في Tuesday 14 January, 2020

نرصد أسباب تأخر القرار.. بومبيو: ندرس وضع "الإخوان" على قوائم الإرهاب بدقة

رجح مراقبون تأخر الإدارة الأمريكية في الإعلان عن إدارج تنظيم الإخوان على قوائم الإرهاب لعدة أسباب أبرزها التوتر السياسي الحالي ما بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، والمصلحة المتبادلة ما بين الإدارة الأمريكية والإخوان، فضلا عن العلاقات المشتركة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الموالية للتنظيم.

وفتحتتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الإثنين، بشأن هذا الملف، وموقف بلاده من إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب،باب التساؤلات حول أسباب تأجيل القرار حتى الآن.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنه كان واحداً من 8 نواب قدموا مشروع قانون في الكونجرس، مطالبين الإدارة الأمريكية السابقة بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب.

وقال، في مجمل رده على سؤال حول ما إذا كانت إدارة ترامب تنوي اتخاذ تلك الخطوة في الوقت الحالي، وذلك مشاركته في ندوة بمعهد هوفر بجامعة ستانفورد، إن إدارة ترامب مازالت تنظر في ذلك وتقيّم الخطوة، لضمان أن تتم ذلك "بصورة صحيحة".

وأضاف بومبيو: نحن ما زلنا نحاول معرفة كيفية تحقيق ذلك، هناك عناصر داخل الإخوان لا شك في أنهم إرهابيون، وهم مدرجون على قائمة الإرهاب، ونحن نحاول أن نضمن أننا نقوم بالإدراج بشكل صحيح، ونحدد الموضوع بشكل صحيح، وضمان الأساس القانوني لذلك”.

وفسر وزير الخارجية الأمريكي أن عملية "الإدراج كمنظمة إرهابية" قد تبدو مجرد قرار، لكنها في الحقيقة تحتاج لكم من العمل لضمان وجود الأساس القانوني لذلك، ولضمان تواجد البيانات الصحيحة قبل عملية الإدراج.

وأوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير الشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، في تصريحات صحفية، أن موضوع إدراج الإخوان كجماعة إرهابية مطروح منذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مشيرًا إلى أن الكونجرس شهد 16 محاولة لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية ولكن لم تتبلور في أي قرار رسمي عن الإدارة الأمريكية حتى الآن.

وأرجع الخبير المصري أسباب تأخر القرار الأمريكي إلى عدة اعتبارات أولها، علاقة المصلحة التي تربط الطرفين، مشيرًا إلى أن الإخوان مسؤولة بشكل مباشر عن تنفيذ الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط، وأنها مجرد أداة توظفها تلك الإدارة لتحقيق أهداف محددة.

وقال إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اللقاء الذي جمعهما عام 2018 وضع تنظيم الإخوان، وإن الأخير( ترامب) وعد باتخاذ إجراءات عاجلة بملف إدراج التنظيم على قوائم الإرهاب لكن لم يحدث.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لديه رغبة لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية لكن الدولة العميقة الممثلة في المؤسسات الأمريكية تسعى لعرقلة الموضوع.

وأوضح أن المؤسسات الأمريكية لاتزال تراهن على الإخوان كتنظيم لديه القدرة على التأثير، وتضع في اعتبارها أن الإخوان تنظيم منتشر في 80 دولة منها مصر، يعتمد على الأيديولوجيا الدينية وهو ما يجعله وسيلة فعاله في تحقيق أجندات بعينها.

أما الاعتبار الثاني، بحسب الخبير المصري، والذي يقف عائقًا أمام قرار الإدارة الأمريكية يتمثل في الإجراءات القانونية المتعلقة بالقرار.

وأوضح أنه:" لا توجد مؤسسة أو تنظيم يسمى الإخوان داخل الولايات المتحدة، كما يصعب حصر المؤسسات التابعة له بشكل مباشر، لكنهم متواجدين من خلال بعض الأفراد".

وأكدتالباحثة المصرية داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، على أن الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية مع بعض الدول التي يتولى عناصر الإخوان الحكم فيها وأبرزها تركيا وماليزيا.

وتضيف الباحثة المصرية داليا زيادة، أن الصراع السياسي الداخلي بواشنطن بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي يؤثر بشكل مباشر على إصدار قرار نهائي بشأن تنظيم الإخوان، رغم اتفاق الطرفين على ضلوع الإخوان بالعمليات الإرهابية التي نُفذت في مصر.

وقالت "زيادة" إن بعض النواب الديموقراطيين يدعمون تنظيم الإخوان بشكل مباشر ومنهم من حصل على تمويل مباشر لحملته الانتخابية من إمارة قطر، الداعمة لإرهاب الإخوان، مقابل دعم التنظيم المتطرف.

واتفق الباحثان على أنه :" رغم توثيق عمليات الإخوان الإرهابية من حرق الكنائس وأقسام الشرطة وغيرها من المؤسسات المصرية عقب ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013 ، إلا أن الإدارة الأمريكية اكتفت بتصنيف حركتي "حسم ولواء الثورة"، المنبثقتين عن الإخوان كحركات إرهابية دون ذكر التنظيم الأم".

وفسرت ذلك بـ" رغبة الولايات المتحدة في تحاشي الإعلان عن موقفها من الإخوان والاكتفاء بإدراد حسم ولواء الثورة حركتين إرهابيتين".