في Monday 27 January, 2020

دعوات لمظاهرة مليونية في 31 يناير لطرد إيران وأذرعها من العراق

تستعد اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة أكتوبر/تشرين ببغداد لتنظيم مظاهرات مليونية تطالب بحل البرلمان وإنهاء العملية السياسية والنفوذ الإيراني بشكل جذري في العراق.

وشهدت ساحات الاعتصام في بغداد ومدن جنوب العراق توافد الآلاف من المتظاهرين الجدد الذي انضموا الى المتظاهرين بعد الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها هذه الساحات من قبل مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الخاضعة لسيطرتها.

وقال عدي الزيدي عضو اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين - في تصريحات صحفية "نحن لا ننكر ثقل التيار الصدري في الشارع، لكن انسحابهم لن يؤثر على الاحتجاجات لأن ساحة التحرير والساحات الأخرى شهدت خلال اليومين الماضيين انضمام الآلاف من المحتجين الجدد".

وأضاف الزيدي - الذي تعتقل المليشيات نجله منذ نحو شهرين لمشاركته في التظاهرات - "نحن مقبلون على تظاهرة مليونية في ٣١ يناير، وهذه المليونية ستثبت للجميع أن الشعب العراقي هو من يثور ويمسك الشوارع لا غيره"، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى حماية المتظاهرين العراقيين من القمع والعنف المفرط الذي تمارسه المليشيات ضدهم.


وكان مسؤول في الاستخبارات العراقية كشف عن اتفاق قادة مليشيات الحشد الشعبي والأحزاب التابعة لإيران خلال اجتماع عقدوه بمدينة "قم" الإيرانية بإشراف مباشر من قائد فيلق القدس الإرهابي إسماعيل قاني في ١٣يناير/ كانون الثاني، على تنفيذ عملية إنهاء التظاهرات في بغداد والجنوب عبر محاصرة ساحات الاعتصام ومن ثم اقتحامها بالقوة المفرطة وبأعداد كبيرة من مسلحي الحشد والقوات الأمنية العراقية الخاضعة لها.

وأضاف المسؤول، "أدار الاجتماع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم مليشيا بدر، هادي العامري، وشهد جانب منه توزيع المناصب والاستعداد لمنح الثقة برئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي مجددا وترتيب أوراق النفوذ الإيراني في العراق بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة مليشيات الحشد في غارة أمريكية قرب مطار بغداد في ٣ يناير الحالي".

وباشرت مليشيات الحشد والنفوذ الايراني بتنفيذ الخطة منذ فجر ٢٥ يناير عندما انسحب غالبية أنصار الصدر بشكل مفاجئ من ساحات الاعتصام، وأعقب الانسحاب هجوم قوات الصدمة التي تتكون من مليشيات حزب الله العراق على ساحات اعتصام البصرة وأحرقت كافة الخيام وطاردت المحتجين بين أزقة المدينة واعتقلت العشرات منهم، وتلاها هجوم آخر على ساحة التحرير وسط بغداد لكن المعتصمين في التحرير تصدوا للهجوم وأجبروا المليشيات المهاجمة على الانسحاب.

ورغم استمرار الكر والفر وازدياد العنف المستخدم من قبل المليشيات ضدهم، إلا أن الحركة الاحتجاجية في العراق شهدت زخما ملحوظا فالآلاف من العراقيين بدأوا بالتدفق إلى ساحات الاعتصام ودعمها بالمؤن ونصب خيام جديدة بدلا من الخيام التي رفعها أنصار التيار الصدري عقب مغادرتهم.

وكانت مبعوثة الأمم المتحدة لدى العراق جانين هينيس بلاسخارت، طالبت السلطات العراقية بضرورة حماية المتظاهرين السلميين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ نحو ٤ أشهر.

وقالت بلاسخارت، في بيان إنه "في ظل استمرار وقوع قتلى وجرحى، فإن الخطوات المتخذة من قبل السلطات العراقية ليست كافية لحماية الشعب".

وشددت المبعوثة الأممية على ضرورة الاستجابة لمطالب المتظاهرين العراقيين، وما عبّروا عنه بشجاعة على مدار الأشهر الماضية.

في غضون ذلك اعتبر ماهر الشمري عضو اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة تشرين مقتل سليماني "نقطة ارتكاز لإبعاد إيران عن العراق، وهذا جعل الكتل السياسية التابعة لإيران تستنفر كافة الوسائل لفض المظاهرات بشكل أو باخر مستخدمة كافة أنواع العنف المفرط".

وشدد الشمري على أن "الحكومة العراقية والمليشيات لا تستطيع فض المظاهرات لأنها شعبية تمتد من البصرة الى بغداد، وتعبر عن اراء الشعب العراقي الذي يرفض التبعية ويطالب باستقلال الرأي العراقي، وهي مستمرة حتى تحقيق النصر".

وأشار الشمري الى أن المتظاهرين العراقيين وصلوا المرحلة الأخير لتطبيق مطالبهم بتغيير العملية السياسية جذريا وحل البرلمان وتشكيل حكومة وطنية ديمقراطية مدنية تحترم كافة مواطني الشعب العراقي.

وتزامنا مع الاستعدادات الجارية لتنظيم تظاهرة مليونية في بغداد وجنوب العراق، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأحد، عن إحصائية بعدد القتلى والجرحى خلال اليومين الماضيين في بغداد وذي قار والبصرة.

وأوضحت المفوضية في بيان لها أنها "وثقت مقتل ١٢ متظاهرا منهم ٩ في محافظة بغداد و٣ في محافظة ذي قار.

كما أشارت إلى إصابة ٢٣٠ من المتظاهرين والقوات الأمنية منهم في محافظة بغداد ١١٨ وفي محافظة ذي قار ٧٨ وفي محافظة البصرة ٣٤، مضيفة أن القوات الأمنية اعتقلت ٨٩ متظاهرا في محافظتي بغداد والبصرة.

ودعت الأطراف كافة إلى وقف أي شكل من أشكال العنف، مطالبة بضبط النفس والحفاظ على سلمية التظاهرات والابتعاد عن أي تصادم يؤدي إلى سقوط ضحايا والتعاون بغية حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وإيقاف الانتهاكات في حقوق الإنسان والتي تؤدي إلى تقييد حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي.