في Thursday 23 January, 2020

ترامب يعلن عن بنود "صفقة القرن" قريبا ويحسم مصير الضفة الغربية "تفاصيل"

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالإعلان خلال الأيام القريبة المقبلة عن خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة بـ "صفقة القرن" ، وفقا لما قاله مسؤولون إسرائيليونفي تصريحات صحفية للإعلام الإسرائيلي .

وقالت مصادر غربية إن هناك احتمال لأن يتم نشر الخطة قبل نهاية الشهر الجاري وربما يوم الإثنين او الثلاثاء المقبلين.

ولكن مصدر أمريكي، رفض الكشف عن اسمه، اكتفى بالقول لوكالة (آكي) الايطالية إنه “لم يتم اتخاذ قرار بشأن الموعد، وترامب قد يتخذ قرارا قريبا ولكن هذا لم يحدث حتى الان”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن البيت الأبيض وجه الدعوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة بيني جانتس للقدوم إلى واشنطن الثلاثاء لبحث الخطة.

وأضافت نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إن البيت الأبيض يعتزم أن ينشر خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة إعلانا بشأن الخطة الأمريكية.

ولم يصدر أي تعليق رسمي إسرائيلي أو أمريكي.

وصرح الإثنين الماضي، مصدرين فلسطيني وغربي للصحف العربية مؤكدينأنثمة تقديرات بشأن إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المعروفة بـ "صفقة القرن" قبل نهاية الشهر الجاري.

وأوضح حينها مصدر سياسي فلسطيني، فضل عدم نشر اسمه، أن "معلومات توافرت بشأن سعي الرئيس الأمريكي إلى نشر الخطة (صفقة القرن) قبل نهاية الشهر الجاري.. لا معلومات لدينا بسبب عدم وجود اتصالات مع الإدارة الأمريكية ولكننا ننتظر ببالغ الخطورة".

من جهته، قال دبلوماسي غربي، طلب أيضا عدم تعريفه لأنه غير مخول بالنقل عن الإدارة الامريكية، إن "المعلومات المتوافرة تشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تنشر الخطة يوم 27 من الشهر الجاري".

ولم تتأكد المعلومات من الجانب الأمريكي؛ إذ قال مسؤول إن ترامب "سيتخذ القرار حول توقيت نشر الخطة"، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت، مساء اليوم الخميس، إن إعلانا سيصدر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وإن نتنياهو وجانتس سيسافران الى واشنطن لهذه الغاية.

وفي تأكيد غير مباشر ، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت في تغريدة على " تويتر" ، مساء الخميس، "الرئيس ترامب ، (كبير مستشاريه جاريد) كوشنر والسفير فريدمان هم أصدقاء حقيقيون في إسرائيل".

وأضاف"قد تواجه دولة إسرائيل فرصة تاريخية ، إلى جانب مخاطر كبيرة. سيكون الحزب اليميني يقظًا، يجب أن يكون الأمر واضحًا: لن يسمح الحزب اليميني بنقل الأرض إلى العرب أو إقامة دولة فلسطينية".

وتابع بينيت: "بعد نشر تفاصيل الخطة سنعلق عليها".

ووصل المستشار الخاص وصهر الرئيس الأمريكي ترامب، جاريد كوشنر إلى إسرائيل أمس الأربعاء لحضور المنتدى العالمي للهولوكوست وسيلتقي على الأرجح خلال اليومين المقبلين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم حزب (ازرق ابيض) بيني غانتس.

كانت الإدارة الأمريكية قد أرجأت لأكثر من مرة العام الماضي نشر الخطة بانتظار تشكيل حكومة إسرائيلية بعد الانتخابات.

ولكن إعادة الانتخابات الإسرائيلية مرتين بانتظار أن تجري انتخابات ثالثة يوم 2 مارس/آذار المقبل دون أفق بتشكيل حكومة دفعت الإدارة الأمريكية لبحث نشر الخطة قبل الانتخابات.

وزار مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية آفي بيركوفيتش إسرائيل، مطلع الشهر الجاري، وبحث الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة ورئيس حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس.

وكان من المقرر أن يصل كبير مساعدي ترامب والمسؤول عن الطاقم المكلف بإعداد الخطة جاريد كوشنير إلى إسرائيل، الأربعاء، للقاء المسؤولين الإسرائيليين، ولكنه عاد إلى واشنطن من منتدى دافوس السويسري مع الرئيس الأمريكي بسبب سوء الأحوال الجوية.

وكان جانتس عدل قبل يومين عن تحذيره من نشر الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية ودعا الى نشرها في أقرب وقت ممكن.

وسبق للسفير الأمريكي في إسرائيل وأحد أبرز أعضاء الفريق المكلف بوضع الخطة، ديفيد فريدمان، أن أشار، مطلع الشهر الجاري، إلى أن الخطة ستركز على مستقبل الوضع في الضفة الغربية.

وحذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من أنه "إذا ما تم الإعلان عما يسمى صفقة القرن قبل الانتخابات الإسرائيلية؛ فهذا يعني ضوءا أخضر لنتنياهو لضم الأغوار الفلسطينية وشواطئ البحر الميت. فليحرق الشرق الأوسط مقابل إعادة انتخاب نتنياهو".

ويسود اعتقاد واسع في إسرائيل بأن الخطة الأمريكية تتناسق مع الموقف السياسي لنتنياهو واليمين الإسرائيلي، وهو ما دفع جانتس للتحذير من نشرها قبل الانتخابات.

وفي هذا الصدد، قال موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي: "إذا تم تقديم الخطة قبل الاقتراع؛ فقد تؤثر على الحملة الانتخابية وربما توفر دفعة قوية لرئيس الوزراء المحاصر بنيامين نتنياهو".

واستدرك: "إذا قرر ترامب الانتظار؛ فقد يصبح من الصعب تقديم الخطة في مرحلة لاحقة بسبب الحملة الرئاسية في الولايات المتحدة".

ولفت الموقع إلى 3 عوامل ستؤثر على قرار ترامب نشر الخطة؛ أولها "التطورات في عملية المساءلة في الكونجرس"، والاجتماعات التي سيعقدها ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر مع قادة مختلفين من الشرق الأوسط وأوروبا خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع، وثالثا نتائج لقاءات كوشنير في إسرائيل".

ومطلع الشهر الجاري قال مسؤول أمريكي كبير إن خطة بلاده المعروفة إعلاميا بـ "صفقة القرن" ستحسم وضع الضفة الغربية التي قال مسؤولون إسرائيليون إن حكومتهم تعتزم ضم أجزاء كبيرة منها.

وفي مؤتمر بالقدس، اليوم الأربعاء، استخدم السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان تعبير" يهودا والسامرة" للإشارة إلى الضفة الغربية التي قال إن مصيرها سيحسم في الخطة الأمريكية للسلام.


جاء ذلك بعد أن حسمت أمريكا موضوعي القدس بالاعتراف بها عاصمة لإسرائيل ومرتفعات الجولان السورية بإقرار سيادة الاحتلال عليها.

وأقر فريدمان بأن الضفة الغربية هي "الأصعب والأكثر تعقيدا من بين القضايا الثلاث" التي قال إنها بقيت عالقة بعد حرب 1967 وهي القدس ومرتفعات الجولان والضفة الغربية.

ولكنه فريدمان، وهو أبرز أعضاء الفريق الأمريكي الذي يصيغ ما يعرف بـ "صفقة القرن" ، اعتبر أن "الضفة الغربية تعود لإسرائيل مع الإقرار بحق أكثر من مليوني فلسطيني من العيش فيها بكرامة".

وأشار في هذا الصدد إلى إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في شهر نوفمبر الماضي أن المستوطنات الإسرائيلية ليست مخالفة للقانون الدولي.

واستدرك السفير الأمريكي: "هذا لا يتناقض مع حق الفلسطينيين بالعيش بكرامة وسلام واستقلال وفخر وفرص".

وأشار إلى أن حل هذه القضية سيأتي في سياق الخطة الأمريكية للسلام.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن في أكثر من مناسبة رفضه الخطة الأمريكية بعد إعلان ترامب أنها تسقط موضوع القدس من طاولة المفاوضات.