في Saturday 17 July, 2021

روسيا: لا خطر من استيلاء «طالبان» على السلطة بأفغانستان

زامير كابولوف
كتب : زوايا عربية - وكالات

أعرب مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف عن قلق بلاده إزاء تصاعد حدة الأعمال العدائية في البلاد، قائلاً إننا "نعتقد أن حركة "طالبان" لا تسعى للاستيلاء على السلطة".

وأضاف كابولوف، في مقابلة مع "الأناضول" نشرت اليوم السبت 17 يوليو 2021، أن "أكثر الاشتباكات نشاطًا تحدث في المقاطعات الشمالية المتاخمة لدول آسيا الوسطى الحليفة والشريكة لروسيا".

وأردف أنه "ليس هناك خطر من استيلاء حركة "طالبان" على السلطة ".

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "الاشتباكات تحدث بشكل رئيسي في المناطق الريفية، وأن المدن لا تتعرض للهجوم، على الرغم من أنها تدخل في حصار مشدد".

وأكد أن "هدف طالبان هو تعزيز موقفهم قبل بدء مفاوضات السلام".

وتابع المسؤول الروسي أن "طالبان" تدرك العواقب السلبية لسيناريو استخدام العنف للوصول إلى السلطة، وبالتالي فهي غير مهتمة بتنفيذه"، مشيراً إلى أن الحركة "أكدت مراراً، من خلال المفاوضات بما في ذلك اتصالاتها معنا، عزمها على تحقيق المصالحة".

وأضاف: "اتخذت موسكو خطوات لمنع انتشار النشاطات القتالية من أفغانستان إلى الدول المجاورة، وناقشنا هذه المسألة مباشرة مع طالبان خلال زيارتهم لموسكو".

وفي معرض تعليقه على فكرة النشر الموقت للقوات الأمريكية في دول آسيا الوسطى، قال إن "عملية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان يجب ألا تتحول إلى نقل البنية التحتية العسكرية الأمريكية إلى الدول المجاورة".

ورأى أن "مهمة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، التي استمرت 20 عاماً، أثبتت أن وجود القواعد العسكرية الأمريكية لا يساهم في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، وعلى حد علمنا، فإن دول المنطقة الأخرى تحتفظ بموقف مماثل".

وأضاف كابولوف أن "الوضع في أفغانستان يتطور بشكل ديناميكي للغاية، وموسكو مستعدة - باعتبارها لاعبا ناشطا - لاستضافة لقاءات بين الأفغان بهدف تعزيز محادثات السلام".

وقال: "لا نستبعد عقد اجتماعات في موسكو بالمستقبل القريب، لا سيما في إطار" الترويكا الموسعة" الخاصة بأفغانستان (التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان)".

و"دول الترويكا" مصطلح سياسي يشير إلى اجتماع ثلاث دول على رأي سياسي واحد تجاه قضية معينّة، تيمّنا بالعربة التي تجرّها ثلاثة أحصنة.

أمن مطار كابل
وحول السيناريو المحتمل لإرسال تركيا مهمة عسكرية بهدف حراسة المطار الدولي في كابل، قال الدبلوماسي الروسي إن "مثل هذا الاتفاق تم التوصل إليه بين أنقرة وواشنطن من دون مراعاة رأي حكومة كابل".

وأضاف أن "وجود وحدة عسكرية تركية بعد انتهاء انسحاب القوات الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان يتعارض مع بنود اتفاق الولايات المتحدة وطالبان المبرم في 29 فبراير/ شباط 2020 في الدوحة".

واختتم المسؤول الروسي حديثه قائلاً إن "هذا يعني أنه سيتعين على تركيا تسوية مسألة إشراك جيشها في حماية مطار كابل بطريقة ما مع السلطات الأفغانية وطالبان".

وتصاعد مستوى العنف في أفغانستان، منذ مطلع مايو/ أيار الماضي، مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية بأمر من الرئيس جو بايدن في أبريل/ نيسان الماضي، المقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل.

ومؤخرا، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن عملية سحب القوات الأمريكية ستكتمل بنسبة 90 بالمئة بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.

وأواخر يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها بحثت مع وفد أمريكي مجالات التعاون بخصوص تشغيل "مطار حامد كرزاي الدولي".

وحينها، قالت الوزارة، في بيان، إن الجانبين بحثا مجالات التعاون حول تشغيل المطار، بعد انتهاء مهمة "الدعم الحازم" لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/ أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" ، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة.

وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.