في Tuesday 31 August, 2021

وسط انهيار اقتصادي

«فاينانشال تايمز»: الجوع يطارد أفغانستان ومخاوف من كارثة إنسانية

كتب : زوايا عربية - وكالات

قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن أفغانستان تواجه انهيارا اقتصاديا في أعقاب سيطرة حركة طالبان على الأوضاع، مع انهيار الحكومة الأفغانية واكتمال انسحاب القوات الأمريكية، بعد 20 عاما من الحرب“، في ظل مخاوف من حدوث كارثة إنسانية في أفغانستان.

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن ”ارتفاع أسعار السلع الضرورية، مثل الدقيق وزيت الطهو، والوقود.. لا يتم دفع الأجور.. وتُرى طوابير من المواطنين الأفغان أمام البنوك وأجهزة الصرف الآلية، من أجل الحصول على النقود“.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ”منذ سيطرة طالبان على أفغانستان منتصف الشهر الجاري، فإن الأفغان يعانون الانهيار الاقتصادي، حيث يقول محللون وجماعات المساعدات إنه يمكن أن يتحول سريعا إلى انهيار مالي، وانتشار الجوع في جميع أنحاء الدولة“.

وبينت الصحيفة، أن ”الدولة التي لا تملك شواطئ، وتعتمد على الاستيراد منعزلة عن العالم، وحدودها مغلقة تقريبا، والحكام الجُدد لا يستطيعون الوصول لاحتياطيات نقدية تم تجميدها في الخارج، تصل قيمتها إلى 9 مليارات دولار“.

وأوضحت الصحيفة، أن ”الدول المانحة مثل الولايات المتحدة، ومنظمات أخرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، توقفت عن تمويل أفغانستان، حيث تمثل المساعدات الدولية أكثر من 40% من إجمالي الناتج المحلي“.

وتراجعت العملة المحلية في أفغانستان بنسبة 10%، مع توقف وصول الشحنات بالدولار الأمريكي، التي كانت تدعم قيمة العملة.

وأشارت إلى ”وجود مؤشرات متزايدة على الإحباط في كابول، حيث خرج متظاهرون بينهم موظفون حكوميون إلى الشوارع؛ للمطالبة بإعادة فتح البنوك، ودفع أجورهم المتوقفة منذ شهور في بعض الحالات“.

ونقلت عن ”جرايم سميث“، الاستشاري البارز في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: ”تعاني أفغانستان من النهاية المفاجئة لحرب اقتصادية بمليارات الدولارات، هناك فجوة عملاقة، وهذا يؤدي إلى بعض الألم“.

وأضافت الصحيفة، أن ”الأفغان يعانون بالفعل من زيادات مثيرة للقلق في الأسعار، مع احتمال حدوث نقص في الأشهر المقبلة.

ومن الممكن أن تتفاقم الأوضاع بسبب موجة جفاف شديدة، من المتوقع أن تقلّص من المعروض من المحاصيل الحيوية مثل القمح“.

وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن ”14 مليون أفغاني أو ثلث السكان يعانون بالفعل من الجوع، وإنه من الصعب ألا يكون هناك أطفال يعانون من سوء التغذية في مستقبل الدولة“.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”جهود طالبان لتقديم صورة أكثر اعتدالا، مما كانت عليه عندما كانت في الحكم لأول مرة منذ العام 1996 إلى 2001، عندما أدارت نظاما قمعيا، منع النساء من العمل، تناقضت مع الأدلة التي تشير إلى ارتكابها جرائم قتل انتقامية وحشية“.

ورأت الصحيفة، أن ”بعض الدعوات الصادرة من الغرب، والتي تطالب بفرض عقوبات على أفغانستان، ستؤدي إلى إلحاق الضرر بالأفغان أنفسهم، بشكل أكبر من طالبان“، بحسب ما أكده ”جرايم سميث“، من مجموعة الأزمات الدولية.

ونقلت عن طالبان قولها إنها ”ستواصل دفع رواتب موظفي الحكومة، لكن كثيرين يشككون في ذلك. كما أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم السماح للنساء بمواصلة العمل، حيث حذرت الأمم المتحدة من صدور أوامر لهن في بعض المقاطعات الأفغانية بعدم مغادرة المنازل“.