لبنان.. لحريري يتقدم باقتراح لرفع الحصانات عن الجميع

في خضم الاستشارات النيابية غير الملزمة، اتجهت الأنظار اليوم الثلاثاء 27 يوليو 2021، نحو رئيس "كتلة المستقبل" سعد الحريري الذي أطل على اللبنانيين في مؤتمر صحافي لافت ومفاجئ في توقيته.

بلهجة صارمة وتعابير وجه غاضبة، تحدث الحريري عن كلّ ما يحكى عن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وقال"على الصعيد الشخصي أنا إبن شهيد وأعرف ما الذي تعنيه خسارة الأب وجريمة المرفأ أعادتنا إلى مشهد 14 شباط فلا يزايد أحد علينا ونحن كتلة شهداء 14 آذار".

وتابع "كتلة المستقبل هي كتلة فريق الحماية التي استشهد مع الرئيس رفيق الحريري، كتلة باسل فليحان ووليد عيدو وابنه خالد، وكتلة وسام الحسن ووسام عيد ومحمد شطح. أين قضية كل هؤلاء الشهداء من العدالة بلبنان ومن القضاء اللبناني".

ورأى الحريري أن "هناك جهات متخصصة بتزوير التاريخ ويعملون ليلا نهارا للقول ان نواب المستقبل تخلوا عن الحقيقة والعدالة، ووقعوا عريضة نيابية ضدّ رفع الحصانة"، مشددًا على أن "هذا الكلام قمة التضليل، وقمة التزوير، وقمة الكذب".

وتابع "سأقرأ سطر واحد من هذه العريضة: "لأجلِ ذلكَ نتقدم بطلب اتهام، وبالتالي الاذن بالملاحقة امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء".

وأضاف "في لبنان هناك دستور وهناك قوانين، وليس سعد الحريري الذي وضعها ولا كتلة نواب المستقبل، كل القوى السياسية من الإنتداب إلى الإستقلال حتى اليوم شاركت بوضع الدستور وتعديلاته وشاركت بوضع القوانين.

وأكد الحريري "لَمَنْ في دستور بيقول: أنو رئيس الجمهورية عليه حصانة وما بيتحاكم إذا أهمل، مش سعد الحريري يللي حط النص الدستوري. ولَمَنْ في دستور بيقول: أنو رئيس الحكومة والوزراء بيتحاكموا إذا أخلّوا بواجباتن أمام المجلس الأعلى، مش سعد الحريري يللي حطو لهيدا النص".

مضيفًا "ولَمَنْ في قانون بيقول: أنو القضاة ما فيك تحَاكِمُنْ أمام المحقق العدلي ولا أمام المجلس العدلي وبدك تحولن على محكمة خاصة، كمان مش سعد الحريري يللي حطو لهيدا النص".

وشدد "نحن أمام نصوص دستورية وأمام نصوص قانونية، مجبورون أن نطبقها إذا بقيت موجودة، وفي النهاية النتيجة من يريد أن يطبق الدستور والقوانين لا يريد الحقيقة ولا أحد يزايد على سعد الحريري في هذه القصة".

ورفض الحريري المزايدات في قضية انفجار المرفأ وقال "أنا نائب عن بيروت ومدينتي التي تدمرت، والذين استهشدوا هم أهلي "فالله يرضى عليكم بلا مزيادة ونحن إم الصبي ".

وأردف "عندما سعد الحريري، ورؤساء الحكومات السابقين، وكتلة المستقبل طالبوا بتحقيق دولي بهدف إسقاط كل الحصانات، "راحوا وقفوا ضدنا وَخَوّنونا".

وكشف الحريري عن الحلّ للوصول للحقيقة وقال"أنا اليوم أتيت لأقدم لكم الحل الوحيد لنصل للحقيقة، طالما التحقيق الدولي لا يريدون أن يسيروا به، نحن ما زلنا نصّر عليه".

واعتبر أن "هذه القضية إذا بقيت مثل ما هي اليوم، تسير وفقاً للقوانين وللدستور، ستصبح أمام 3 محاكم: المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، المجلس العدلي، محكمة التمييز الخاصة بالقضاة، فهل يجوز هذا الأمر!".

ودعا الحريري الجميع لمواكبته في اقتراحه بالقول "قررت اليوم أنا وكتلة المستقبل، أن نضع العالم كله أمام مسؤولياته وضميره وأخلاقه، ومن يريد الحقيقة من دون مزايدات "يتفضّل يمشي معنا باقتراحنا".

وتابع "القرار الإستثنائي الذي يجب أخذه. هو اقتراح: "تعليق كل المواد الدستورية والقانونية يللي بتعطي حصانة أو أصول خاصة بالمحاكمات، لرئيس الجمهورية، ولرئيس الحكومة، وللوزراء، وللنواب، وللقضاة، وللموظفين وحتى للمحامين".

وختم الحريري "أمام حجم هذه الجريمة يستحق منا أهالي الشهداء والضحايا والجرحى، وبيروت التي تدمرت، ان نقدّم كلنا تضحيات ونرفع الحصانات عن الجميع لنصل للحقيقة".