في Monday 1 April, 2019

بعد اختطاف الجولان وقصف غزة .. ماذا فعلت إيران لإسرائيل؟

أسبوع ساخن مرت به منطقة الشرق الأوسط، حيث وجهت الولايات المتحدة وإسرائيل، ضربتين حاسمتين للأراضي المحتلة بالوطن العربي في فلسطين وسوريا، حيث اعترفت واشنطن بتبعية الجولان العربية المحتلة إلى إسرائيل 25 مارس الماضي، في وقت أعلنت فيه تل أبيب بدء عملية عسكرية في قطاع غزة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالبيت الأبيض، قبيل التوقيع على قرار الاعتراف الأمريكي: «اليوم أتخذ خطوة تاريخية لتعزيز قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
وتابع: «إسرائيل سيطرت على الجولان عام 1967 للمحافظة على أمنها من التهديدات الخارجية»، مضيفًا أي اتفاق في المستقبل يجب أن يضمن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات التي تأتيها من العراق أو سوريا.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه ركز في مباحثاته مع نتنياهو على المخاطر التي تواجه إسرائيل، مشيرًا للصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة على شمال تل أبيب، وأصاب 7 إسرائيليين.

ولم تكن قضية الجولان هي الوحيدة التي تسببت في سخونة الأجواء بالمنطقة، بل لازمها اعتداءات إسرائيلية على قطاع غزة طوال الأسبوع الماضي، تسببت في مقتل 4 فلسطينيين إلى جانب إصابة نحو 250 فلسطينيا، بينهم 4 وصفت جروحهم بالخطيرة.
وتوعد رئيس وزراء الاحتلال بالرد على الصاروخ الذي أصاب تل أبيب، قائلًا: «سقط صاروخ في شمال تل أبيب. إسرائيل لن تتسامح مع هذا، والآن فإن إسرائيل ترد بقوة».


أين إيران

ورغم خطورة الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان جاء رد فعل إيران التي تسعى دائما للظهور في مربع العداء ضد إسرائيل، وتعتبر من أهم حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد بالمنطقة، باهتا وضعيفا، مما يؤكد أن العداء بين إيران وإسرائيل ليس كما تسوقه وسائل الإعلام الإيرانية وتصريحات المسؤولين الإيرانيين، وأن طهران سوف تسعى لتحقيق مكاسب إقليمية من وراء هذا الاعتراف ولن تتخذ موقفا قويا ضده.
موقع "المونيتور" الأميركي أكد في تقرير نشر منذ أيام، أنّ الموقف "الخجول" الذي اتخذته إيران، "حليفة الرئيس السوري بشار الأسد الأساسية"، من اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل يبدو كما لو أنّه "خطوة مدروسة بهدف مضاعفة مكاسبها الإقليمية".

وفي تقريره، لفت الموقع إلى أنّ التعليق الإيراني الأول صدر في 22 مارس، أي بعد يوم كامل من الاعتراف الأميركي، وجاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ناقلاً عنه "إدانته لقرار ترامب" وقوله: "يُعتبر الجولان جزءاً محتلاً من الأراضي السورية، ولا حل سوى إنهاء الاحتلال". ولفت الموقع إلى أنّ الرد الإيراني الأبرز الأوّل جاء في 26 مارس، على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي قارن الخطوة الأميركية بسلوك "القوى الاستعمارية" ودعا إلى "تعاون إقليمي وثيق أكثر" لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي تحليله، اعتبر الموقع أنّ عوامل داخلية وخارجية تقف وراء "تأخّر" الموقف الإيراني، موضحاً أنّ الحكومة الإيرانية سوف تستغل محاولة واشنطن شرعنة الاحتلال الإسرائيلي للجولان بأن تزوّد حجة إضافية لإبقاء وجودها العسكري في سوريا. ونظراً إلى تعهّد دمشق بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، رجح الموقع أن تتمدد إيران فترة وجودها في سوريا بحجة مواجهة إسرائيل، حتى إن تمت هزيمة جميع المجموعات المسلحة.

في المقابل، استبعد الموقع تماما رداً عسكرياً إيرانياً-سورياً قريباً يستهدف إسرائيل، متوقعاً أن تشجع طهران "تحركات المقاومة" حول المنطقة؛ أي تعريض إسرائيل لضغوطات متزامنة على جبهات مختلفة، لكنها لن تورط نفسها في ضربة عسكرية لإسرائيل حتى لو تشدقت بذلك أمام الرأي العام الدولي.


استخدام غزة

وفي سياق متصل جاء الرد الفعل الإيراني نحو قصف قطاع غزة والاعتداء على مواطنيه ضعيف للغاية، إن لم يكن معدوم.
واعتبر عدد من الخبراء الاستراتيجيين، أن إيران لن تبدي رد فعل قوى نحو ضرب غزة في أي وقت، وذلك لأن اشتعال الحرب فى قطاع غزة يصب فى صالح إيران، خاصة بعد استغلال طهران للهجوم الإسرائيلي على القطاع فى الترويج لأفكارها، مشيرين إلى تصريح قائد قوات التعبئة الإيرانية "الباسيج" العميد محمد رضا نقدى، الذى أكد على استعداد قواته لتحرير القدس حال تلقى الأوامر من قائد الثورة الإيرانية، لكن ما حدث فعليا أن غزة تقصف والقدس أصبحت عاصمة لإسرائيل باعتراف أمريكي، ومع ذلك لم يأمر قائد الثورة الإيرانية بأي شيء.

وقال الدكتور محمد عباس ناجى، خبير بالشأن الإيرانى بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن إيران تتصرف بعقلية براجماتية، بمعنى أنها تتظاهر بأنها تدعم المقاومة وربما تكون تدعمها، لكنها في نفس الوقت تطلب من مصر التدخل في محاولة لخلق توتر بين إسرائيل ومصر، لكن مصر تلتزم بعلاقات هادئة مع إسرائيل، وهو ما لا يريح إيران، لافتا إلى أن فكرة إشعال غزة محاولة لصرف الانتباه عما يحدث فى سوريا ودعم إيران للنظام السورى.

وأكد ناجى، على أن إيران تمارس القوى الناعمة التي تحاول من خلالها أن تزايد على الدول العربية فى مسألة القضية الفلسطينية، وتنفذ إلى الدول من خلال بعض الشعارات التي ترفعها.

ورأى أن إشعال غزة يصب فى مصلحة إيران، ربما رسالة من إيران، مفادها أنها لها نفوذ فى مناطق قريبة من إسرائيل، والهدوء لا يريحها كثيراً فهى تتصرف بعقلية الدولة.

ورأى دكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، أن إيران تتعامل مع فلسطين كنوع من أنواع الضغط، فكلما يزيد الضغط عليها فى الداخل، وتزداد مشاكلها تشغل موضوع فلسطين، بالإضافة إلى الملف السورى أصبح التركيز الآن على غزة.

وأضاف أن أزمة غزة تستغل من كافة الأطراف، وأكد على أننا أمام مزايدة سياسية من إيران التي لم ولن تفعل شيئا للقضية الفلسطينية وغزة