيس الجديد للائتلاف السوري الإخواني المدعوم تركياً يسقط في أول امتحان له حول مدينة عفرين المحتلة تركياً وإخوانياً..“.

والمسلط من مواليد محافظة الحسكة عام 1959، وحاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وأتم دراسته في الولايات المتحدة، وكان عضوا في الهيئة العليا للمفاوضات وناطقا باسمها في محادثات جنيف التي جرت بين النظام والمعارضة بين عامي 2016 و2017.