في Saturday 21 December, 2019

الأمم المتحدة: معارك إدلب السورية تجبر الآلاف على النزوح

قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن تصعيد القصف في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على النزوحمنذ مطلع الأسبوع.


وأورد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في بيان، أن هذا النزوح تزامن مع تكثيف قوات الجيش السوري وحليفه روسيا وتيرة غاراتهما على المنطقة مستهدفين التنظيمات الإرهابية.

وأضاف البيان أنه على ضوء "تكثيف الغارات الجوية والقصف منذ 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري في جنوب إدلب، فر عشرات الآلاف من المدنيين من منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي باتجاه الشمال".

وشهد ريف إدلب، الخميس، معارك عنيفة بين الجيش السوري والتنظيمات الإرهابية، على رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وأوقعت أكثر من ثمانين قتيلاً من الطرفين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشاهد مراسل فرانس برس قبل ظهر الجمعة عشرات السيارات والعربات محملة بنازحين فارين من قرى في ريف إدلب الجنوبي جراء الغارات والمعارك العنيفة.

وشنت طائرات سورية وأخرى روسية عشرات الغارات الجمعة على قرى وبلدات عدة في منطقة معرة النعمان.

وبحسب الأمم المتحدة، ينتظر آلاف المدنيين الآخرين توقف القصف والغارات حتى يتمكنوا من الفرار باتجاه مناطق لا يشملها التصعيد.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب التي تؤوي ومحيطها نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً نازحون من مناطق أخرى.

ورغم التوصّل في أغسطس/آب الماضي إلى اتفاق هدنة توقف بموجبه هجوم واسع شنته القوات السورية على مدى 4 أشهر في إدلب، تتعرض المحافظة منذ أسابيع لقصف تشنه طائرات حربية سورية وروسية.

وتسبب الاشتباكات المتقطعة بين القوات السورية والفصائل الإرهابية، بمقتل 250 مدنياً منذ نهاية أغسطس/آب الماضي، بالإضافة إلى مئات المقاتلين من الجانبين، بحسب المرصد.

وكانت الأمم المتحدة قد نددت، الأربعاء الماضي، بتصاعد وتيرة الأعمال القتالية في إدلب.

وقالت المستشارة الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي: "رغم التأكيدات المتكررة أن الأطراف المتقاتلين يقصفون أهدافاً عسكرية مشروعة فقط، تستمر الهجمات على المرافق الصحية والتعليمية".

ودعت إلى "وقف فوري للتصعيد وحثت الأطراف جميعاً على احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الالتزام بضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية".

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد الرئيس بشار الأسد، في زيارة هي الأولى للمحافظة منذ اندلاع النزاع في عام 2011، أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب في سوريا.

وتسبب النزاع الدامي الذي تشهده سوريا منذ عام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.