في Saturday 25 December, 2021

أولها التحريض.. عقبات على طريق الليبيين بعد تأجيل الانتخابات

كتب : زوايا عربية - متابعات

طالب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، السلطات الليبية بوضع جدول زمني واضح على وجه السرعة لإجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت.

وهذه الدعوة ليست الأولى، حيث حثت 4 دول أوروبية، بجانب واشنطن، في وقت سابق، السلطات الليبية على ضرورة التوافق وإجراء الانتخابات على وجه السرعة، والامتثال لخارطة الطريق المتفق عليها دوليًّا.

وتوالت التحذيرات والدعوات الخارجية، في ظل غضب وسخط عام داخلي، نتيجة إرجاء الموعد الانتخابي الأول في تاريخ الليبيين، إلى الشهر المقبل.

وإزاء هذا الإرجاء أشار خبراء وسياسيون إلى وجود خمس عقبات في المرحلة المقبلة تهدد بنسف المسار السياسي بالكامل.

ويعيش الوسط السياسي في ليبيا حالة من التشرذم، وهنا يقول الباحث السياسي محمد الدوري، إن الأوضاع على الأرض مقلقة، وهناك من يصب الزيت على النار، من أجل إعادة البلاد إلى الفوضى مرة أخرى.

وأضاف الدوري، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حالة التشرذم الحالية يدفع ثمنها المواطن الليبي الذي يعيش حالة من الضبابية حول مستقبله في ظل حالة الفوضى.

وطالب الباحث السياسي جميع القوى السياسية بتحمل مسؤوليتها أمام الوطن والمواطن، وتغليب مصلحة البلاد على أي مصالح شخصية، وتابع قائلًا "لقاء بنغازي الذي جمع عددًا من المرشحين للرئاسة يعد ثمرة أمل في طريق التوافق الوطني، وتغليب مصلحة الوطن والمواطن".

وشدد الدوري على أهمية تطوير تلك اللقاءات البناءة، والعمل على تنفيذ جميع مخرجاتها من أجل حل الأزمة الليبية التي تعاني أيضًا من التدخلات الخارجية، مؤكدًا أن الحل الليبي- الليبي هو المخرج الآمن للبلاد.

والثلاثاء الماضي، وصف الليبيون اللقاء الذي جمع عددًا من المرشحين الرئاسيين، أبرزهم خليفة حفتر وفتحي باشاغا في مدينة بنغازي شرقي البلاد، بـ"بصيص أمل" لهم بعد عقد من الفوضى.

وعقب الاجتماع الذي لقي إشادة واسعة من جانب الشارع الليبي، أعلن المترشحون للانتخابات الرئاسية اتفاقهم على أن المصلحة الوطنية الجامعة فوق كل اعتبار.

وأكدوا استمرار التنسيق والتواصل وتوسيع إطار هذه المبادرة الوطنية لجمع الكلمة، ولم الشمل، واحترام إرادة الليبيين.

يجد الشارع الليبي نفسه أمام التحريض والفتنة، مع كل خطوة نحو الحل السلمي والسياسي، فعقب اجتماع "لمِّ الشمل" الذي عقده عدد من مرشحي الرئاسة، حرَّض المفتي المعزول الصادق الغرياني، ضد اللقاء قائلًا "ما فعلتموه حرام نهى الله عنه، وتوعد أصحابه بالنار"، في استمرار لمسلسل التحريض واستغلال الدين كستار، كما وصفه الخبراء.

وهنا أكد الأكاديمي الليبي، أحمد حمزة، أن تصريح الغرياني لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فهو منذ 17 فبراير 2011 يصدر تصريحاته وفتاويه المسمومة، داعيًا الليبيين للالتفاف حوله لتنفيذ مآرب خبيثة، هدفها الفرقة وسفك الدماء.

وتابع الباحث الليبي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الغرياني "يستغل الدين لتحقيق أهدافه المشبوهة والمدعومة من دول خارجية، لأن دعوته الأخيرة هدفها شقُّ الصف، ومنع أي تسوية سياسة للأزمة الحالية للبلاد".

وأضاف حمزة أن الغرياني، المدعوم من تنظيم الإخوان، يسعى دائما إلى إثارة الفتنة وتضليل الشعب بفتاويه؛ لزعزعة استقرار البلاد وخلق الفوضى، ليستمر النزاع الذي يتغذى عليه التنظيم.

في سياق التحريض، طالب المفتي المعزول، خلال تصريحات إعلامية، بالخروج إلى الشوارع ومنع أي محاولة نحو الاستحقاق الانتخابي، الذي وصفه بـ"الحرام شرعًا".

وأكد الأكاديمي الليبي أن الشارع الليبي يدرك جيدًا الآن من يعمل للمصلحة الوطنية ومن يعمل ضد الوطن، وتابع "التنظيم يخسر كل يوم في الشارع الليبي.. وذلك من خلال بث الفرقة والوقيعة".