في Sunday 19 December, 2021

مصادر يمنية تكشف أسباب مغادرة السفير الإيراني صنعاء

حسن إيرلو
كتب : زوايا عربية - وكالات

أكدت مصادر يمنية رفيعة المستوى أن مغادرة السفير الإيراني لدى الحوثيين من صنعاء حسن إيرلو لم تكن بسبب إصابته بفيروس كورونا كما أعلنت طهران على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده.

وكشفت المصادر، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن تصاعد حجم الخسائر في صفوف الحوثيين على جبهات القتال في مأرب، في الأرواح والأسلحة والذخائر، واستمرار الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية في تحرير أجزاء كبيرة من المحافظات والمدن والقرى اليمنية رغم الدعم العسكري والمادي الذي تقدمه طهران، أوجد حالة من القلق والغضب لدى جماعة الحوثي وبخاصة تجاه السفير الإيراني الذي تولى قيادة معارك الحوثيين مع قوات الحكومة اليمنية.

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين كانوا قد وعدوا القيادات القبلية والسياسية والاجتماعية في مناطقهم بأنهم سيسيطرون على مأرب قبل حلول شهر رمضان الماضي، وأنهم تلقوا دعما كبيرا وكافيا من إيران من أبرز مظاهره وجود خبراء عسكريين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

ونسبت المصادر إلى قيادات ميدانية عسكرية يمنية القول "إن عدد القتلى في صفوف الحوثيين ناهز 35 ألف قتيل نتيجة خطط إيرلو وخبراء حزب الله".

وأوضحت المصادر أن تقارير استخباراتية أفادت بإمكانية قيام مظاهرات شعبية كبيرة ضد استمرار وجود السفير الإيراني في صنعاء أو محاولة اغتياله، ما دفع الحكومة الإيرانية وجماعة الحوثي إلى الطلب من سلطنة عمان والعراق التوسط لدى السعودية للسماح برحيل السفير إيرلو.

كما كشفت المصادر أن خلافات بدأت تظهر للعلن بين بعض قادة الحوثيين والسفير كان من أبرزها محاولة السفير إحياء مناسبات لذكرى مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني مطلع العام الجاري، حيث أحجم بعض القيادة الحوثية عن الحضور، إضافة إلى سلبهم حرية اتخاذ أي قرار سياسي أو عسكري، وفرضه على الحوثيين الولاء للمرشد الإيراني وتعلم اللغة الفارسية، وترسيخ الحوثيين امتدادا للحرس الثوري الإيراني خارج إيران.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة الماضية أن إيرلو أقيل من منصبه بسبب توترات مع الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء.

وكان تم الإعلان في تشرين أول/أكتوبر من عام 2020 وصول سفير إيران إلى صنعاء، من دون توضيح تاريخ وصوله الفعلي أو كيفية وصوله.

وأضافت المصادر اليمنية أنه، ونتيجة اتصالات بين الرياض وبغداد ومسقط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وافقت قيادة التحالف على السماح لطائرة عراقية بالهبوط والإقلاع في مطار صنعاء، الخاضع لسيطرة الحوثيين، لنقل السفير إلى البصرة ومن هناك إلى طهران، وهو ما تم بالفعل.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال مساء أمس:"أصيب السيد حسن إيرلو منذ أيام بفيروس كورونا، وهو بحاجة لعناية طبية عاجلة، ونظرا للحاجة إلى العناية الطبية العاجلة قامت وزارة الخارجية باتصالات مع بعض الدول من أجل نقله إلى إيران لتلقي العلاج."

وأشار خطيب زاده إلى أن الاتصالات "أدت في النهاية إلى تهيئة الاستعدادات اللازمة في سبيل انتقال السفير".

وأكدت المصادر، لـ (د.ب.أ)، مقتل خمسة من ضباط الحرس الثوري الإيراني وأربعة من ضباط حزب الله اللبناني في جبهة مأرب، دون أن تعلن جماعة الحوثي عن ذلك بناء على اتفاق مسبق مع قيادات الحرس الثوري وحزب الله .

ودللت المصادر على ذلك بالقول إن تعليمات نشرتها وسائل إعلام لبنانية مؤخرا، أصدرها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تقضي بدفن جثامين قتلى الحزب في اليمن دون إقامة مراسيم عزاء، وحصر تقبل التعازي في أضيق نطاق بعيدا عن وسائل الإعلام.

ومن المعروف أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة الحوثيين وتدعمهم.

وكشفت المصادر أن قوات الشرعية اليمنية بدأت الآن في الإعداد لحملة عسكرية للهجوم على فلول الحوثيين حول مأرب ومن ثم البدء في محاصرة صنعاء.

ونفت المصادر اليمنية صحة ما رددته طهران بأن استدعاء سفيرها لدى اليمن ليخضع للعلاج إثر إصابته بفيروس كورونا، ودللت على ذلك بأن مستشفيات صنعاء لم تسجل أي مراجعة طبية للسفير من أي مرض كما لم تظهر عليه أية أعراض للإصابة بكورونا.

من جهته، أكد مصدر سعودي رفيع المستوى، لـ (د.ب.أ)، أن موافقة حكومة بلاده على رحيل السفير الإيراني "جاءت استجابة وتقديرا لجهود وساطة الأشقاء في سلطنة عمان والعراق، وتأكيدا على النوايا الحسنة للقيادة السعودية لتجنيب الشعب اليمني المزيد من الخسائر المادية والبشرية نتيجة رفض الحوثي الاستجابة لنداءات السلام الإقليمية والدولية ".

وينتمي إيرلو لعائلة كان معظم أفرادها في الحرس الثوري. كما أن إيرلو كان ضابط دفاع جوي وهو المهندس الأساسي للضربات الجوية للحوثيين وهو "خبير أسلحة مضادة للطائرات"، ويعتبر من الضباط الأساسيين في فيلق القدس الذي كان يقوده قاسم سليماني.

وخلال عمله، قام بتدريب عناصر من حزب الله اللبناني في إيران وحتى عناصر ميليشيات عراقية موالية لطهران، وشارك في دعم العديد من العمليات في شبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن وفق بيان سابق لوزارة الخزانة الأمريكية.