في Monday 13 January, 2020

التفاصيل الكاملة لوثيقة المفاوضات الليبية بموسكو.. ودور الإخوان في فشل التقارب

يبدو أن مفاوضات موسكو بين الأطراف الليبية لن تسفر عن شي، رغم المحاولات الحثيثة من جميع الأطراف الدولية والأقليمية لإنجاحها، وذلك بسبب الألغام الاخوانية السياسية التي تواجه البرلمان الليبي والجيش الوطني، وهو ما أكدته مصادر ليبية مطلعة.

وأوضحت المصادر أن مفاوضات موسكو بين الأطراف الليبية مهددة بالفشل بسبب الإخوان، أبرز هذه الألغام هي شرعنة جسد جديد يسمى "برلمان طرابلس"، وذلك لضرب البرلمان الليبي المنتخب.

لغم آخر يضعه الإخوان في طريق المفاوضات، بحسب المصادر، وهو محاولة إحياء جسد استشاري إخواني أو ما يعرف بـ"مجلس الدولة" وهو كيان تم تشكيله وفق اتفاق الصخيرات عام 2015 لمهمات استشارية فقط، ولكن سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي عليه، عبر القيادي في الجماعة خالد المشتري.

وقالت المصادر إن "مجلس الدولة" ليست له صفة ولا وجود إلا بقوة السلاح والميليشيات، ولكنها محاولات إخوانية لتسييد وجهة نظرهم وفرضها على مسودة الاتفاق، دون التطرق إلى مسألة مكافحة الإرهاب وحل الميليشيات ونزع سلاحها بما يعني تحويل ليبيا إلى "لبنان ما قبل اتفاق الطائف".

واعتبرت المصادر، القريبة من المفاوضات أن هذه الالغام إن مرت على مائدة المفاوضات ستؤسس عليها القوى الداعمة للميليشيات والتنظيمات الارهابية للتحكم في مستقبل ليبيا، وهو ما دفع المشير حفتر قائد الجيش الليبي ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للمطالبة بوقتا لدراسة الموقف.

وتضمنت المسودة المقترحة في مفاوضات موسكو بين الليبيين عدة بنود فسرتها مصادر ليبية خاصة بأنها تحمل وجهة النظر الاخوانية التي يمثلها فايز السراج ومجلس الدولة الاستشاري بقيادة الإخواني خالد المشري ومن خلفهم تركيا.

ووفقا للمسودة المقترحة التي يجري التفاوض حولها، علي الطرفين الالتزام بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة.

كما جاء في المسودة، حسب المصادر، أن الجانبيين اتفقا علي تشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة وقف إطلاق النار، كما نصت المسودة علي تجميد إرسال قوات تركية إلي ليبيا في الوقت الحالي، ورقابة دولية من قبل الأمم المتحدة علي وقف إطلاق النار.

كما سيتولى الجيش الوطني الليبي، حسب الوثيقة المقترحة، مهام محاربة الإرهاب بالتنسيق مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، فيما ستخضع المنافذ البرية والبحرية لإشراف دولي، ويتولى الجيش الوطني تأمين مصادر النفط والغاز.

كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أعلن ان المحادثات الليبية في موسكو أحرزت تقدمًا جيدًا ولكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق.

وأضاف لافروف، في بيان صدر عنه، الإثنين، أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر طلب وقتا إضافيا للموافقة على مسودة اتفاق تم ترتيبها بعد جولة مفاوضات.

من جانبه، أكد حميد الصافى، المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، أن المفاوضات تتم مع الأطراف الليبية كل علي حدة.

وأوضح أنه لم يتم أي لقاء مباشر بين أطراف التفاوض، لافتا إلى أن المشير خليفة حفتر و السراج لم يتلقيا وجها لوجه في المباحثات التي تستضيفها موسكو حاليا.

وأشار الصافي إلى أن المشير حفتر و وفده اجتمع مع الوسطاء الروسيين فقط، بينما اجتمع السراج ووفده مع ممثلين لتركيا والوسطاء الروسيين.

و ذكر الصافي أن الجيش الوطني رفض طلب السراج بعودة الجيش الوطني الليبي لمواقعه التي سبقت تاريخ 4أبريل، وهو اليوم الذي بدأت فيه قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية لتحرير المدن الليبية من قبضة الميليشيات.

و أكد المستشار الإعلامي أن المشير حفتر ورئيس مجلس النواب عقيله صالح تمسكا بالمبادئ الوطنية والثوابت المهمة، ومنها أن الجيش الوطني يقوم بعملية لتحرير طرابلس من الإرهاب والميليشيات التي تبتز القرار السياس.

يشار إلى أن الجيش الليبي وافق الأحد على مبادرة روسيا لوقف اطلاق النار للتمهيد للعودة للمسار السياسي، بدأت تنفيذها الثانية عشر من ليلة السبت/الأحد بالتوقيت المحلي.

ولاقت الهدنة ترحيبا دوليا ومحليا، حيث رحبت مصر بالقرار مع التأكيد على ثوابتها في مكافحة الارهاب وحل الميليشيات ونزع سلاحها.

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بتنفيذ وقف إطلاق نار "دائم وذي مصداقية" في ليبيا.

يأتي هذا في وقت تتعدد فيه خروقات المليشيات التابعة لحكومة السراج لاتفاق وقف العمليات القتالية بالمنطقة الغربية، الذي أعلنه الجيش الوطني الليبي،

وكان اللواء المبروك الغزوي، آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي، قد أعلن، الأحد، خرق مليشيات حكومة فايز السراج قرار وقف إطلاق النار بعد أقل من ساعة من دخوله حيز التنفيذ.