في Wednesday 6 October, 2021

تقرير أمريكي: الحوثي يستخدم الناقلة «صافر» كخط دفاع عسكري عن الحديدة

كتب : زوايا عربية - متابعات

كشف تقرير أمريكي حديث عن استخدام مليشيا الحوثي للخزان النفطي العائم على البحر الأحمر “صافر” خط دفاع عسكري عن مدينة الحديدة في حال أي تقدم للقوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي.

وفتحت مجلة ” New Yorker” الأمريكية ملف الناقلة صافر، في تقرير مطول نشرته أمس، توقع غرق الناقلة صافر المتهالكة، أو اشتعال النيران فيها وانفجارها بما تحمله من كميات كبيرة من النفط في وقت قريب.

أوضح التقرير، الذي نشرته المجلة، أن مشاكل السفينة صافر متعددة ومتشابكة، سواء من حيث قدم عمرها، أو عدم صيانتها منذ انقلاب مليشيا الحوثي في عام 2014. وقبل الحرب الحوثية المدمرة كان يعمل على صيانة الخزان العائم طاقم مكون من 50 شخصا. كما تنفق الشركة اليمنية لاستكشاف وإنتاج النفط، 20 مليون دولار سنويا لصيانته.

وأشار التقرير، إلى عرقلة قيادة الحوثيين مساعي أممية وجهات دولية لتفتيش السفينة أو تفريغ نفطها، مع تزايد خطر وقوع الكارثة كل يوم.

وذكر التقرير أن هيكل الناقلة أصبح يعمل بكفاءة قليلة، ولا يوجد فيه تكييف للهواء أو تهوية تحت سطح السفينة. حيث درجة الحرارة الداخلية على متن السفينة غالبا تتجاوز 120 درجة. وتتم مراقبتها من قبل مسلحين من ميليشيا الحوثي، التي تسيطر الآن على المنطقة التي توجد فيها السفينة.

كما بيّن التقرير، أن الوقود من الغلايات البخارية، قد نفذ منها في عام 2017 والغلايات هي قلب الناقلة، لأنها تولد الطاقة والبخار اللازمين لتشغيل الأنظمة الحيوية فيها. وحاليا يوفر مولدان يعملان بالديزل على سطح السفينة الكهرباء لتلبية الاحتياجات الأساسية. لكن العمليات الحاسمة التي يقودها نظام الغلاية قد توقفت.


وأوضح، أن العمليات الحاسمة التي يقودها نظام الغلايات قد توقفت، حيث يتم ضخ الغازات الخاملة في الخزانات التي يتم فيها تخزين النفط الخام، لتحييد الهيدروكربونات القابلة للاشتعال التي تطفو فوق النفط. ويصبح إجراءً شائعا للسلامة.

وتطرق التقرير، إلى سبعينيات من القرن الماضي، حيث انفجرت الناقلات بشكل مفاجئ في كثير من الأحيان، وكان لذلك عواقب مميتة. ففي ديسمبر، 1969، انفجرت ثلاثة منها في غضون سبعة عشر يوما، ما أسفر عن مقتل أربعة رجال.
وقال: منذ أن توقفت الغلايات الموجودة على متن صافر عن العمل، أصبحت السفينة عبارة عن صندوق مشتعل، فهي معرضة لأي شرارة كهربائية ثابتة أو طلقة سلاح، وحتى عقب سيجارة.

وبحسب التقرير، يعتقد بعض المراقبين أن الحوثيين زرعوا ألغاما في المياه حول الخزان صافر. مثل ما تم تفخيخ العديد من المناطق الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين بهذه الطريقة. وأن لا أحد يعرف مواقع المتفجرات التي تحيط بالسفينة. وبحسب مصادر في رأس عيسى، الميناء الأقرب للسفينة، فإن الخبير الحوثي المسؤول عن زرع الألغام في المنطقة قد قُتل.

وتابع: “بالنظر إلى هذه المخاوف، من اللافت للنظر أن العديد من خبراء سلامة الناقلات وموظفي صافر السابقين قلقون بشأن غرق السفينة أكثر من قلقهم من انفجارها. فهيكلها الفولاذي يتآكل، وكذلك العديد من الأنابيب والصمامات. في العام الماضي، اضطر الطاقم إلى إجراء إصلاحات طارئة لأنبوب متصدع يسرب مياه البحر إلى غرفة المحرك؛ وتم تجنب الغرق بصعوبة”.

كما يورد التقرير، سيناريوهان، في حال سقطت السفينة صافر، الأول: أن تتحرر من مراسيها وتتحطم على الصخور الساحلية، فيما الثاني: تفكُّك هيكلها الضعيف. وفي كلتا الحالتين، فإن ناقلة عملاقة متحللة تقطعت بها السبل في منطقة الحرب اليمنية، ولديها أكثر من مليون برميل من النفط على متنها، في حال غرقت أو انفجرت قد يموت الآلاف.

كما يشير التقرير، إلى أن الناقلة صافر لا تهدد النظم البيئية للبحر الأحمر فحسب، بل تهدد أيضا حياة الملايين من الناس. فقد يؤدي الانسكاب الكبير إلى إغلاق ممر الشحن المزدحم.

ويفيد التقرير، أنه “منذ وقت ليس ببعيد، عملت الشركة البريطانية “ريسكوير”، مع منظمتين غير ربحيتين، عبر تطبيقات الأقمار الصناعية، على توليد توقعات لحكومة المملكة المتحدة تحدد النتائج المحتملة للكارثة التي قد تخلفها صافر، مما يسمح بالتغيرات الموسمية في تيارات البحر الأحمر وأنماط الرياح. وفي أسوأ التوقعات، ستصل كمية كبيرة من النفط إلى مضيق باب المندب النقطة الأضيق- بين جيبوتي، على البر الأفريقي، واليمن.

ويقول، إنه “في كل عام، تمر شحنة كافية عبر المضيق تمثل حوالي 10 في المائة من التجارة العالمية. وقدرت شركة التأمين “أليانز” أنه عندما أغلقت سفينة الحاويات “إيفر جيفن” قناة السويس لمدة أسبوع تقريبًا، في مارس الماضي، كلفت الحادثة حوالي مليار دولار يوميا. نادرا ما تعبر السفن المياه الملوثة بالنفط ، خاصةً عندما تكون عملية التنظيف جارية، ويمكن أن يتعرض تأمينها للخطر إذا حدث ذلك. قد يستغرق التسرب من صافر شهورا حتى يتم إزالته. قدرت “أكابس” أن التنظيف وحده يمكن أن يكلف عشرين مليار دولار”.