في Saturday 11 January, 2020

تقارير تؤكد: صفقة بين طهران وواشنطن بدأت بعد مقتل سليماني

أثيرالجدل مجددا حول الضربة الإيرانية ضدقاعدة عين الأسد الجوية في العراق والتي تضم عناصر من القوات الأمريكية، وعن ما تم تداوله من معلومات حول تسريب إيران موعد الضربة قبل تنفيذها كي تتخذ واشنطن احتياطاتها جيدا وتؤمن قواتها قبل الضربة.

حيث قال تقرير لشبكة "سي إن إن" إن القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق أحيطت علما بوقوع هجوم إيراني وشيك، الأربعاء الماضي، مما منحهم ساعتين ونصف الساعة للجوء بالمخابئ قبل سقوط أول وابل من الصواريخ.

وقال الضباط الأمريكيون خلال الجولة الأولى للصحفيين في القاعدة الجوية إن غالبية القوات جرى نقلها إلى مناطق خارج القاعدة أو إلى المخابئ بحلول الساعة 11:00 مساءً، بالتوقيت المحلي، قبل وقت قصير من بدء نزول أول أربعة صواريخ في تمام الساعة 1:30 من صباح يوم الأربعاء.

استمر الهجوم حوالي ساعتين، واستهدف فقط المناطق الأمريكية من القاعدة الجوية، والتي تشغل حوالي ربع القاعدة العراقية.

وقال الضباط إن الصواريخ سقطت على بعد أمتار قليلة من المخابئ، وهو ما وصفه الضباط بـ"المعجزة، إذ لم تقع أية إصابات في صفوف الجنود في الموقع.

وأوضح الضباط إلى أن القوات كانت على علم بالهجوم على قاعدتهم، لكنهم لم يعرفوا طبيعة الهجوم.

كان الهجوم الإيراني على قاعدة الأسد الجوية واحدًا من هجومين على قواعد عسكرية عراقية تضم قوات أمريكية يوم الأربعاء.

وجاءت ردا على ضربات نفذتهاالولايات المتحدة، يوم 3 يناير الجاري، بأمر من رئيسها، دونالد ترامب، تمثلت في عملية عسكرية جوية قرب مطار بغداد أسفرت عن مقتل سليماني، قائد "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، ونائب قائد "الحشد الشعبي" العراقي، أبو مهدي المهندس، ومرافقيهما.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد اتهم سليماني بالتخطيط لشن "هجمات وشيكة" تستهدف أمريكيين.

وقد ذكر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في وقت سابق أن إيران بعثت برسالة شفهية رسمية للعراق مفادها أن هجومًا "بدأ أو سيبدأ قريبًا" على مواقع عسكرية أمريكية غير محددة.

كما أخبر مصدر دبلوماسي عربي شبكة "سي إن إن" أن العراق قد وجه تحذيرًا مسبقًا إلى الولايات المتحدة بشأن "القواعد التي سيجري قصفها" بعد قيام المسؤولين الإيرانيين بنقل المعلومات.

ونفذ الحرس الثوري الإيراني، ليلة الأربعاء، انتقاما من اغتيال سليماني، هجوما صاروخيا واسعا استهدف القوات الأمريكية في قاعدتي عين الأسد في محافظة الأنبار وحرير في أربيل بالعراق.

ووقعت الضربة الأولى في الساعة 1:34 صباحًا وبعد توقف قصير استمر حوالي 15 دقيقة، بدأ الهجوم التالي، تبعه سقوط وابل من الصواريخ على مدار ساعتين.

عند الفجر، غادر الجنود المخابئ ليكتشفوا حجم الدمار الواسع للقاعدة.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم الصاروخي أدى إلى مقتل 80 جنديا أمريكيا، بينما نفت الولايات المتحدة وجود قتلى بين قواتها، حيث أوضح البنتاغون أن إيران أطلقت 16 صاروخا من 3 مواقع، لكن نظام الإنذار المبكر أتاح تفادي سقوط ضحايا.

وفي سياق متصل تحدث مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، روبيرت أوبراين، عن صفقة محتملة بين واشنطن وطهران بعد مقتل سليماني.

حيث كشف أوبراين أناحتمال خوض إيران مفاوضات مع الولايات المتحدة بات أكبر بعد اغتيال قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني.


وقال أوبراين، في حديث لموقع "Axios"، نشرت مقتطفات منه اليوم السبت: "أعتقد أن فرص الجلوس حول طاولة المفاوضات مع الإيرانيين والتوصل إلى صفقة باتت أكبر بكثير لأن سليماني صار خارج ساحة المعركة".

واعتبر أوبراين أن "الإيرانيين أدركوا أنهم لا يريدون مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وأن حملة الضغوط القصوى لن تنتهي"، مشيرا إلى أن سليماني كان يؤمن بأنه سيتمكن من وقفها عبر التصعيد مع الجانب الأمريكي واستهداف طائراته المسيرة ومنشآت النفط السعودية والاستيلاء على سفن.

وتابع مستشار الأمن القومي الأمريكي: "أعتقد أن هذه القصص انتهت وأن الإيرانيين يتراجعون".

قاعدة عين الأسد أو "القادسية سابقاً" هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وتمثل أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى؛ حيث استخدمها التحالف الدولي ضد "داعش" بين عامي 2014 و 2017. في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض وفرض الهيمنة والسيطرة ضد التنظيم الإرهابي.

وتقع القاعدة في محافظة الأنبار غربي العراق بالقرب من نهر الفرات، بدأ العمل في إنشائها عام 1980 واكتمل بناؤها عام 1987، وكانت لها دور بارز خلال فترة الحرب "العراقية الإيرانية" إلى أن تم استهدافها خلال حرب الخليج، وتتسع لنحو 5 آلاف جندي.

في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار من عام 2003، وضعت أستراليا يدها على القاعدة ثم سلمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو/أيار من العام نفسه.

وفي عام 2011 أعاد الجيش الأمريكي القاعدة إلى العراق مرة أخرى، بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة السابق، باراك أوباما، الانسحاب العسكري من العراق.

ويتمركز في "عين الأسد" حاليا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة، وفي 2014 استعادت القاعدة الجوية أهميتها نظرا لاحتضانها 300 جندي وضابط ومستشار عسكري أمريكي، كما ضمت 18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع "داعش".

وتضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بمقاتلات ومروحيات، وبها أيضا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد زار القاعدة بشكل مفاجئ في 26 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 برفقة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكيين بعيد الميلاد.